67 من: (باب في الدلالة على خيرٍ والدعاء إلى هدى أو ضلالة)

 
20- باب في الدلالة على خيرٍ والدعاء إلى هدى أو ضلالة
قَالَ الله تَعَالَى: وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ [الحج:67]، وَقالَ تَعَالَى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125]، وَقالَ تَعَالَى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وَقالَ تَعَالَى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [آل عمران:104].
1/173- وعن أَبِي مسعودٍ عُقبَةَ بْن عمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلهُ مثلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ رواه مسلم.
2/174- وعن أَبِي هُريرةَ : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قالَ: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا، ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا رواه مسلم.
3/175- وعن أَبي العباسِ سهل بنِ سعدٍ السَّاعِدِيِّ : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّه عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّه وَرَسُولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكونَ لَيْلَتَهُمْ: أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أصبحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رسولِ اللَّه ﷺ كُلُّهُمْ يَرجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فقال: أَيْنَ عليُّ بنُ أَبي طالب؟ فَقيلَ: يَا رسولَ اللَّه، هُو يَشْتَكي عَيْنَيْه، قَالَ: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأُتِي بِهِ، فَبَصقَ رسولُ اللَّه ﷺ في عَيْنيْهِ، وَدعا لَهُ، فَبَرأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فقَالَ عليٌّ : يَا رَسُول اللَّه، أُقاتِلُهمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ عَلَى رِسلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَخْبرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حقِّ اللَّه تَعَالَى فِيهِ، فَواللَّه لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ متفقٌ عَلَيهِ.
4/176- وعن أَنسٍ : أَنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: يَا رسُولَ اللَّه، إِنِّي أُرِيد الْغَزْوَ ولَيْس مَعِي مَا أَتجهَّزُ بِهِ؟ قَالَ: ائْتِ فُلانًا فإِنه قَدْ كانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّه ﷺ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: أَعْطِني الَّذِي تجَهَّزْتَ بِهِ، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، أَعْطِيهِ الَّذِي تجَهَّزْتُ بِهِ، وَلا تحْبِسِي مِنْهُ شَيْئًا، فَواللَّه لا تَحْبِسِينَ مِنْهُ شَيْئًا فَيُبَارَكَ لَكِ فِيهِ. رواه مسلم.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة كلها تدل على شرعية الدعوة إلى الله، والنصيحة للعباد، والتواصي معهم بالخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، هذا واجب المسلمين؛ لأنَّ المسلمين شيءٌ واحدٌ، يجمعهم دين الله عز وجل، فالواجب عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا، وإلى الله يدعو عالمُهم جاهلَهم، وأن يتواصوا بالحقِّ والصبر عليه حتى ينتشر الإسلامُ فيهم، وحتى يدخل مَن جهل الإسلامَ في الإسلام، وحتى تقوم الحجةُ على مَن عاند؛ ولهذا يقول جل وعلا: وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ [الحج:67]، ويقول سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، ويقول : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104]، ويقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول : وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1- 3].
فكل هذه الآيات تدل على وجوب التعاون، والتواصي، والتناصح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله؛ لأنَّ الإنسان قد يجهل، قد يغفل، قد يُملي له الشيطان أشياء؛ فإذا دعاه أخوه ونصحه، وجاء الآخرُ ونصحه، وجاء الثالث ونصحه؛ كان هذا من أسباب دخوله في الخير، ومن أسباب مخالفته لأهل الشر، أما مع الغفلة فإنه يكثر الشر، ويقلّ الخير، وينشط دعاة الضَّلالة، لكن مع نشاط دعاة الحق، وتتبعهم أحوال الناس، وصبرهم على ذلك؛ يكثر الخير، ويقلّ الشر.
وقد بعث الله الرسلَ بهذا عليهم الصلاة والسلام، بعثهم الله بالدعوة إلى الخير، والتحذير من الشر، قال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165]، هذه دعوتهم: التبشير والإنذار، التبشير بالجنة والسعادة لمن آمن، والإنذار بالنار لمن عصى وخالف.
الحديث الأول
وفي حديث أبي مسعودٍ البدري يقول النبيُّ ﷺ: مَن دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله.
مَن دلَّ على خيرٍ كلمة عامة، من جوامع الكلم فله مثل أجر فاعله: إذا دللتَ على برِّ الوالدين وبَرَّ والديه بأسبابك؛ لك مثل أجره، دللتَه على صلة الرحم ووصل الرحمَ بأسبابك؛ لك مثل أجره، دللتَه على إعفاء اللحية وقلت: هذا لا يجوز، عليك بإعفائها، وأعفاها بأسبابك؛ لك مثل أجره، كان يشرب الخمرَ ونصحته، وهداه الله؛ لك مثل أجره، يُدخن –يعمل التدخين أو ما أشبهه من المخدرات- فنصحته وهداه الله بأسبابك؛ يكون لك مثل أجره، وهكذا.
الحديث الثاني
ويقول في الحديث الآخر عليه الصلاة والسلام: مَن دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، إذا تبعه مئة يكون له مثل أجورهم، تبعه مليون يكون له مثل أجورهم، وهكذا مَن دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبعه -نعوذ بالله- لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا.
وبهذا يُعلم ما للرسل من الخير، وأنَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام لهم مثل أجور أتباعهم، ونبينا ﷺ له مثل أجور أتباعه من أمته؛ لأنَّه هو الذي دعاهم إلى الخير، ونشر الحق، وبلَّغ عنه أصحابه، فيكون له مثل أجورهم، ويكون لأصحابه مثل أجور مَن بلَّغوه؛ فضلًا من الله سبحانه وتعالى.
الحديث الثالث
ولما بعث عليًّا إلى خيبر لقتال اليهود قال له عليه الصلاة والسلام: انْفُذْ على رِسْلِكَ يعني: سِرْ على مهلك، لا تعجل، حتى تنزل بساحتهم يعني: بقُربهم، ساحة القوم وسوحهم: قربهم، وما قرب منهم، يعني: لا تنزل بعيدًا، انزل قريبًا؛ لأنَّه إذا نزل قريبًا صار أشجع له ولقومه، وأوهن لقلوب الأعداء، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقِّ الله تعالى فيه ادعوهم إلى توحيد الله، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ثم ما يجب من صلاةٍ وغيرها.
ثم قال ﷺ: لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم واحد خيرٌ لك من الدنيا وما عليها، ومثَّل بحمر النعم لأنها أنفس أموال العرب، والمراد: خيرٌ لك من الدنيا وما عليها، وهذا فضلٌ عظيمٌ، يدل على أنه ينبغي للمؤمن أن يصبر على الدعوة، وأن يُنافس فيها، وأن يجتهد فيها حتى يكثر مَن يهديه الله على يديه فيحصل له مثل أجورهم.
وفيه أيضًا: عَلَمٌ من أعلام النبوة، كان عليٌّ قد اشتكى عينيه، فبعث له النبيُّ ﷺ مَن يأتي به، فأُتِيَ به، فبصق في عينيه ودعا له؛ فبرأ في الحال كأن لم يكن به وجع، هذه علامةٌ من علامات النبوة: أنَّ الله أبرأ بريقه الشريف ودعوته المباركة هذا الوجع العظيم في لحظةٍ، شُفِيَ في الحال لما نفث عليه ودعا له، ثم أخذ الراية، والراية هي الذي يُسميه الناسُ البيرق، الذي يجتمع عليه الناس.
الحديث الرابع
وفي الحديث الرابع: أنَّ رجلًا تجهَّز للجهاد ومرض، فجاء رجلٌ يريد الجهادَ وليس عنده شيءٌ، عاجز، فقال له النبي ﷺ: اذهب إلى فلانٍ، فإنه قد تجهَّز، ليُعطيك ما تجهَّز به؛ لأنه قد حبسه المرض. فجاءه الرجل، وسأله وأخبره بكلام النبي ﷺ، فأمر امرأته أن تُعطيه الجهاز كله، قال: "لا تحبسي منه شيئًا".
هذا فيه أنَّ تجهيز الغازي فيه فضلٌ عظيمٌ، ولهذا في الحديث الصحيح يقول ﷺ: مَن جهَّز غازيًا فقد غزا، إذا أعطاه جهازه كأنه قد غزا، يكون له مثل أجره، فالذي يُجهِّز الغازي قد غزا، والذي يُعين الدُّعاة إلى الله على تبليغ الدعوة، ويُجهِّزهم بالسيارات أو غيرها؛ يكون له مثل أجورهم.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: هل تجب النيةُ في الدلالة على الخير؟
ج: لا بدّ من النية: إنما الأعمال بالنيات، وإذا لم ينوِ لم يحصل له الأجر هذا إلا بالنية.
س: إذا كان هناك جماعة في اليمين تدعو إلى الله ، وجماعة أخرى في اليسار تدعو إلى الله ، ولكن اليمنى تَسُبّ اليسرى، واليُسرى تَسُبّ اليمنى، فما العمل عندئذٍ؟
ج: الواجب نصيحتهم حتى يجتمعوا، وتحذيرهم من الفرقة، حتى يتفاهموا ويزول الإشكال، أما التناقض هذا فيُنَفِّر الناس من الدعوة، حتى يقول العامي: "مَن معه الحقّ؟!"، هذه فتنة! فالواجب الاجتماع والتعاون وإزالة الخلاف بالطرق الشرعية، فعلى العلماء وأهل الخير أن ينصحوهم ويتوسَّطوا بينهم حتى يزول الخلافُ، وتكون الدعوةُ واحدةً.
س: هل ينقاد لجماعةٍ دون أخرى؟
ج: إذا كان عنده علمٌ ينقاد للتي معها الحقّ، ويكون معها على الطائفة الأخرى حتى تستجيب.
س: هل يُحكم على الكافر المُعيَّن إذا مات أنه في النار؟
ج: إذا مات على كفره فهو في النار: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [البقرة:161] –نسأل الله العافية.
س: هل الواجب علينا العمل على إلغاء هذه الجماعات التي شتت الشملَ وصارت فوضى؟
ج: الواجب السعي في إلغائهم حتى يكونوا كتلةً واحدةً، وحتى تكون دعوتهم واحدةً، فعلى ولاة الأمور وعلى أهل الحل والعقد أن يتوسَّطوا بالطرق الشرعية حتى تجتمع كلمتُهم، وحتى يزول الخلافُ بينهم؛ لأنَّ الخلاف يضرّ المدعوين: لا يدرون مَن معه الحق؟!
س: بالنسبة للجماعات التي تنتمي إلى الكتاب والسنة، والذي دخل الشيطانُ بينهم وافترقوا، كلهم يُعادون على حسب جماعتهم، ويُوالون على حسب جماعتهم، ثم يسُبّ بعضُهم البعض؟
ج: مثلما قلنا: الواجب على أهل العلم وعلى القادة أن يحلوا مشاكلهم، وأن يجمعوهم، ويُزيلوا ما بينهم من الإشكال، حتى تكون كلمتهم واحدةً، وإلا فهذا شرٌّ عليهم وعلى غيرهم، والله يقول: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105]، فلا بدّ من الاجتماع، يقول سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103]، يجب الاجتماع والتعاون، ويجب على السلطة الحاكمة وعلى أهل العلم أن يبذلوا وسعهم في جمع الفرق، ثنتان أو ثلاث فرق أو أربع يجمعوهم حتى يُزيلوا الخلافَ الذي بينهم، حتى لا تكون شبهةً للجُهَّال.
س: بالنسبة للاجتماع: كيف في مثل هذه الحالة للإنسان أن ينتمي إليهم؛ لأنَّه يكون هناك بغضٌ فيما بينهم، كل واحدٍ يبغض الثاني؟
ج: يجب أن ينتموا إلى الكتاب والسنة، للإسلام، لا ينتموا لزيدٍ ولا لعمرٍو، يجب أن يكونوا كلهم تبعًا للكتاب والسنة، وخدمًا للكتاب والسنة، ولا يتعصَّب لرئيسه، ويرحل لرئيسه، ولا يتشبَّهون بالمنافقين، أو بالخوارج، أو بالمعتزلة، لا، الواجب أن يكون هدفهم اتِّباع الكتاب والسنة، ليس لهم هدفٌ سوى هذا.
س: أعني يا شيخ: الشخص الفردي من المسلمين إذا حصلت مثل هذه الحالة كيف يكون موقفه؟ هل ينتمي إلى الأولى أم إلى الثانية أم إلى الثالثة أو يكون محايدًا؟
ج: يسأل مَن يطمئن إليه حتى يعرف الحق، يسأل العلماء الذين يطمئن إليهم، ولو بالسفر من بلدٍ إلى بلدٍ، حتى يسأل: مَن الحق معه؟ ما هو الحق؟ ما هو الطريق؟ ما هو السبيل؟ حتى يُدَلَّ على الخير، لا بد أن يسأل.