خطر الشرك ومصير من مات على كبيرة دون أن يتوب منها

فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، من مات يشرك بالله لا يغفر -نعوذ بالله-، لكن من مات على المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إذا مات وهو يشرب الخمر ما استحله يعلم أنه حرام يعلم أنها معصية ولكن غلبه الهوى -نعوذ بالله- فشرب الخمر ومات على ذلك فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر له لإسلامه وصلاته وصومه ولأعماله الصالحة، وإن شاء ربنا عذبه في النار على قدر الجريمة التي مات عليها وهو شرب الخمر، ثم بعدما يطهر في النار ويمحص يخرجه الله من النار إلى الجنة، كما تواترت بهذا الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وهكذا إذا مات عاقًا لوالديه فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر له بدعاء والديه أو مسامحتهم إياه أو أعماله الصالحة الأخرى، وإن شاء عذبه الرب في النار على قدر المعصية التي فعلها، وبعدما يطهر في النار من معصية العقوق الزمن الذي تقتضيه حكمة الله بعد هذا يخرجون من النار كالفحم، يخرجون ظبائر ويلقون في نهر الحياة، وينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يدخلون الجنة بعد ذلك بتوحيدهم وإيمانهم وإسلامهم الذي ماتوا عليه.

وهكذا لو مات على الربا مات يعمل بالربا يرابي، مات وهو يشهد بالزور، مات وقد ظلم الناس في أموالهم أخذها بغير حق وما أشبه ذلك من المعاصي، فهذا تحت مشيئة الله إن شاء غفر له بسبب إسلامه وتوحيده، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه التي مات عليها من الربا أو شرب المسكر أو شهادة الزور أو عقوق الوالدين أو ما أشبه ذلك من المعاصي، ينبغي أن نعلم هذا، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة، وهذا هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان.