المسكرات والمخدرات أخطار وأضرار

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها صاحب الفضيلة: الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن غيث، والشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر، فيما يتعلق في المسكرات والمخدرات وعظيم أضرارهما وخطرهما على المجتمع، ولقد أجادا وأفادا وبينا ما يجب بيانه، فجزاهما الله خيرًا، وضاعف مثوبتاهما، وزادنا وإياكم وإياهما علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا والمسلمين بما سمعنا وبما علمنا من هذا الأمر الخطير، ولقد بين صاحب الفضيلة هذه الأضرار الكثيرة التي تنشأ عن المسكرات والمخدرات في المجتمع فيما يتعلق بالعقل والدين والبدن والسياسة وغير ذلك، فأضرار هذه المشروبات لا تحصى ولا تعد، فهي أضرار كثيرة متنوعة كلها يجب أن تحارب، ويجب أن يقضى عليها بالطرق والوسائل الممكنة من ولاة الأمور ومن رجال الهيئة ومن أعيان المجتمع ومن خطباء وأئمة المساجد ومن غيرهم، فالتعاون في هذا الأمر واجب ولازم لما فيه من الإصلاح العام ومن الوقاية العامة للمسلمين، والأمر بحمد الله واضح، ولكن المصيبة التكاسل والتساهل من كثير من الناس في محاربة هذا الشر والفساد، وكل يعلم أضرار هذه المسكرات والمخدرات لأسباب ما يشاهد ويرى في مجتمعه من أضرارها، وقد كانت بالنسبة إلى هذه البلاد فيما مضى مجهولة عند الأكثر، أما اليوم فقد فشا ضررها وعلم ما سببت من مشاكل كثيرة وعواقب وخيمة، وفي السجون ما لا يحصى بأسبابها، وقد حصل بها من الأضرار والأمراض الكثيرة، وانحراف العقول وانحراف الدين والفساد في المجتمع ما لا يحصيه إلا الله .