مظاهر شكر الله على النعم

ومن ذلك العمل بما شرع الله والكف عما حرم الله يقول جل وعلا لآل داود عليه الصلاة والسلام: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13]، ما قال قولوا، قال: اعْمَلُوا فالقول سهل على النفوس، ما أسهل أن تقول: أشكر الله على ذلك، أنا شاكر لله هذا، سهل على اللسان ولكن الشأن في العمل، الشأن في كف الجوارح عن المعاصي، والقيام بالواجب، هذا الشكر مع القول، والشكر يكون بالأمور الثلاثة: باللسان، وبالقلب، وبالعمل، باللسان بالتحدث بنعم الله يقول سبحانه: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]، تشكر الله، تثني عليه، تحمده على ما أعطاك، تسبحه وتهلله تستغفره سبحانه وتعالى، ثم بالقلب تحبه سبحانه محبة حقيقة بقلبك على فضله وإحسانه وإنعامه وعلى ما أعطاك ويسر لك، فهو المنعم وهو المتصرف وهو المتفضل جل وعلا، تحبه بقلبك وتخضع له سبحانه وتخلص له العمل وتخافه وترجوه، كل هذا من أعمال القلب، تخاف الله وترجوه وتخلص له أعمالك بهذا القلب الذي أعطاك الله إياه وجعله محل العقل والتمييز، وتنيب إليه وتحب فيه وتبغض فيه وتوالي فيه وتعادي فيه كل هذا من أعمال القلب.

ومن الشكر للنعم ثم الجوارح تبادر بما أوجب الله من الصلوات الخمس في أوقاتها في الجماعة تحافظ عليها هذا من شكر الله، أن تحافظ على ما أوجب الله عليك من الصلاة في أوقاتها في الجماعة، والمرأة كذلك تحافظ عليها في أوقاتها، وتؤديها في أوقاتها بطمأنينة وإقبال عليها لا بمجرد نصب العادة، تصلي عادة فقط، الصلاة ما هي عادة، الصلاة عبادة، عبادة عظيمة يجب أن تهتم بها وأن تعطيها قلبك، وأن تعرف قدرها، وأن تصليها كما شرع الله، وأن تحضر فيها بقلبك وتخشع بين يدي ربك تكون مطمئنًا ترجو رحمته وتخشى عقابه ، هي قرة العين، الصلاة قرة العين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: وجعلت قرة عيني في الصلاة، وهي راحة القلب ونعيم الروح كما في الحديث: أرحنا بالصلاة يا بلال يعني أقمها حتى ندخل فيها فنستريح؛ لأنها راحة القلوب ونعيم الأرواح وقرة العيون لمن عقل عن الله، فعليك أن تؤديها أداء المؤمن أداء الراغب أداء المحب الذي يراها قرة عينه، ونعيم روحه، فيطمئن فيها، ويخشع ويقبل عليها، ويحافظ عليها في أوقاتها، ويبادر إليها في الجماعة، إذا سمع النداء حي على الصلاة بادر وسارع يحضر مع إخوانه في بيوت الله.

هكذا الزكاة أداؤها من شكر الله كما أمر طيبة بها نفسك تقصد وجه الله عز وجل، وهكذا صيام رمضان، وهكذا حج البيت مع الاستطاعة في العمر مرة.