بدع الذكر

وسمعتم ما فعله ابن مسعود لما دخل على قوم في المسجد المعروف أنه كان في مسجد الكوفة في العراق وقد حلقوا حلقًا وفيهم من يأمرهم ويقول: سبحوا كذا، كبروا كذا، ويعدون بالحصى، أنكر عليهم عبد الله، وقال: "إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد" أو "مفتتحوا باب ضلالة" يعني: الأمر هو الثاني، فإنهم مفتتحون باب ضلالة، نسأل الله العافية؛ لأن ملة محمد هي أهدى الطرق، وأهدى الملل، وليس هناك طريقة خير منها، بين لهم أن إيجاد عبادة بطريقة لم يشرعها الله ورسوله تعتبر بدعة، ولو كانت في نفسها صالحة، لكن بهذه الهيأة والكيفية التي جاءوا بها تكون بدعة، فإن التسبيح والتهليل والتحميد عبادات، إذا قلت: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، هذه عبادة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لكن إذا أتي بها على طريقة جديدة يجتمعون عليها ولهم رئيس يعلمهم قولوا كذا وقولوا كذا يعدون بالحصى أو بالنوى أو بغير ذلك على طريقة مختصة لها أمير ولها طريقة خاصة وصياغة خاصة هذا يكون بدعة.