59 من: (باب المحافظة عَلَى الأعمال)

15- باب المحافظة عَلَى الأعمال
قَالَ الله تَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ [الحديد:16] وَقالَ تَعَالَى: وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا [الحديد:27] وَقالَ تَعَالَى: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً [النحل:92] وَقالَ تَعَالَى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99].
وَأَمَّا الأَحاديث؛ فمنها حديث عائشة: وَكَانَ أَحَبُّ الدِّين إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ صَاحِبُهُ عَلَيهِ.
1/153- وعن عمرَ بن الخطاب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: منْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْل، أَو عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرأَه مَا بينَ صلاةِ الْفَجِر وَصلاةِ الظهرِ، كُتب لَهُ كأَنما قرأَهُ مِن اللَّيْلِ  رواه مسلم.
2/154- وعن عبدِاللَّه بنِ عمرو بنِ العاص رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه ﷺ: يَا عبْدَ اللَّه لاَ تَكُنْ مِثلْ فُلانٍ، كَانَ يقُومُ اللَّيْلَ فَتَركَ قِيامَ اللَّيْل متفقٌ عَلَيهِ.
3/155- وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قَالَتْ: كَانَ رسولُ اللَّه ﷺ إذَا فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مِنْ اللَّيْلِ مِنْ وجعٍ أَوْ غيْرِهِ، صلَّى مِنَ النَّهَارِ ثنْتَي عشْرَةَ رَكْعَةً. رواه مسلم.

الشيخ: 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات والأحاديث في الحث على المحافظة على العمل والاستقامة على العمل وعدم التفريط، فالمؤمن يشرع له الاستقامة على الأعمال الصالحات والمواظبة عليها كما قال : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30] ويقول سبحانه: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت [هود:112] ويقول جل وعلا: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] ويقول جل وعلا: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99] يعني استقم واستمر على العبادة ويقول : وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ [النحل:92].
 فالمؤمن يحافظ على العمل ويجتهد في استمراره عليه حتى يبقى له أجره وإن كان نافلة فالاستمرار في العمل والاستقامة على العمل الصالح فيه خير عظيم، تقول عائشة إن الرسول ﷺ يقول: إن أحب العمل إلى  الله ما دام عليه صاحبه وإن قل كونه يداوم على الوتر بثلاث أو بخمس أحسن من كونه تارة يوتر وتارة ما يوتر، والمداومة ولو على القليل أفضل من فعلها تارة وتركها تارة ويقول ﷺ لعبد الله بن عمرو: لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل، يعني حافظ على العمل الصالح واستقم واجتهد في الخيرات، هكذا المؤمن يحافظ على العمل ويجتهد في عمل الخير لعله يدرك فضل المجاهدين وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69] والله يقول جل وعلا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] ويقول جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأحقاف:13-14] فالمحافظة على الأعمال والنشاط في ذلك هذا هو طريق أهل الصلاح.
ويقول ﷺ: من فاته حزبه الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل إذا كان الحزب جزء أو جزئين أو أكثر ونام عن ذلك، ثم قرأه في الضحى كأنما قرأه من الليل يكون له أجره كاملاً، وهكذا تقول عائشة رضي الله عنها: كان إذا فاته ورده من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، إذا حبسه نوم أو مرض عن صلاته بالليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، كان الغالب عليه يصلي  إحدى عشرة، فإذا فاته ذلك الورد أو ذلك التهجد صلى من النهار وزاد ركعة، يصلي ثنتين ثنتين هذه السنة، النهار ما فيه إيتار، إذا فاته ورده من الليل صلى لكن يشفعه ثنتين ثنتين.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: مقدار الحزب الذي يقرأ؟
ج: ما في حد محدود على ما تيسر، لكن كل شهر مثل ما قال النبي ﷺ لعبدالله بن عمرو: اقرأه في كل شهر، وإذا قرأه في أقل في عشرين في عشرة أيام في سبعة قال النبي ﷺ لعبد الله: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك، أقل شيء سبع هذا أفضل، وإن قرأه في أقل فلا بأس. لكن الأفضل سبع فأكثر حتى يقرأ بتمهل وتدبر وتعقل. وإذا حزبه مثل ما كان يفعل الصحابة كانوا يحزبونه أحزابًا ويختمونه في كل أسبوع، الحزب الأول ثلاث سور البقرة والنساء وآل عمران، والحزب الثاني خمس، والحزب الثالث سبع، والحزب الرابع تسع، والحزب الخامس إحدى عشر، والحزب السادس ثلاثة عشرة، والحزب الأخير حزب المفصل من ق إلى آخره.
س: القضاء بالنهار بدون صلاة؟
ج: كله طيب.
س:هناك حكمة من عدم الوتر في النهار؟
ج: النهار وتره المغرب، ووتر الليل الصلاة بالليل وصلاة ركعة في آخر الليل، هذا وتر الليل.
س: صحة حديث: لقد هممت ألا أقبل الهدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي؟
ج: لا أعلم له، لا أذكر حاله.
س: العمل بالأسهم التجارية؟
ج: إذا كان ما فيها ربا لا بأس. إذا كان أسهم في حديد، في بناء في أراضي، في سيارات لا بأس، أما الربا لا.
س: الأسهم التي تتداول في البنوك؟
ج: البنوك لا ما يصلح، أما أسهم ما فيها ربا فالحمد لله، شركات يشتركون في أراضي، في سيارات، في معدات، في ملابس لا بأس.