الإيمان بالله

فأصول الإيمان هذه الستة هذه أصول الإيمان بالله ربًا وخالقًا ومعبودًا بالحق ، فهو رب الجميع، وخالق الجميع، ورازق العباد هو الإله الحق المستحق لأن يعبد جل وعلا، فأصل الإيمان وأساسه أن تؤمن بأن الله سبحانه هو إلهك الحق، وهو معبودك الحق، وأنه جل وعلا هو الخلاق الرزاق مدبر الأمور قاضي الحاجات ومصرف القلوب، وأنه أيضًا هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] سبحانه وتعالى.

فإن توحيد الرب أنواع ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وكلها داخلة في الإيمان بالله، فإن الإيمان بالله يشمل الإيمان بأنه الخلاق الرزاق، وأن الفعال لما يريد، وأن كل شيء بخلقه وإيجاده ، فلا خالق غيره، ولا رب سواه ، وهذا قد أقر به المشركون كأبي جهل وغيره، ولكن لم ينفعهم لما أشركوا بالله غيره، لما عبدوا مع الله الأصنام والأوثان ونذروا لها وذبحوا لها واستغاثوا بها وغير ذلك حتى يخلصوا العبادة لله وحده، حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويعتقدوها، ويعملوا بمقتضاها من توحيد الله والإخلاص له، وصرف العبادة له وحده، وترك الإشراك به ، فلا بد من توحيد الله في العبادة، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، إذ معناها لا معبود حق إلا الله، كما قال : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]، وفي حديث أبي هريرة لما سأله جبرائيل عن الإسلام قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة إلى آخره، فبين مكان الشهادتين العبادة لله وحده وترك الإشراك به ؛ لأن هذا هو المقصود من الشهادتين عبادة الله وحده وتخصيصه بالعبادة دون غيره، وألا يشرك به أحد ، مع الإيمان بأسمائه وصفاته، وأنه الخلاق الرزاق، مدبر الأمور، وبسائر أفعاله ، مع الإيمان بأن محمدًا رسول الله، هذه الأصول لا بد منها، ويدخل في الإيمان بالله الإيمان بأسمائه وصفاته وأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا، كالسميع والبصير والخلاق والرزاق والقدوس والملك والجبار وغير ذلك من أسمائه ، فله الأسماء الحسنى، وله الصفات العلا، وهو الله جل وعلا بأسمائه وصفاته وجميع ما يستحقه .