57- باب ما جاء في الإقسام على الله

باب ما جاء في الإقسام على الله
عن جندب بن عبدالله قال: قال رسول الله ﷺ: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك رواه مسلم.
وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته".

الشيخ:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف في بيان تحريم الإقسام على الله والتألي عليه والتحجر عليه سبحانه؛ فإنه سبحانه وتعالى المتصرف في عباده كيف يشاء ولا أحد يتحجر عليه، وهذا من سوء الأدب مع الله ؛ أن يقول: والله لا يغفر الله لفلان، والله لا يدخله الجنة، والله لا يرزقه كذا، والله لا يعطيه كذا.. كل هذا تألي على الله وجرأة عليه وسوء أدب معه سبحانه وتعالى فلا يجوز للمسلم أن يقول: والله لا يغفر الله لفلان، أو والله لا يرزق الله فلانًا، أو الله لا يصح الله فلانًا، أو لا يدخله الله الجنة، أو ما أشبه ذلك، ولهذا لما قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان؛ قال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي، يعني يحلف عليّ أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك، فهذا وعيد عظيم وخطير.
وفي حديث أبي هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، المقصود أن الواجب على المؤمن أن يحذر الجرأة على الله والإقسام عليه أنه لا يفعل هذا الشيء وليحذر ذلك وليتق الله وليسأل الله لأخيه الخير والهدى والصلاح، إن كان مسلمًا دعا له بالتوفيق والهداية وحسن الخاتمة، وإن كان كافرًا دعا له بالهداية. أما أن يقسم على الله ويقول: لا يفعل هذا أو لا يرزق هذا أو لا يدخل الجنة هذا أو لا يعطى هذا كذا فهذا سوء أدب مع الله من ذا الذي يعلمك؟ أي خبر عندك حتى تقسم على الله وأي وسيلة لك؟ كل هذا جرأة على الله وسوء أدب مع الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.