04 من قوله: (قوله: «يتدارءون» يريد: يختلفون)

عند أحمد في رواية وابن ماجه: أن تنازعهم كان في القدر.

الشيخ: وهذا هو الواجب عند الإشكال؛ أن يقولوا بعلمهم، ويكلوا ما جهلوا إلى الله، يكون عند البحث والنظر بتحرير الأدلة بتفسير الآية والآيات؛ لأنَّ الآيات تُفسر بعضها بعضًا، وما أشكل في موضعٍ قد يُفسر في موضعٍ آخر، وهكذا السنة، فينبغي لأهل العلم في مثل هذا أن يسلكوا مسلك الإنصاف، وإذا ألجأت المذاكرة إلى خصومةٍ فليتركوها حتى لا تتغير القلوب، فليبحثوا وليدرسوا وليتناظروا ما دامت القلوبُ مجتمعةً، والمقصود واحدًا؛ وهو أدب الحقِّ واتِّباع الحقِّ، فإذا تنافرت القلوبُ وخُشي من المفسدة فلينصرفوا إلى وقتٍ آخر، وليكن من قصد كل واحدٍ أن يعرف الحقَّ، وأن يدل إخوانه عليه، وألا يكون قصده الظهور على أخيه، والغلبة لأخيه؛ فتفسد النيةُ، ويفوت الأجر، نسأل الله السلامة.

س: تفسير القرآن الآن ببعض الوقائع التي تحدث في الحياة، فبعض الناس فسَّروا سورة الإسراء بما حدث من اليهود الآن، وأنَّهم سيعلون مرتين، وما إلى ذلك، هل يجوز؟

ج: الإنسان ينظر ما جاء في النصوص ويتتبع النصوص، يُفسر القرآنَ بعضه ببعضٍ، والأحاديث، حتى يتبين له من كلام أهل العلم ما يطمئن به قلبه.

عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ كُنْيَتُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ.

قَوْلُهُ: يَتَدَارَؤونَ يُرِيدُ: يَخْتَلِفُونَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا [الْبَقَرَة:72] أَيْ: تَدَارَأْتُمْ وَتَدَافَعْتُمْ وَاخْتَلَفْتُمْ.

وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ.

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ.

وَاخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ: فَقِيلَ: مَعْنَى الْمِرَاءِ: الشَّكُّ، كَقَوْلِهِ : فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ [هود:17] أَيْ: فِي شَكٍّ، وَقِيلَ: الْمِرَاءُ: هُوَ الْجِدَالُ الْمُشَكِّكُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا جَادَلَ فِيهِ أَدَّاهُ إِلَى أَنْ يَرْتَابَ فِي الآيِ الْمُتَشَابِهَةِ مِنْهُ، فَيُؤَدِّيهِ ذَلِكَ إِلَى الْجُحُودِ، فَسَمَّاهُ كُفْرًا بِاسْمِ مَا يَخْشَى مِنْ عَاقِبَتِهِ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ.

الشيخ: مثل: لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعضٍ، من باب الترهيب والتَّحذير من الفتن والقتال، وهكذا اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطَّعن في النَّسب، والنياحة على الميت من باب التَّنفير، وهو كفر أصغر.

وَتَأَوَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى الْمِرَاءِ فِي قِرَاءَتِهِ؛ وَهُوَ أَنْ يُنْكِرَ بَعْضَ الْقِرَاءَاتِ الْمَرْوِيَّةِ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَتَوَعَّدَهُمْ بِالْكُفْرِ لِيَنْتَهُوا عَنِ الْمِرَاءِ فِيهَا، وَالتَّكْذِيبِ بِهَا، إِذْ كُلُّهَا قُرْآنٌ مُنْزَلٌ يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ.

وَكَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ إِذَا قَرَأَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ لَمْ يَقُلْ: لَيْسَ هُوَ كَذَا، وَلَكِنْ يَقُولُ: أَمَّا أَنَا فَأَقْرَأُ هَكَذَا.

قَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي الْحَبْحَابِ.

الشيخ: ابن أبي، وإلا ابن الحبحاب؟

الطالب: ابن أبي، الذي عندنا: ابن أبي.

الشيخ: انظر "التقريب"، المعروف ابن الحبحاب فقط، انظر "التقريب".

الطالب: شعيب بن الحبحاب الأزدي مولاهم، المعولي، أبو صالح، البصري، ثقة.

الشيخ: غيره أحد؟

الطالب: ما في غيره.

الشيخ: الذي أعرفه: "أبي" زائدة، شعيب بن الحبحاب.

قَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: أَرَى صَاحِبَكَ قَدْ سَمِعَ أَنَّهُ مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ فَقَدْ كَفَرَ بِكُلِّهِ.

وَقِيلَ: إِنَّمَا جَاءَ هَذَا فِي الْجِدَالِ بِالْقُرْآنِ مِنَ الآيِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْقَدَرِ وَالْوَعِيدِ وَمَا كَانَ فِي مَعْنَاهُمَا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْكَلامِ وَالْجَدَلِ، وَفِي مَعْنَاهُ الْحَدِيثُ الأَوَّلُ دُونَ مَا كَانَ مِنْهَا فِي الأَحْكَامِ وَأَبْوَابِ الإِبَاحَةِ وَالتَّحْرِيمِ، فَإِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَدْ تَنَازَعُوهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَتَحَاجُّوا بِهَا عِنْدَ اخْتِلافِهِمْ فِي الأَحْكَامِ، قَالَ اللَّهُ : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النِّسَاء:59].

الشيخ: الاختلاف واقع، لكن المقصود الأدب في الاختلاف، فإذا كان التنازع قد يُفضي إلى الشر والفتنة والسبّ بعضهم لبعضٍ أو تغير القلوب يُترك إلى وقتٍ آخر، ما دام البحث والمذاكرة بالرفق والحكمة والنية الصالحة فلا بأس، وإذا أفضى البحث إلى شيءٍ أكبر من ذلك تُرك إلى وقتٍ آخر.

س: تفسير المراء؟

ج: المجادلة في الباطل وفي غير الحقِّ، أو بقصدٍ فاسدٍ.

122- أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ المربند كشائي: أَخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِرَاجٍ الطَّحَّانُ: أَخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَرُّوذِيُّ: أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ: حدَّثنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَلِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ.

الشيخ: هذا حديث ضعيف؛ أولًا: مُرسل، وثانيًا: فيه علي بن زيد، وهو ضعيف، أيش قال المحشي عليه؟

الطالب: قال: هو مرسل، وإسناده ضعيف.

قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا الْمَطْلَعُ؟ قَالَ: يَطَّلِعُ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِهِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسِبُ قَوْلَ الْحَسَنِ هَذَا إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى قَوْلِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِيهِ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: مَا مِنْ حَرْفٍ أَوْ آيَةٍ إِلَّا قَدْ عَمِلَ بِهَا قَوْمٌ، أَوْ لَهَا قَوْمٌ سَيَعْمَلُونَ بِهَا. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

وَقَدْ يُرْوَى هَذَا عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ.

قَوْلُهُ: لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ: فَيُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: قَلَبْتُ أَمْرِي ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَيُقَالُ: الظَّهر لَفْظُ الْقُرْآنِ، وَالْبَطْنُ تَأْوِيلُهُ.

وَقِيلَ: الظَّهْرُ: مَا حُدِّثَ فِيهِ عَنْ أَقْوَامٍ أَنَّهُمْ عَصَوْا، فَعُوقِبُوا وَأُهْلِكُوا بِمَعَاصِيهِمْ، فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ خَبَرٌ، وَبَاطِنُهُ عِظَةٌ وَتَحْذِيرٌ أَنْ يَفْعَلَ أَحَدٌ مِثْلَمَا فَعَلُوا، فَيَحُلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ بِهِمْ.

وَقِيلَ: ظَاهِرُهُ تَنْزِيلُهُ الَّذِي يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ، وَبَاطِنُهُ وُجُوبُ الْعَمَلِ بِهِ، وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا وَتُوجِبُ الأَمْرَيْنِ جَمِيعًا؛ لأَنَّ وُجُوهَ الْقُرْآنِ أَمْرٌ وَنَهْيٌ، وَوَعْدٌ وَوَعِيدٌ، وَمَوَاعِظُ وَأَمْثَالٌ، وَخَبْرُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَكُلُّ وَجْهٍ مِنْهَا يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ، وَالتَّصْدِيقُ لَهُ، وَالْعَمَلُ بِهِ، فَالْعَمَلُ بِالأَمْرِ إِتْيَانُهُ، وَبِالنَّهْيِ الِاجْتِنَابُ عَنْهُ، وَبِالْوَعْدِ الرَّغْبَةُ فِيهِ، وَبِالْوَعِيدِ الرَّهْبَةُ عَنْهُ، وَبِالْمَوَاعِظِ الِاتِّعَاظُ، وَبِالأَمْثَالِ الِاعْتِبَارُ.

وَقِيلَ: مَعْنَى الظَّهْرِ وَالْبَطْنِ: التِّلاوَةُ وَالتَّفَهُّمُ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لِكُلِّ آيَةٍ ظَاهِرٌ، وَهُوَ أَنْ يَقْرَأَهَا كَمَا أُنْزِلَتْ، قَالَ اللَّهُ : وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا [المزمل:4]، وَبَاطِنٌ وَهُوَ التَّدَبُّرُ وَالتَّفَكُّرُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص:29].

ثُمَّ التِّلاوَةُ إِنَّمَا تَأْتِي بِالتَّعَلُّمِ وَالْحِفْظِ بِالدَّرْسِ، وَالتَّفَهُّمِ إِنَّمَا يَكُونُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ، وَتَعْظِيمِ الْحُرْمَةِ، وَطِيبِ الطُّعْمَةِ.

وَقَوْلُهُ: لِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ يَقُولُ: لِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ فِي التِّلاوَةِ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَلا يُجَاوَزُ، وَكَذَلِكَ فِي التَّفْسِيرِ، فَفِي التِّلاوَةِ لَا يُجَاوَزُ الْمُصْحَفُ الَّذِي هُوَ الإِمَامُ، وَفِي التَّفْسِيرِ لَا يُجَاوَزُ الْمَسْمُوعُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِي؟

وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ : وَفَاكِهَةً وَأَبًّا [عبس:31] مَا الأَبُّ؟ فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟

وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قَالَ: مَا الأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ ابْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ : وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ [الطارق:1]، وَقَوْله : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ [النِّسَاء:24]، وَعَنْ قَوْلِهِ: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ [التكوير:15] قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا مَا تَعْلَمُ.

وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: سَأَلْتُ عُبَيْدَةَ عَنْ آيَةٍ، قَالَ: عَلَيْكَ بِالسَّدَادِ.

الشيخ: يعني: التوسط في الأمور وعدم التَّكلف.

فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ فِيمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ أَصْحَابُنَا يَكْرَهُونَ التَّفْسِيرَ وَيَهَابُونَهُ.

قَوْلُهُ: "مَطْلَعٌ"، الْمَطْلَعُ: الْمَصْعَدُ، أَيْ: لِكُلِّ حَدٍّ مَصْعَدٌ يُصْعَدُ إِلَيْهِ مِنْ مَعْرِفَةِ عِلْمِهِ.

وَيُقَالُ: الْمَطْلَعُ: هُوَ الْفَهْمُ، وَقَدْ يَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْمُتَدَبِّرِ وَالْمُتَفَكِّرِ فِيهِ مِنَ التَّأْوِيلِ وَالْمَعَانِي مَا لَا يَفْتَحُ عَلَى غَيْرِهِ: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف:76].

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا كَثِيرَةً.

قَالَ حَمَّادٌ: قُلْتُ لأَيُّوبَ: مَا مَعْنَى قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي آخِرِ أول الْبَابِ.

س: مَن أراد أن يحتج بآيةٍ من القرآن ولكنَّه لا يحفظ، هل له أن يستشهد بمعناها؟

ج: لا، إلَّا بالألفاظ التي يعرفها من القرآن، لا بدَّ أن يأتي بالآية على وجهها، لا يتخرَّص، لكن يقول: دلَّ القرآنُ على كذا وكذا، يقول: دلَّ القرآنُ على معنى كذا وكذا.

س: قول: القراءة على سبعة أحرفٍ، وفي أربع عشرة قراءة؟

ج: كلها الآن على حرفٍ واحدٍ، المصحف على حرفٍ واحدٍ، المصحف الموجود على حرفٍ واحدٍ، جمعه عثمان على حرفٍ واحدٍ باجتماع الصَّحابة.

س: ............؟

ج: لا، الحديث ضعيف، لكن لا يجوز الكلام في القرآن بالرأي ولو أصاب، ما دام ما عنده علمٌ لا يتكلم، حتى ولو أصاب هو آثم، لا يتكلم إلا عن علمٍ، وعن بصيرةٍ، وعن مُراجعة كتب التَّفسير، ومراجعة لغة العرب، يكون عنده علمٌ، ما يكون ما عنده علم ......

س: .............؟

ج: يعني: الشيء المشكل، يعني: ما أشكل منه.