49- باب لا يرد من سأل بالله

 باب لا يرد من سأل بالله 

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بمن سأل بالله، ينبغي للمؤمن أن لا يسأل بالله، وأن لا يشدد على إخوانه، لكن من سأل بالله يشرع أن يعطى يقول ﷺ: من سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، هذه من خصال المسلم ومن مكارم الأخلاق، من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال أن أخاك إذا سألك بالله أن تعطيه إذا تيسر ذلك وسأل شيئًا يحل له شُرِع لك أن تعطيه إلا إذا سأل الزكاة وهو ليس من أهلها فلا يعطى، إذا سأل شيئًا ليس هو أهلاً له فلا يعطى، لكن يعطى ما يجوز أن يعطى إياه، ويحسن إليه تعظيمًا لمن سأله به؛ لأنه سأل بالله جل وعلا، وينبغي له أن لا يسأل بالله لئلا يشدد على أخيه، لكن إذا سأل بالله فليعط إذا كان ذلك شيئًا يجوز، أما إذا كان لا يجوز كأن يسأل الزكاة وهو ليس من أهلها، فلا يعطى أو يسأل شيئًا محرمًا لا يعطى، هكذا من استعاذ بالله ليعاذ ولهذا لما قالت الجونية للرسول عليه الصلاة والسلام: أعوذ بالله منك، قال: لقد عذت بعظيم وترك الزواج منها، فإذا قال: أعوذ بالله من كذا وهو شيء يمكن أن يعاذ منه فلا بأس، أما أن يستعيذ بالله من فعل واجب عليه أو ترك محرم عليه فلا يجاب بل يلزم بالحق، لكن إذا استعاذ بالله من شيء لا يلزمه فلا يجبر عليه تعظيمًا للذي استعاذ به سبحانه وتعالى.
كذلك: من دعاكم فأجيبوه إلى وليمة عرس أو غيره من حق المسلم على أخيه إجابة الدعوة ما لم يكن فيها منكرًا  ظاهر لا يستطيع إزالته، أو يكون الداعي يستحق الهجر، وهذا جاء في أحاديث كثيرة من حق المسلم على أخيه إجابة الدعوة.
ومن صنع إليكم معروفًا هذه المسألة الرابعة، صنع إليكم معروفًا فكافئوه يعني أحسن إليك، ورد عنك ظلامة وخلصك من مشقة قضى عنك دينًا إلى غير هذا من صنع إليكم معروفًا فكافئوه بالكلام الطيب والدعاء وبالمال إذا احتاج إلى المال فمن لم يجد فبالدعاء إذا لم يتيسر أن يكافأ بالمال أو بمثل ما صنع فبالدعاء يدعو له جزاه الله خيرًا وضاعف الله مثوبته وغفر الله له وأحسن الله إليه ونحو ذلك.
هذه المكافأة في حق من لم يستطع المكافأة أما إذا كان يستحق المكافأة بالمال وأنت تقدر تكافئه بالمال أو بما يقوم مقام المال بما يناسب الكربة التي كشفها وفرجها عنك وفعل معك المعروف تكافئه بنحو ذلك بما يناسبه إلا إذا عجزت فالدعاء يكفي فالدعاء فيه خير كثيرة. لحديث أسامة بن زيد: من صنع إليه معروفًا فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء، فالدعاء له والثناء عليه من جملة الجزاء.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ....؟
الشيخ: إذا كان الحق عليه ما يلزم ضربه وقال أعوذ بالله أن يقام عليّ القصاص ما يطاع لكن إذا كان شيء يجوز فعله يجوز تركه لا بأس.
س:....؟
الشيخ: شيء معين مثل أن تغتابني أن تضربني أن تفعل كذا وكذا يبين مطلوبه.
س:....؟
الشيخ: ينبغي له أن يغير عادته لا يؤذي إخوانه بذلك، وإذا تيسر أطاع ولو الشيء اليسير حسب الطاقة إن سأل الله فأعطوه، إذا سأل شيئًا يجوز له سؤاله وأنت تقدر.
س: يجوز لكنه اتخذها عادة؟
الشيخ: إذا كنت تقدر وهو يستحق ذلك تجب سؤاله تعظيمًا لله جل علا ومن لم يقدر فلا شيء عليه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] إنما هذا حسب الطاقة يشرع للمؤمن حسب الطاقة.
س:.....؟
الشيخ: الشفاعة غير. الشفاعة لا. إذا كان شافعا لك لا تعطه شيئًا الشفاعة أجرها عند الله تدعو له، إنسان معروف بالشفاعة تدعو له.