واقع الأمم مع رسل الله

أما الأمة في كل عصر فمنها من قبل وهم الأقلون، ومنها من أبى وهم الأكثرون، كما قال في قصة الأنبياء بعد كل نبي في سورة الشعراء: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء:8-9]، وقال : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وقال : وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20].

فالرسل عليهم الصلاة والسلام أرسلوا من عند الله ......، والله هو الذي أرسلهم إلى عباده ليبلغوهم أمر الله ونهيه، ليبلغوهم ما أمر الله به، ليرشدوهم إلى صراط الله المستقيم الذي من سلكه نجا ومن حاد عنه هلك، ليبلغوهم ما أمرهم الله من التبليغ، ويخبروهم عن أمر الآخرة، وعن الجنة، وعن النار، وعن مصير من تابع الرسل، وعن مصير من خالفهم، ثم ابتلى الرسل بأولئك الأشرار الذين لم يقبلوا الحق ولم يكفوا عن الشر، بل آذوا الرسل، وعاندوهم، بل وقتلوا بعضهم، هكذا حال الناس منهم من قبل وهم السعداء، ومنهم من آذى ولم يقبل، ومنهم من قتل رسوله -نسأل الله السلامة والعافية- كما في الآية الكريمة وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:21]، وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:112].