121 من حديث: (أن ابن عمر قال : كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها..)

 
22/333- وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: كَانَتْ تَحتي امْرأَةٌ، وكُنْتُ أُحِبُّها، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرهُهَا، فَقَالَ لي: طَلِّقْها، فأَبَيْتُ، فَأَتَى عمرُ النبيَّ ﷺ، فَذَكر ذلكَ لَهُ، فَقَالَ النبيُّ ﷺ: طَلِّقْهَا رواه أَبو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
23/334- وعن أبي الدَّرْادءِ : أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فقال: إِنَّ لي امْرَأَةً وإِن أُمِّي تَأْمُرُني بِطَلاقِها! فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوابِ الجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذلِك الْبابَ أَوِ احْفَظْهُ رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
24/335- وعن البراءِ بن عازبٍ رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: الخَالَةُ بِمَنْزِلَة الأُمِّ رواه الترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي الباب أَحاديث كثيرة في الصَّحيح مشهورة، مِنْهَا حديث أَصحابِ الغارِ، وحديث جُرَيْجٍ، وقَدْ سَبَقَا، وأَحاديث مشهورة في الصحيح حَذَفْتُهَا اخْتِصارًا، وَمِنْ أَهَمِّهَا حديثُ عَمْرو بن عَبَسَةَ الطَّوِيلُ المُشْتَمِلُ عَلَى جُمَلٍ كَثيرةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الإِسْلامِ وآدابِهِ، وَسَأَذْكُرُهُ بِتَمَامِهِ إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى في بابِ الرَّجَاءِ، قَالَ فِيهِ: دَخَلْتُ عَلى النبيِّ ﷺ بِمَكَّةَ، يَعْني: في أَوَّل النُّبُوَّةِ، فقلتُ له: ما أَنتَ؟ قال: نَبِيٌّ، فقلتُ: وما نبيٌّ؟ قَالَ: أَرْسَلَني اللَّهُ تَعَالَى، فقلتُ: بِأَيِّ شَيءٍ أَرْسلَك؟ قَالَ: أَرْسَلَني بِصِلةِ الأَرْحامِ، وكَسْرِ الأوثَانِ، وأَنْ يُوَحَّدَ اللَّه لا يُشْرَكُ بِهِ شَيءٌ، وذكر تَمامَ الحديث. واللَّه أعلم.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها الحثّ على برّ الوالدين، وتقدم في ذلك آيات وأحاديث كلها تدل على وجوب برِّ الوالدين، يقول الله : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، ويقول سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36]، ويقول : أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، فالوالدان حقّهما عظيم، وفي "الصحيحين" عن النبي ﷺ أنه قال: ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، كررها ثلاثًا، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، جعله يَلِي الشّرك، وكان مُتَّكِئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يُكررها حتى قلنا: ليتَه سكت!
فالمقصود أنَّ برّهما من أهم الواجبات، وعقوقَهما من أكبر السيئات.

وفي حديث ابن عمر وأبيه من جهة الزوجة دليل على أنَّ من طاعة الأب ومن برِّه تطليق المرأة إذا كانت لا تُعجبه ولا تُناسبه، وهكذا من برِّ الوالدة طلاقها إذا كانت لا تُعجبها ولا تستقيم معها، أما إذا كان طلبُ طلاقها تعسُّفًا من غير عِلَّةٍ فلا تلزم طاعتهما؛ لأنَّ الله جل وعلا يقول: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12]، والرسول ﷺ يقول: إنما الطاعة في المعروف، فإذا كانت كراهة الوالد أو الوالدة للمرأة من غير سببٍ والمرأة صالحة مستقيمة مع زوجها، فلا تلزمه طاعتهما، أمَّا إذا كان له أسباب -كما فعل عمرُ وكما فعلت الوالدةُ في الحديث الثاني- فهذا لا بأس به.
فالوالدان حقّهما عظيم كما في حديث: أوسط أبواب الجنة، وفي الحديث الآخر: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين، لكن إذا كان من دون سببٍ فعليه أن يستسمحهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، فعلى الإنسان إذا كانت زوجتُه مناسبةً ودَيِّنَةً ولا بأس بها أن يستسمح والديه إذا كانا يأمران بطلاقها بالأسلوب الحسن، والكلام الطيب، ولا تلزمه طاعتهما، إنما الطاعة في المعروف.
كذلك حديث البراء: الخالة بمنزلة الأم، في قصة ابنة حمزة لما تبعت النبيَّ ﷺ في عمرة القضاء تقول: "يا عم، يا عم"، تنازع فيها جماعةٌ: جعفر، وعلي، وزيد بن حارثة، فقضى بها النبيُّ ﷺ للخالة، وقال: الخالة بمنزلة الأم يعني: عند فقدها، كما أنَّ العمَّ أب فالخالة كذلك، فينبغي برّها والإحسان إليها، كما ينبغي أيضًا صلة الأعمام وبرّهم.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة كما أشار المؤلف، فالواجب على المؤمن أن يهتم بهذا الأمر، وأن يُعْنَى به، وأن يحذر العقوق لهما أو لأحدهما أو لبقية الأقارب، ولا سيَّما الخالات، والأخوال، والأعمام، والعمَّات.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ما أسباب طلاق ابن عمر رضي الله عنهما، والمرأة كذلك؟
ج: الله أعلم، ما بُيِّنَ.
س: هذا رجل سكران، تقول امرأتُه: هل يجب عليَّ أن أطلب منه الطلاق أم أصبر عليه مع صلاته، فهو يُصلِّي؟
ج: لا، ما هو بواجب، لكن إن طلبتْ فلها عذر، وعليها أن تنصحه وتجتهد في نصحه، لعل الله يهديه بسببها، وإن طلبت الطلاقَ فلها عذر.
س: لكن يجوز لها أن تبقى معه؟
ج: تبقى، فليس بكافرٍ.
س: قول بعض العلماء: "خصَّ اللهُ موسى بكلامه" هل قولهم صحيح؟
ج: لا، ما خصَّ موسى، كلَّم محمدًا أيضًا، فمحمد وموسى الكليمان، ومحمد وإبراهيم الخليلان.
س: كذلك آدم؟
ج: نعم، في القرآن كلَّم آدم.
س: بعض المحلات التّجارية تضع ورقةً تقول فيها مثلًا: ممنوع دخول النّساء إلا بمحرم؟
ج: لا، ما على هذا دليل، المحرم للسفر فقط، إذا دخلت بدون محرمٍ ولم يكن هناك خطرٌ فلا بأس، تدخل للبيع والشراء، أو معها امرأة: أختها، أو جارتها، أو نحو ذلك، فالمحرم للسفر.
س: ما صحة حديث: إنَّ من الملائكة ملائكة .............؟
ج: ما أعرفه، ما بلغني.
س: رجل أمه تأمره بطلاق زوجته، يقول: غازلت زوجتي ثم تابت إلى الله، فهل أُطيع أمي؟
ج: إذا كانت لها أسباب: كأن تُؤذي أمه، أو سليطة اللسان، أو كذا؛ يُطلِّقها، أما إن كانت المرأةُ ما منها خلاف فيستسمح أمه بالكلام الطيب؛ لأنَّ الرسول ﷺ يقول: إنما الطاعة في المعروف، لكن يكون بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن.
س: هل يُشترط الترتيب في التيمم؟
ج: مثل الوضوء: الوجه والكفين: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ [النساء:43]، ابدؤوا بما بدأ الله به.
س: طريقة المسح؟
ج: يمسح وجهه بكفيه.
س: مسح اليدين هل يكون بالأكُفِّ أم ..؟
ج: يمسح وجهه بباطن كفيه.