التبرك المشروع والممنوع

وما ذكره الشيخ عبدالله فيما يتعلق بالتبرك التبرك وقع فيه أغلاط كثيرة من ضعفاء البصائر، فالبركة كلها من الله ، هو المبارك ، وعبده المبارك، فالبركة كلها من الله، وهو يجعلها فيما يشاء جعل ما ينزل من السماء جعله مباركًا وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا[ق:9]، وكذلك جعل بيته بيتًا مباركًا وهو الكعبة، وجعل عبده الصالح مباركًا، وجعل نبيًا مباركًا عليه الصلاة والسلام، وهكذا جعل عباده الصالحين مباركين ينفعون الناس ويدعونهم إلى الحق وينذرونهم بأس الله ونقمته، فالمبارك من جعل الله فيه البركة، والبركة من الله، ولهذا كان نبينا ﷺ مبارك في أقواله وأعماله حتى في شعره وبصاقه وعرقه عليه الصلاة والسلام، لما حلق يوم حجة الوداع قسم شعره بين الناس لما جعل الله في شعره من البركة، وكان عرقه مباركًا وبصاقه مباركًا عليه الصلاة والسلام، ولكن لا يقاس عليه غيره، ظن بعض الناس أنه يقاس عليه غيره، وأن الإنسان يتبرك في شيخه ومن يعتقد فيه الصلاح يتبرك بثيابه هذا باطل لا أصل لذلك، بل هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام؛ لما جعل الله فيه من البركة، ولهذا الصحابة لم يتبركوا بالصديق ولا بعمر ولا بعثمان؛ لأنهم يعلمون أن هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام؛ لما جعل الله فيه من البركة، والصحابة أعلم الناس بعد الأنبياء وأفضل الناس بعد الأنبياء، ولو كان التبرك بالصالحين بثيابهم أو بعرقهم أو بصاقهم أو بشعورهم مشروعًا لفعلوه مع الصديق الذي هو أفضل الأمة، ولفعلوه مع عمر الذي هو أفضل الأمة بعد الصديق، ولفعلوه مع عثمان أو علي، أو بقية أهل العشرة المشهود لهم بالجنة.