ضرورة توجيه الشباب وتبيين أخطاءهم حتى يتجنبوها

الواجب علينا جميعًا أن نكون مع الشباب ومع غير الشباب من الأخيار لا نذمهم ولا نعيبهم ولا نكسلهم ولا نثبطهم، بل إذا رأينا من يتوجه إلى الخير ساعدناه وأيدناه ووجهناه، إن بدا منه شيء من النقص يوجه إلى الخير، ويقال له: يا فلان قلت كذا وفعلت كذا، وهذا ....... هذا يخالف قوله تعالى كذا وكذا، ويخالف النبي ﷺ، قول النبي كذا عليه الصلاة والسلام حتى ينتفع الشباب بتوجيه أبائه وأعمامه ومدرسيه ومعلميه وغيرهم، وحتى يستفيد علمًا إلى علمه، وقوة إلى قوته، ونشاطًا إلى نشاطه، وحتى لا يضعف يشجع، ويقوى ويؤيد، ولكن مع ذلك لا يترك قول ما لا ينبغي أو يفعل ما لا ينبغي، بل يساعد في القوة والنشاط والتوجه ويبين له ما قد يقع من الخطأ والغلط حتى يتجنب ذلك، وحتى يستقيم على الصراط السوي والمنهج القويم، هكذا كان أهل العلم، وهكذا كان السلف الصالح يوجهون الشباب ويؤيدون الشباب في الخير وينصرونه بالحق ويوجهونه إلى خير الطرق، وينبهونه على ما قد يقع من الخطأ حتى يتجنب ذلك.

أسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية، وأسأل الله في شبابنا في جميع الأمة وفي جميع الدنيا أسأل الله لهم التوفيق والهداية، وأن يوفقوا لقادة صالحة وموجهين صالحين يقودونهم إلى كل خير، ويعينونهم على كل خير، وأن ينفع بهم العباد والبلاد، وأن يوفق حكومتنا لما فيه رضاه، ولما فيه صلاح الأمة ونجاتها، كما أسأله سبحانه أن يوفق المسلمين جميعًا شيبًا وشبابًا لكل ما فيه صلاحهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وأن يصلح قادتهم، وأن يوفق حكامهم للحكم بشريعة الله، وإلزام الشعوب بها، ودعوتهم إليها، وتوجيهم إليها، وأخذهم بها، فإن كثيرًا من الحكام يخافون من الشباب؛ لأن ذنب الشباب أنه قائم بشريعة الله ويدعون إلى شريعة الله فهم يخافون منهم أن ينتقدوا عليهم تخلفهم عن حكم الله وعدم قيادتهم الناس إلى الشريعة، وهذا مطلب من الشباب الصالح  مطلب طيب يشكرون عليه، فينبغي للقادة أن يساعدوهم على الخير، وأن يرشدوهم إلى الصواب إذا أخطؤوا، وأن يربوا فيهم الغيرة الإسلامية والقوة الإيمانية، وإذا زلت قدم أو وجد منهم خطأ وجهوا إلى الخير ولوحظوا في جميع الشؤون حتى يستفاد منهم، وحتى تنتفع بهم الأمة، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

.......

قبل بقية الأسئلة أحب أن أكمل ما سبق حول الشباب ذكرنيه خبر عمر عبدالرحمن وكنت ذكرته أيضًا بعدما قمت للصلاة، وهذا الشيء هو أن بعض الشباب في بعض البلاد قد تحمله شدة الغيرة والرغبة في نصر الحق أن يتجاهر بأشياء تجرئ الحكام عليه حتى يسجنوه أو يقتلوه، وهذا مما لا ينبغي، ينبغي للدعاة من الشباب وغيرهم أن تكون له همتهم في توجيه الناس إلى الخير وإرشادهم إلى الحق، وبيان ما جاء عن الرسول ﷺ من الهدى حتى يكثر المسلمون الصادقون، وحتى ينتبه الناس لما هم عليه من الباطل.

أما التهديد بالسلاح وبالخروج وبالقتل فهذا يضر الدعوة في كل مكان، ولا تستفيده الدعوة، ومتى علم حكام البلاد أن هؤلاء يهددون تتبعوهم وقضوا عليهم وآذوهم، وهذا أمر معلوم، فينبغي للدعاة ألا تكون هذه مهمتهم، وألا يتوجهوا إلى هذا الطريق، ولكن ينبغي لهم أن يصبروا على الدعوة كما صبر عليها النبي ﷺ في مكة  وأصحابه، صبروا ثلاثة عشر سنة ما هددوا بالسلاح يدعون الناس سرًا وجهارًا إلى توحيد الله وطاعة الله، وهكذا في المدينة فلما استقامت الدولة وأذن الله لها بالقتال قام الجهاد بعد ذلك، فالدعاة إلى الله في أي مكان هنا أو في مصر أو في الشام أو في أي مكان يسلكون مسلك الدعاة إلى الله جل وعلا والنصح وتوجيه الأمة إلى الخير، ويكاتبون ولاة الأمور بالمكاتبات الطيبة اللينة، ويقدمون في أول الكتاب قول النبي ﷺ: الدين النصيحة الدين النصيحة قيل: لمن؟ قال: لله... إلى آخره، ويقولون لهم: إنما أردنا الخير وأحببنا لكم الخير الذي به السعادة العاجلة والآجلة به تستقيم دولتكم، وبه توفقون لما فيه عزكم ونجاتكم، وبه تصلح أموركم، وبه تسعدون في الآخرة أيضًا أنتم والمجتمع جميعًا، هكذا يكون الدعاة بالكلام الطيب، والأساليب الحسنة، والرفق مع الناس؛ لأن هذا ينشر الدعوة ويعين أهلها ويكثر أهلها.