57 من حديث: (كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا..)

 
7/148- وعن أَبِي عبداللَّه جابر بن سمُرَةَ رضي اللَّهُ عنهما قَالَ:" كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النبيِّ ﷺ الصَّلَوَاتِ، فَكَانَتْ صلاتُهُ قَصداً وخُطْبَتُه قَصْداً" رواه مسلم.
8/149- وعن أَبِي جُحَيْفَةَ وَهبِ بْنِ عبداللَّه قَالَ: آخَى النَّبِيُّ ﷺ بَيْن سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاء مُتَبَذِّلَةً فقالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قالَتْ: أَخْوكَ أَبُو الدَّرداءِ ليْسَ لَهُ حَاجةٌ فِي الدُّنْيَا. فَجَاءَ أَبُو الدرْدَاءِ فَصَنَعَ لَه طَعَاماً، فقالَ لَهُ: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ، قالَ: مَا أَنا بآكلٍ حَتَّى تأْكلَ، فَأَكَلَ، فَلَّمَا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْداءِ يقُوم فَقَالَ لَه: نَمْ فَنَام، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُوم فقالَ لَه: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ من آخرِ اللَّيْلِ قالَ سلْمانُ: قُم الآنَ، فَصَلَّيَا جَمِيعاً، فقالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، ولأهلِك عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكر ذلكَ لَه، فقالَ النَّبِيُّ ﷺ: صَدَقَ سلْمَانُ رواه البخاري.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالقصد في العبادة وأنه ينبغي للمؤمن عدم التكلف وأن يعمل ما يستطيع ويتوسط في أموره حتى يعطي أهله حقهم ونفسه حقها وعينه حقها وضيفه حقه، ولا يتكلف القصد القصد كما تقدم القصد القصد تبلغوا.
وفي هذا الحث على الاقتصاد كان يقول جابر بن سمرة أنه صلى مع النبي ﷺ فكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا، يعني وسطًا ليس فيها تكلف، هذه السنة أن المؤمن يقتصد في عباداته وفي أعماله حتى لا يضر نفسه ولا يضر غيره، وكذلك قصة أبي الدرداء مع سلمان، كان أبو الدرداء قد اجتهد في العبادة وقصر في حق أهله فسأل سلمان أهله فقالوا: إنه ليس له حاجة في الدنيا، وكان سلمان مفطرًا فقرب غداءه فقال: كل، قال أبو الدرداء: إني صائم، قال: لا آكل حتى تأكل فأفطر وأكلا جميعا، ثم لما جاء الليل أمره أن ينام فلما جاء آخر الليل قال: قم ثم قال: إن لنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولعينك عليك حقًا أو كما قال فأعط كل ذي حق حقه، ثم جاء إلى النبي ﷺ فأخبره فقال: صدق سلمان، صدق سلمان.
هذا فيه الحث على الاقتصاد في العبادة وإعطاء الأهل حقهم من المبيت عندهم وقضاء الوطر وعدم هجر الفراش بالتهجد أو الصوم. وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: كيف كانت عبادة أبي الدرداء؟
ج: يعني يطول العبادة يكثر الصوم والتهجد بالليل ويخلي أهله هذا معناه، يعني مستمر في الصوم والتهجد بالليل، وممكن ما ينام إلا قليل، ولهذا قالت أم الدرداء: إنه ليس رغبة في الدنيا، ومنها نفسها ليس له رغبة بها أيضاً.
س: هذا قبل أن ينزل الحجاب؟
ج: نعم.
س: كلمة لا سمح الله أو لا قدر الله هل فيها شيء؟
ج: ما أعلم فيها شيء يسأل الله أن لا يقدر عليه السوء، أو لا يسمح بالسوء، لا بأس كل شيء بقدر، والدعاء بقدر. حتى الدعاء بقدر أن تقول: اللهم اغفر لي، وقد مضى في أمر الله، وتقول: اللهم أدخلني الجنة، وقد مضى علمك في أمر الله، تفعل الأسباب والله جل وعلا ماض في قدره سبحانه وتعالى.
س: تطويل الخطبة أحيانا؟
ج: إذا دعت الحاجة لا بأس النبي ﷺ كان يطولها بعض الأحيان إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لكن الأصل والأساس القصد، هذا هو الأصل.
س: فصليا جميعًا. يعني من السنن أن يصلون جماعة؟
ج: نعم إذا تيسر صلى أبو الدرداء وسلمان جميعًا. إذا يسر الله للإنسان بأخ له صليا جميعًا أحسن يكون لهم فضل الجماعة والتعاون على الخير.
س: قدم إلى المسجد في حلقة ذكر بعد صلاة الفجر هل يصلي التحية أفضل أم يجلس؟
ج: يصلي التحية ثم يجلس، ماذا لو جاء والإمام يخطب خطبة الجمعة يصلي التحية ثم يجلس، كذلك إذا جاء وفي المسجد حلقة علم يصلي التحية ثم يجلس في الحلقة.
س: أليس وقت نهي؟
ج: ولو في وقت النهي، تحية المسجد تفعل في كل وقت.
س: إذا كان النساء متحجبات هل للإنسان في إمكانه أن يدرسهن أو يوجههن أو ينصحهن؟
ج: نعم، مثلما أتى النبي ﷺ النساء لما صلى العيد وقف عليهن وذكرهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة.
س: إن كان كاشفات لا يجوز؟
ج: ينصحهن يعلمهن أن الواجب الحجاب. يعلمهن الحجاب ولا يهملهن وينصحهن، من جملة ما يعلمهن الحجاب وعدم التبرج بالزينة وعدم الخلوة بالرجل وعدم التقصير فيما أوجب الله، عدم التقصير بحق الزوج، يعلمهن ما قد يجهلن.
س: لكن يكون بينه وبينهن حجاب أم يقابلهن وهن كاشفات؟
ج: يغض بصره ويتكلم.