بيان ما يترتب على فعل البدعة والدعوة إليها

والحاصل من هذا كله مثل ما بين الشيخان الحاصل أن البدع شرها عظيم وفسادها كبير، وهي من أسباب تضييع السنن، لما أحدث اليهود والنصارى في شريعة التوراة والإنجيل ما أحدث ...... ضاعت شريعتهم، والتبست شريعتهم، وكفروا بالله وبرسوله، وتركوا الحق وعاندوا الرسل عليهم الصلاة والسلام بأسباب البدع التي ابتدعوها، فالبدع تضيع السنن وتحارب السنن، ومن أسباب بغض السنن ومن أسباب الجهل أيضا، ومن أسباب تعظيم ما حرم الله، والانتقاص مما شرع الله جل وعلا، والله يقول سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، وقال سبحانه: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۝ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية:18-19]، ويقول عليه الصلاة والسلام في خطبة يوم الجمعة على رؤوس الأشهاد أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ينادي يوم الجمعة على رؤوس الأشهاد في الخطبة شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ويقول: إياكم ومحدثات الأمور» لما خطب الخطبة كأنها خطبة مودع قال فيها: «إياكم ومحدثات الأمور، وقالت عائشة رضي الله عنها عنه ﷺ أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني فهو مردود، وقال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.

 هذا كله يبين لنا أن هذا الذي اعتادوه من الاحتفال بالموالد مولد النبي ﷺ أو مولد البدوي أو مولد الشيخ عبد القادر الجيلاني أو مولد فلان وفلان أو مولد الأم أو مولد البنت أو مولد الأب أو ما أشبه ذلك مما وقع في الناس اليوم كلها بدع، كلها شر، فيها بدع، وفيها تشبه بالكفار مع البدعة تشبه بالنصارى في أعيادهم الكثيرة الباطلة، وتشبه باليهود، هذا مع كونه بدعة ومخالفة للشريعة مع ذلك يتشبهون بأعداء الله، والنبي يقول: من تشبه بقوم فهو منهم، ويقول: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة من باب التحذير لا أن نسلك مسالك أعداء الله.

نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونسأله أيضا سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين.