51 من حديث: (قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني)

49 - كتاب التَّوْبَةِ
1 - (2675) حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي، أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ.

الشيخ: وهذا فيه الحث على ذكر الله والترغيب في ذلك، وأن الله مع عبده معية خاصة عند ذكره إياه وعند حسن ظنه به ودعائه إياه كما في اللفظ الآخر: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني، وفيه وصف الله بالفرح كما يوصف بالرحمة والضحك والرضا كلها صفات تليق بالله جل وعلا على الوجه اللائق به سبحانه لا يشابه خلقه جل وعلا في شيء من صفاته، وفيه محبته للتوبة أفرح بالتوبة وهو المان بها، يفرح بها ويحبها وهو المان بها وهو الموفق لها ، ويحب من عبده أن يعمل صالحا وأن يتوب إلى الله وهو الموفق له والهادي له لهذا الأمر، فمنه الخير كله أوله وآخره، وفيه سبحانه أنه أسرع بالخير وأقرب بالخير من عبده مهما اجتهد العبد ومهما سارع العبد إلى الطاعات فالله أسرع منه وأحب منه لذلك وأقرب منه لذلك .
أما وصف التقرب ذراعًا وباعًا والهرولة كل هذه الصفات أخبر بها عن نفسه نمرها كما جاءت ولا نؤولها كما يفعل بعض الناس ولكن نمرها كما جاءت على الوجه اللائق بالله ، وهو أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بمعانها وكيفيتها جل وعلا، فنمرها كما جاءت على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ولكن يستفاد من مقتضاها ومن معناها يستفاد من ذلك أنه أقرب بالخير إلى عبده وأسرع بالخير إلى عبده إذا اجتهد عبده بالخير وسارع في الخيرات وبادر بالأعمال الصالحات، فالله أسرع له من ذلك وأقرب من ذلك ، فضلًا منه وإحسانًا.
س:.................................
الشيخ: هو صحيح حجة، يستفاد منه أن العبد إذا تصرف بمال الغير تصرفًا صالحًا لمصلحة العبد أنه ماض نافذ ومعلوم أن كل عاقل ينفذه ويشكره ويدعو له أيضًا.
س: ما يكون له أجرة على ما قام من عمل؟
الشيخ: ما دام نواه لصاحبه ما له شيء أما إذا كان أراد الأجرة وأراد شيئًا من المقابلة فهذا يصطلح مع صاحبه أو إلى الحاكم الشرعي.

2 - (2675) حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ، إِذَا وَجَدَهَا.
2 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمَعْنَاهُ.
3 - (2744) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لِعُثْمَانَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَيْنِ: حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ، وَحَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

الشيخ: بالنصب حديثًا؟
الطالب: نعم.
الشيخ: أيش قال المحشي؟ ما أحد تعرض له ؟ الأبي تعرض؟ يعني لعله أراد أعني حديثًا وإلا الأصل الجر حديثًا عن نفسي بدلًا من حديثين.

فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَيْنِ: حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ، وَحَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
الطالب:......................

فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَيْنِ: حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ، وَحَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺمَ، يَقُولُ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ.
3 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ: مِنْ رَجُلٍ بِدَاوِيَّةٍ مِنَ الْأَرْضِ.
4 - (2744) وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ حَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَالْآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ بِمِثْلِ حَدِيثِ جَرِيرٍ.

الشيخ: تكلم المحشي على الحديثين؟ النووي؟
الطالب: قَوْلُهُ ﷺ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ، قَالَ الْعُلَمَاءُ: فَرَحُ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ رِضَاهُ، وَقَالَ الْمَازِرِيُّ: الْفَرَحُ يَنْقَسِمُ عَلَى وُجُوهٍ مِنْهَا السُّرُورُ وَالسُّرُورُ يُقَارِبُهُ الرِّضَا بِالْمَسْرُورِ بِهِ، قَالَ: فَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْضَى تَوْبَةَ عَبْدِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَرْضَى وَاجِدُ ضَالَّتِهِ بِالْفَلَاةِ فَعَبَّرَ عَنِ الرِّضَا بِالْفَرَحِ تَأْكِيدًا لِمَعْنَى الرِّضَا فِي نَفْسِ السَّامِعِ وَمُبَالَغَةً فِي تَقْرِيرِهِ.
الشيخ: وأيش الداعي لهذا الفرح .............. الذي يرضى وأيش يمنع من الفرح هذا مصيبة على التأويل الذي ابتلي به كثير من الناس كما يرضى يفرح وكما يفرح وكما يغضب لا حاجة للتأويل فرح يليق بالله مثل الرضا فإذا قيل لهذا القائل المازني أو غيره هذا الرضا من جنس رضا المخلوقين فسوف يقول لا بل رضا يليق بالله وهكذا يقال في الفرح ليس فرحًا يشابه فرح المخلوقين بل فرح يليق بالله، وهكذا يقال في الضحك والغضب وسائر الصفات المراد شيء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه تكلم عن الحديث الثاني عن ابن مسعود.
[2744] قَوْلُهُ: (دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ أَعُودُهُ وهو مريض فحدثنا بحديثين حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ وَحَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ نَفْسِهِ وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمَا وَهُوَ قَوْلُهُ الْمُؤْمِنُ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَالْفَاجِرُ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.
الشيخ: الأبي قال شيء؟
الطالب: تكلم على.........................
الشيخ:................ يظهر أنه مرفوع أيضًا إلى النبي ﷺ، ابن مسعود ما قاله عن نفسه مجرد، والذي يظهر أنه إنما قاله عن توقيف، لو تلتمس هذا الحديث الذي قال عن نفسه المؤمن يرى ذنوبه كأنه تحت جبل يخشى أن يقع عليه فهو يخشاها ويحذرها والكافر يرى ذنوبه كذباب مر على وجهه فقال به هكذا............. الظاهر والله أعلم أنه ما قاله من جهة نفسه وإنما قاله عن توقيف، وإن كان الاجتهاد فيه مجال فإن المؤمن يعظم حرمات الله ويخشاه ولهذا يرى الذنوب خطيرة كالجبل الذي يخشى السقوط عليه والفاجر ليس هكذا لضعف إيمانه أو لعدم إيمانه لا يبالي.
الطالب:..........................
الشيخ: نعم نعم.
الطالب:.........................
الشيخ: رواه عن ابن مسعود يعني البخاري رواه عن ابن مسعود ومسلم حذفه هنا، نعم نعم.

5 - (2745) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: خَطَبَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، فَقَالَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ حَمَلَ زَادَهُ وَمَزَادَهُ عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى كَانَ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ، فَنَزَلَ، فَقَالَ: تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، وَانْسَلَّ بَعِيرُهُ، فَاسْتَيْقَظَ فَسَعَى شَرَفًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَانِيًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَالِثًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَأَقْبَلَ حَتَّى أَتَى مَكَانَهُ الَّذِي قَالَ فِيهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ قَاعِدٌ إِذْ جَاءَهُ بَعِيرُهُ يَمْشِي، حَتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ فِي يَدِهِ، فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ، مِنْ هَذَا حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ عَلَى حَالِهِ قَالَ سِمَاكٌ: فَزَعَمَ الشَّعْبِيُّ، أَنَّ النُّعْمَانَ رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْمَعْهُ.
6 - (2746) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ - قَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَا، وقَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا - عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ، تَجُرُّ زِمَامَهَا بِأَرْضٍ قَفْرٍ لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ، وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا، فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟ قُلْنَا: شَدِيدًا، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَمَا وَاللهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ، قَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ.
7 - (2747) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ عَمُّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ.

الشيخ: وهذا من فضله هو الذي يوفق للتوبة ويحبها من عباده ويفرح بها وهو المان بها جل وعلا، فهو يحب منه الأعمال الصالحة ويحب منه التوبة ويفرح بها منه ومع ذلك هو المان بها وهو الموفق لها وهو الهادي له كل هذا من فضله كل شيء بيده .

8 - (2747) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ عَلَى بَعِيرِهِ، قَدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فَلَاةٍ.
8 - وحَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ.
9 - (2748) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ.

الشيخ: المقصود من ذلك خوفًا أن بعض الناس يتكل ويزعم أن الذنوب لا تضر فلهذا أخفاه عليهم ثم بين عند موته بين النبي ﷺ ذلك في أحاديث أخرى إن الله جل وعلا خلق خلقًا يذنبون منهم بنو آدم ومنهم الجان ليظهر في ذلك آثار أسمائه الحسنى من كونه التواب ومن كونه الرحيم ومن كونه العفو ومن كونه الغفور لولا وجود الذنب ما وجدت آثار هذه الأسماء من كونه التواب والرحيم والغفور والعفو، وقد سبق في علمه أنه تقع الذنوب عن حكمة بالغة، وفيها انكسار العبد وذله بين يدي الله فإنه متى أذنب انكسر وذل لله وعرف سوء عمله واستحيا من ربه فبادر بالتوبة والإخلاص والرجوع إلى الله جل وعلا والله يغفر له ويتوب عليه بسبب ندمه وإقلاعه وانكساره وتوبته وهو الحكيم العليم جل وعلا في تقديره ولمنه بالتوبة على من تاب عليه.
س:.....................
الشيخ: خاف عليهم أن يجترئوا على المعاصي................. يبين لهم الحكم الرسول بين للأمة وعلينا أن نبين للأمة ونبين الحكم.................. لكن الإخبار أنها قضاها وقدرها لحكمة بالغة.

10 - (2748) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عِيَاضٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ، قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ ذُنُوبٌ، يَغْفِرُهَا اللهُ لَكُمْ، لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ لَهُمْ ذُنُوبٌ، يَغْفِرُهَا لَهُمْ.
11 - (2749) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ.

الشيخ: هذا شاهد لقوله جل وعلا: لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53] وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] المؤمن وإن وقع في الزلة والذنب فهذا شيء قد كتب عليه ومضى به علم الله وقدره فليبادر بالتوبة وليبادر بالانكسار والذل بين يدي الله والله يتوب على التائبين .

12 - (2750) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ،
الشيخ: المعروف التميمي ميمين.

حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ
الشيخ: المعروف التميمي التقريب أيش قال؟

حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ،
الشيخ: مضبوط عندك الأسيدي؟
الطالب: وضبط بوجهين أصحهما وأشهرهما ضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة. والثاني كذلك إلا أنه بإسكان الياء ولم يذكر القاضي إلا هذا الثاني وهو منصوب إلى بني أسيد بكر من بني تميم.
الشيخ: يعني الأسيدي بالتخفيف.
الطالب: يحيى ابن يحيى ابن بكر ابن عبد الرحمن التميمي أبو زكريا النيسابوري ثقة ثبت إمام من العاشرة مات سنة ست وعشرين على الصحيح خ م ت س
الشيخ: وغيره؟
الطالب: يحيى ابن يحيى ابن كثير الليثي مولاهم القرطبي.
الشيخ: وغيره.
الطالب: يحيى ابن يحيى الغساني هو ابن أبي زكريا تقدم.
الشيخ: وغيره؟
الطالب: يحيى ابن يحيى ابن قيس ابن حارثة الغساني أبو عثمان الشامي ثقة من السادسة.
الشيخ: وغيره
الطالب: يحيى ابن أبي يحيى مجهول من السابعة س
الشيخ: انتهوا ؟
الطالب: نعم.
الشيخ: نعم نعم التميمي.
الطالب: يقول الأسيدي بالتشديد.
الشيخ: الأسيدي هذا المشهور والأسيدي بالتخفيف الذي ما ذكر القاضي سواه القاضي عياض يعني لغتان يقال الأسيدي من بني أسيد وأسيد لغتان نعم.

عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ - قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺمَ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
الشيخ: أيش قال على............. ضبطها؟ الأبي حاضر؟ ما ضبط؟
الطالب: ما رأيت شيئا.
الشيخ:أعد أعد.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
الشيخ: إن لو تدومون هذه إن مخففة من الثقيلة إن يعني إنكم لو تدومون............. والمعنى إنكم مخففة من الثقيلة أنهم لو داموا ما يكونون عنده وهو................... الخشوع والانكسار والتأثر كأنهم يشاهدون الجنة والنار كأنها نراها رأى العين لو داموا على هذا لصافحتهم الملائكة في فرشهم وفي طرقاتهم ولكن ساعة وساعة ولكن ساعة وساعة ولكن ساعة وساعة كررها ثلاثًا يعني ساعة لأمور الدين والمذاكرة والعلم وذكر الجنة والنار وساعة لأمور الدنيا في المزرعة ومع الزوجة ومع الأولاد في مصالحهم هذا من لطف الله ولا يضر العبد............. الإنسان محتاج إلى هذا محتاج أن يعافس الأزواج والأولاد والضيعات لإصلاح شأنه ولمعرفة حال أهله وحاجاتهم وحاجة أولاده وحاجات الضيعات وما تحتاج إليه من عمل هذا من فضل الله، وهكذا علاج البيع والشراء والتجارة ساعة وساعة لا كما يظن الجهلة ساعة للطاعة وساعة للمعصية لا هذا غلط وهذا منكر، المراد ساعة وساعة ساعة للعبادة والفراغ لها والقيام بحق الله مما شرع وساعة لطلب الدنيا والرزق أو معافسة الأهل وحاجة الأهل أو الأولاد ونحو ذلك مما يحتاجه الإنسان مما أباح الله له.

13 - (2750) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَوَعَظَنَا، فَذَكَّرَ النَّارَ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَضَاحَكْتُ الصِّبْيَانَ وَلَاعَبْتُ الْمَرْأَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْكُرُ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ فَقَالَ: مَهْ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ، فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ.
الشيخ: وهذا فيه فضل الله لأنه شرع لنا أيضًا ملاعبة الأهل والأنس بالأولاد وطلب الرزق في الضيعات والبيع والشراء إذا فعلها الإنسان عن نية صالحة صار أيضًا عبادة ويؤجر عليها في إيناس أهله وإيناس أولاده وطلب الرزق الحلال هذا من فضل الله جل وعلا.

13 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ الْكَاتِبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَّرَنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.
14 - (2751) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي.
15 - (2751) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ اللهُ : سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي.

الشيخ: وهذا يدعو المسلم إلى حسن ظنه بالله وعظم الرجاء وألا يقنط وأن رحمته سبقت غضبه فعلى العباد أن يحسنوا الظن بمولاهم وأن يرجوه وألا يقنطوا ولا ييأسوا مع الجد في العمل ومع النصح في العمل فلا قنوط ولا أمن ولكن بين ذلك رجاء وخوف.
وهذا يبين أن حسن الظن وأن رجاء الرحمة يحتاج إلى عمل وأنه لا يتم بدون العمل قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ [الكهف:110] فإنسان يرجوه ولا يعمل كيف يصير؟ يصير لاعبًا أو فاقدًا للعقل يقول أنا أريد أن أحصل معدن في الأرض الفلانية ذهب ولكن ما يبحث ولا يحفر ولا شيء، أو يقول أنا بأصيد سمك وهو جالس في بيته وحوله بحر ولكن ما فعل شيئًا هذا ما هو صحيح هذا رجاء فاسد أو يقول أنا بأربح في السلع والتجارات وأعمل ثم يجلس في بيته ولا يشتري ولا يبيع ويقول: بتجيني أرباح وأنا جالس من دون عمل هذا معناه أخو المهابيل أخو المجانين فلا بدّ من عمل ولهذا قال سبحانه: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110] ولم ذكر صفات المؤمنين ذكر رحمتهم بعد عملهم قال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [التوبة:71] أولئك بعد العمل بعدما ذكر أعمالهم سيرحمهم الله يعني بسبب أعمالهم ما هو بسبب التمني والكلام الفارغ كذلك قوله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ [البقرة:218] لما عملوا ذكر الرجاء إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ [البقرة:218] فالمبطل المتكاسل المعطل للعمل ما يسمى راجي يسمى مغرور يسمى متلاعب يسمى في الحقيقة فاقد للعقل.

16 - (2751) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَهُ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي.
الشيخ: هذا من فضله ............. كما قال في كتابه العزيز:كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:54].
س:.....................
الشيخ: نعم تسبق وتغلب بمعنى واحد.

17 - (2752) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ.
الشيخ: وهذا من فضله جل وعلا أن جعل رحمته واسعة عظيمة تسع العباد كلهم والخلق كلهم، وهذا مثل ما أحق على نفسه أن ينصر المؤمنين وأن ينصر الرسل إذا استقاموا وهكذا قوله جل وعلا: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] وقوله: حق الله على عباده أن يعبدوه وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به، فقوله: حق العباد على الله يعني حقه على نفسه وفرضه على نفسه فضلًا منه وإحسانًا وجودًا وكرمًا لمن استقام على توحيده وطاعته.

18 - (2752) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: خَلَقَ اللهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ وَخَبَأَ عِنْدَهُ مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً.
19 - (2752) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

الشيخ: هذه رحمة مخلوقة بخلاف الرحمة التي هي وصفه الرحمن الرحيم، الرحمة رحمتان رحمة هي وصفة القائمة به هذه رحمة وصف له ليس بمخلوقة كعزته وعلمه وحكمته وقدرته ونحو ذلك من صفاته وهو سبحانه بجميع صفاته هو الخالق وليس بمخلوق وهناك أشياء مخلوقة جعلها في عباده من الرحمة والقدرة التي للعباد والعلم وسائر صفاتهم التي جعلها لهم هذه أشياء خلقها فيهم وجعلها سببًا لتراحمهم وتعاطفهم وقيامهم بما ينبغي مع أولادهم ونحو ذلك.

20 - (2753) حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ بَيْنَهُمْ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
20 - وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
21 - (2753) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ،..

الشيخ: بالرفع مبتدأ وخبر.

..فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ.
الشيخ: تكلم على طباق؟ أو الأبي تكلم.
الطالب:...................
الشيخ: نعم.

22 - (2754) حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ - وَاللَّفْظُ لِحَسَنٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ، تَبْتَغِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا
الشيخ: تبتغي ولدًا لها تطلب ولدًا لها.

إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَاللهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا.
س: ما المقصود من: كلما وجدت صبيًا أخذته؟
الشيخ: كلما وجدت صبيًا أخذته تقول لعله ولدها لشدة ما في نفسها تطلبه. يحتمل أنها إذ لكن الرواية بإذا يعني كلما وجدت صبيًا أخذته ما هو بواحد بس وأيش قال الشارح عليه؟ أو الأبي؟
الطالب: هو في جميع نسخ صحيح مسلم تبتغي من الابتغاء وهو الطلب قال القاضي عياض وهذا وهم والصواب ما في رواية البخاري تسعى بالسين من السعي، قلت: كلاهما صواب لا وهم فيه فهي ساعية وطالبة مبتغية لابنها.
الشيخ: المعنى واحد تبتغي وتسعى المعنى واحد مثل ما قال النووي.
................................
الشيخ: معناه تطلب ولدًا لها كلما وجدت ولدًا أخذته ترصه على بطنها وترضعه.
س:.........................
الشيخ: ضائع نعم فقدته.

23 - (2755) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ: ابْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ.
الشيخ: وهذا يبين لنا كمال رحمة الله وسعة رحمته وأنه جواد كريم جل وعلا فإن المرأة ما تطرح ولدها في النار ولا ترضى عليه بالسوء هذا الذي طبع الله عليه الأمهات إلا ما ندر لا حكم له المقصود أن الأمهات معروف رحمتهن لأولادهن وتعبهن فيما ينفع أولادهن ويريح أولادهن فالله أرحم بعباده من هذه من ولدها ولهذا أدر الأرزاق وأوجد أسباب العيش والخير وأرسل الرسل وأنزل الكتب وعفا عن كثير من أخطاء بني آدم ولو أخذهم بأخطائهم لهلكوا جميعًا وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ  [فاطر:45] فالمقصود أنه جل وعلا أرحم بهم من أمهاتهم بأسباب ما فعل معهم  وما يجود عليهم به في الدنيا وفي الآخرة.

23 - (2755) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ: ابْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ،
الشيخ: لكن إذا الولد أساء التصرف وأساء العمل مع والديه أبغضاه وكرهاه وأحبا بعده لإساءته وسوء عمله، هكذا العبيد إذا أساؤوا تصرفاتهم وأساؤوا أعمالهم أبغضهم الله واستحق غضبه ومقته .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ.
الشيخ: وهذا يفيد الحذر وألا يتساهل وأن يكون عنده الاهتمام والعناية والإعداد.
س:........................
الشيخ: كل المائة مخلوقة إن الله خلق مائة رحمة لكن الوصف القائم بالله غير مخلوق وهو وصفه أما هذه فرحمة خارجية.....