288 من: (باب تحريم ابتداء الكافر بالسلام وكيفية الرد عليهم..)

باب تحريم ابتداء الكافر بالسلام وكيفية الرد عليهم واستحباب السلام عَلَى أهل مجلسٍ فيهم مسلمون وكفار
1/866- عن أبي هريرة : أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: لا تَبْدَؤوا اليَهُودَ ولا النَّصَارى بالسَّلام، فَإِذَا لَقِيتُم أحَدَهُم في طَرِيقٍ فَاضطَرُّوهُ إلى أضْيَقِهِ رواه مسلم.
2/867- وعن أنس ٍ قال: قال رسولُ الله ﷺ: إذَا سَلَّمَ عَلَيكُم أهلُ الكِتَابِ فَقُولُوا: وعَلَيْكُمْ متفقٌ عَلَيْهِ.
3/868- وعن أُسامة : أنَّ النَّبيَّ ﷺ مَرَّ عَلَى مَجْلسٍ فِيهِ أخلاطٌ مِنَ المُسلِمِينَ والمُشرِكِين عَبَدةِ الأوثَانِ واليَهُودِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِم النبيُّ ﷺ. متفقٌ عليه.

باب استحباب السلام إِذَا قام منَ المجلس وفارق جُلساءَه أَوْ جليسه
1/869- عن أَبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: إذَا انْتَهَى أحَدُكُم إِلَى المَجْلسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإذَا أرَادَ أنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيست الأُولى بأَحَقّ مِنَ الآخِرَة رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالسلام:
في الحديث الأول والثاني: يُبين أنَّ أهل الكتاب لا يُبْدَؤون بالسلام، وهكذا غيرهم من المشركين، ولهذا قال: لا تبدؤوا اليهودَ ولا النَّصارى بالسلام، وإذا لقيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطرّوه إلى أضيقه، وقال: إذا سلَّم عليكم أهلُ الكتاب فقولوا: وعليكم، فإذا سلم الكافرُ يُقال له: "وعليكم"، ولا يُبْدَؤُون، وإنما يُبْدَأُ المسلم، هذه السنة.
فالمسلم يَبدأ المسلم: خيرهما الذي يبدأ بالسلام، إنَّ أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام، أما الكافر فلا يُبْدَأ بالسلام، ولكن يُقال له إذا بدأ: "وعليكم".
كذلك أتى النبيُّ ﷺ على مجلسٍ فيه أخلاطٌ من المشركين وعبدة الأوثان ومن المسلمين ومن اليهود، فسلَّم عليهم، وهذا يدل على جواز السلام على المجلس المختلط، وأنه إذا كان في المجلس خُلطة فلا بأس أن يُقال: "السلام عليكم" وينوي بذلك مَن فيه من المسلمين؛ لما في ذلك من إشهار هذه السنة، وتعليم الناس لها، وتأليف القلوب.
والحديث الرابع يدل على أنَّه يُسلِّم إذا وصل المجلس، ويُسلِّم إذا انتهى، فإذا دخل المجلسَ فليقل: "السلام عليكم"، وإذا انتهى يقول: "السلام عليكم"، فليست الأولى بأحق من الثانية، فالمؤمن إذا دخل على إخوانه بدأهم بالسلام، وإذا فارقهم سلَّم أيضًا.
وفَّق الله الجميع.


الأسئلة:
س: من الأفضل إذا تفرَّقا أن يقولا: "السلام عليكم"؟
ج: نعم، سُنَّة.
س: التَّضييق في الطرق يشمل الكفار والمُستأمنين؟
ج: عام، اليهود وغيرهم، والمستأمنون وغيرهم.
س: الحلق بالمكينة هل يُعتبر تقصيرًا أو حلقًا؟
ج: الذي يظهر أنه تقصير؛ لأنه لا يأخذ أصولَ الشعر، إنما الحلق يكون بالموسى، والحلق أفضل من التقصير، إلا للمُتمتع، فإنه إذا قدم قريبًا من الحج فعليه أن يُقصر ثم يترك الحلق للحج، كما أمر النبيُّ أصحابَه بالتقصير؛ لأنَّهم قدموا في ذي الحجة، فيكون التقصير للعمرة، والحلق للحج، إذا كان بينهما مسافة.