أذكار مأثورة عن خير البرية

وقد ذكر الرسول ﷺ أذكارًا تتعلق بالصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه، والسعي إلى الصلاة، واليقظة والنوم، وعند الطعام، وغير هذا الأذكار المنوعة، حتى أكثر وقته مشغولًا بهذه الأذكار وبطاعة الله ، فينبغي للمؤمن أن يراجع ما جاء في هذا الباب من الأحاديث حتى يكون على بينة، وحتى يستعمل تلك الأذكار والدعوات التي جاءت حسب ما يسر الله له منها، وقد ألفت فيها كتب منها الأذكار للإمام النووي المعروف صاحب الأربعين وصاحب شرح مسلم، ومنها الوابل الصيب لابن القيم ذكر فيه جملة من ذلك، ومنها الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب أخرى ألفت في هذا الباب وجملة منها موجودة في الصحيحين وفي غيرها، فالمؤمن إذا راجع هذه الكتب استفاد منها الفائدة الكبيرة، وهكذا بحضور حلقات العلم يستفيد، وبسماعه ما يقع في برنامج نور على الدرب يستفيد من ذلك ما شاء الله، وبسؤال أهل العلم في كل مناسبة يستفيد إذا يسر الله له الحرص والرغبة، فإنه يسأل ويطالع ويذاكر ويجتهد في معرفة ما يرضي الله ويقرب لديه، فيجتمع بذلك الخير الكثير، والمهم الصدق إذا صدق يسر الله أمره وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، يقول النبي ﷺ: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، هذا خير عظيم، ويقول ﷺ: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول عليه الصلاة والسلام: كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

فينبغي أن تكثر منها هذه شيء عظيم، لو حفظت هذا القليل وكررته حصل لك به الخير العظيم، ويقول النبي لجويرية لما دخل عليها بعد الفجر وهي تذكر الله ثم جاءها ضحى وهي في مجلسها تذكر الله قال: ما زلت على مكانك منذ فارقتك؟، قالت: نعم، قال: لقد قلت بعدك كلمات أربع ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنا عرشه، سبحان الله مداد كلماته، هذه الكلمات أربع كلمات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات كررها، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وفي رواية: يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مئة حسنة، ومحا عنه مئة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله ...... وهي كلمات قليلة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير مئة مرة خمس دقائق أو أقل تكفي لهذا الذكر العظيم، لكن مع الصدق والإخلاص كان له عدل عشر رقاب يعتقها، كتب الله له مئة حسنة، ومحا عنه مئة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله. متفق على صحته خرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، فهذه أشياء من ذكر الله عظيمة إذا واظب عليها المؤمن، وهكذا ذكر الله بعد الصلاة إذا سلمت بعد الصلاة الظهر العصر المغرب والعشاء والفجر تقول أولا: أستغفر الله ثلاث مرات، ثم تقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، ثم بعد ذلك ينصرف الإمام إلى الناس ويعطيهم وجهه ثم تقول بعد هذا والإمام يقول بعد هذا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت...... هذه مشروعة بعد كل صلاة، كان النبي ﷺ يقولها بعد كل صلاة، وفي المغرب والفجر زيادة عشر مرات بعد الفجر وبعد المغرب لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات، فإذا يسر الله له هذا فهو خير إلى خير، وهو بحمد الله ميسر، ولكن الشيطان يثبط عن ذلك، وإذا استيقظ من نومه قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا قالها مخلصًا لله، ثم توضأ وصلى قبلت صلاته، وإن دعا قبل دعاؤه، إذا استيقظ من نومه في أثناء الليل أو في آخر الليل أو عند قيامه للفجر فينبغي للمؤمن أن يتحرى هذه الأمور، وأن يطالع الكتب التي فيها أنواع الأذكار، ويسأل أهل العلم حتى يتجمع له من ذلك جملة يحفظها ويقولها في كل مناسبة.

رزق الله الجميع التوفيق والهداية.