واجب المسلمين تجاه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

 فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة القيمة المفيدة في موضوع عظيم كما قال المحاضر صاحب الفضيلة الشيخ محمد المنيعي، وهو موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لا ريب أن الأمر كما قال، فإنه موضوع عظيم جدير بالعناية من الأمراء والعلماء وجميع المسلمين، وقد أجاد وأفاد، جزاه الله خيرًا، وضاعف مثوبته، وأبان الكثير مما يتعلق بهذا الواجب العظيم، وهذا المشروع الذي بالله ثم به صلاح الأمة ونجاتها وسعادتها، وبإضاعته تهلك الأمة، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شأن عظيم، والله عظمه في كتابه العظيم، وعظمه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، فالواجب على أمراء المسلمين وعلى علماء المسلمين وعلى كل مسلم حسب طاقته أن يعطوه حقه، وأن يعنوا به؛ لأن في العناية به والأخذ به كما أمر الله صلاح الجميع ونجاة الجميع.

وسمعتم الكثير مما بينه صاحب الفضيلة الشيخ محمد من الآيات والأحاديث في هذا الأمر العظيم، والمؤمن يكفيه القليل مما سمع في هذا الواجب العظيم، وإنما المهم البدار بأمر الله والإخلاص لله والصدق في ذلك، فمن أخلص لله وصدق كفاه قليل من بيان الله ورسوله، ومن غلب عليه الهوى والشقاء لم تزده الحجة إلا بعدًا عن الهدى، نسأل الله العافية، يقول في كتابه العظيم: وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ [يونس:101]، ويقول : إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس:96- 97].