544 من: (باب النهي عن قول الإِنسان: مُطِرْنَا بِنَوْء كذا)

 
325- باب النهي عن قول الإِنسان: مُطِرْنَا بِنَوْء كذا
1/1731- عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ في إِثْرِ سَمَاءٍ كَانتْ مِنَ اللَّيْل، فَلَمَّا انْصرَفَ أَقْبَلَ عَلى النَّاسِ فَقَال: هَلْ تَدْرُون مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ، قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمتِهِ، فَذلِكَ مُؤمِنٌ بي، كَافِرٌ بالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا وَكذا، فَذلكَ كَافِرٌ بِي، مُؤمِنٌ بالْكَوْكَبِ» متفقٌ عليه.
326- باب تحريم قوله لمسلمٍ: يا كافر
1/1732- عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ: يَا كَافِر، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُما، فَإِنْ كَان كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ متفقٌ عليه.
2/1733- وعَنْ أَبي ذَرٍّ : أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ دَعَا رَجُلًا بالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوَّ اللَّهِ، ولَيْسَ كَذلكَ إِلَّا حَارَ علَيْهِ متفقٌ عليه.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهُداه.
أما بعد:
فالحديث الأول يدل على شرعية أن يقول المؤمن عند نزول المطر: مُطِرْنَا بفضل الله ورحمته، هذا هو المشروع عند نزول الأمطار، ولهذا أخبرهم النبيُّ ﷺ لما نزل عليهم المطر وهم في الحُديبية وصلَّى بهم الصبح قال: ألا أُخبركم بما قال ربُّكم هذه الليلة؟ إنه قال جل وعلا: مَن قال: مُطِرْنَا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب، وأما مَن قال: مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي، مؤمنٌ بالكوكب.
هذا يدل على أنه ينبغي عند نزول الأمطار أن تُنْسَب النّعم إلى الله ؛ لأنه هو الذي أنزل المطر ويسَّره، فيقول المؤمن: "مُطِرْنَا بفضل الله ورحمته، اللهم اجعله صيِّبًا نافعًا"، فكان النبيُّ ﷺ يقول إذا نزل المطر: اللهم صيِّبًا نافعًا، الصّيب: النازل، يعني: اللهم اجعله نازلًا نافعًا للمسلمين، وكان إذا نزل مطرٌ حسر ثوبَه حتى يُصيبه المطر.
ولا يجوز أن يُقال: "مُطِرْنَا بنَجْم كذا"، أو "بنَوْءِ كذا"؛ لأنَّ هذا نسبة إلى النّجوم، والنّجوم ليس لها تأثيرٌ، وليس لها عملٌ، إنما هي زينة للسماء، ورجوم للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فليس لها تصرُّفٌ في شيءٍ، فلا يجوز أن يُقال: "مُطرنا بنَوْءِ كذا"، أو "سُقِينا بنَوْءِ كذا"، أو "بنَجْمِ كذا"، هذا لا يجوز، أما لو قال: "سُقِينا في الموسم: في الشتاء، في الصيف" يُخبر عن الوقت فلا بأس، أما "سُقينا بنجم كذا" أو "مطرنا بنجم كذا" فهذا لا يجوز؛ لأنه نسبة إلى النجم، والنجم ليس له تصرُّف، فلهذا سمَّاه النبي كفرًا، ويُستحب أن يقول: "مُطِرْنَا بفضل الله ورحمته، اللهم صيِّبًا نافعًا".
ولا يجوز للإنسان أن يقول لأخيه: "يا كافر"، أو "يا عدو الله"، لا يجوز له أن يقول هذا الكلام؛ لأنه إذا قال له: "يا كافر" وليس كذلك رجع إليه كلامه، أو قال: "يا عدو الله"، أو "يا فاسق"، أو "يا خبيث" رجع إليه كلامه إذا كان صاحبه ليس أهلًا لذلك، ولهذا يقول ﷺ: إذا قال الرجلُ لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدُهما يعني: إن كان المقول له كافرًا وإلا رجعت إلى القائل، وهكذا قول: "يا عدو الله"، أو "يا كافر"، أو "يا خبيث"، أو "يا فاسق"، أو "يا منافق"، لا يقول لأخيه ذلك؛ لأنه إذا قال له هذا الكلام وهو ليس أهلًا لذلك رجع إليه، وصار هو الذي سبَّ نفسه، وهو الحقيق بهذا الوصف، لكن مَن كان كافرًا يُقال له: كافر، أما أن يسُبَّ أخاه إذا غضب عليه ويقول: "يا كافر"، أو "يا عدو الله"، أو "يا فاسق" من أجل غضبه عليه فهذا غلط ما يجوز، هذا السَّبُّ يرجع إليه هو، ويكون هو الجدير بهذا، وهو الآثم بهذا، نسأل الله العافية.
والواجب على المؤمن أن يتوقَّى شرَّ اللسان، فاللسان خطير، فالواجب على المسلم أن يتوقَّى شرَّ لسانه ويحفظه، ولهذا يقول ﷺ: مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليَصْمُتْ، ويقول عليه الصلاة والسلام: إنَّ الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها –يعني: ما يتثبت فيها- يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه، وفي اللفظ الآخر: إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلْقِي لها بالًا –يعني: خبيثة- يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب.
فالواجب توقِّي شرَّ اللسان، والحذر من شرِّ اللسان، وفي حديث معاذ يقول النبيُّ ﷺ: وهل يكُبّ الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم، فاللسان خطير.
فالواجب الحذر، وأن تصونه إلا من الخير: إمَّا أن تقول خيرًا، وإمَّا أن تحفظ لسانك حتى لا تقع في الشر.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: مع دخول الشتاء تكثر الأوبئة، فهل مثلًا يتجنّب النوم في السطوح؟
ج: إذا كان شيئًا يعلمه يُحَذِّر من أسبابه، أو إذا كان يدري عن شيءٍ جرَّبه يقول: احذروا كذا، واحذروا كذا.
س: نسبة السَّعد والنَّحس إلى الكواكب؟
ج: ما يجوز هذا، هذا غلط، هذا من أعمال الجاهلية.
س: بعض الناس من باب المِزاح يقول لأحدهم: ملعونٌ والديك؟
ج: لا، ما يجوز السّب، لا مزحًا ولا جدًّا، نسأل الله العافية.
س: هذا يرجع إليه إن لم يكن ملعونًا؟
ج: نعم، يقول ﷺ: لعن المؤمن كقتله، إنَّ اللَّعَّانين ليسوا شهداء ولا شُفعاء يوم القيامة، نسأل الله العافية.
س: ما معنى رجوع الكفر عليه؟
ج: يعني: يكون أحقَّ بهذا الوصف، فيكون هو الكافر، وهو عدو الله، نسأل الله العافية.
س: بالنسبة لسجود التلاوة ما كيفيته؟
ج: مثل سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم .. فتدعو فيه.
س: هل فيه تكبير عند إرادة السجود؟
ج: في الصلاة: يُكبِّر عند السجود وعند الرفع، أما خارج الصلاة فيُكبِّر عند السجود فقط، أما التكبير عند السجود والرفع فلم يرد فيه شيء.
س: هل في التلاوة سلام؟
ج: خارج الصلاة ليس هناك شيء، يُكبِّر فقط عند السجود، ويرفع بالقراءة من دون سلامٍ ومن دون تكبيرٍ، أما في السجود في الصلاة فيُكبِّر عند الخفض، ويُكبِّر عند الرفع، مثل سجود الصلاة، إذا كان في داخل الصلاة.
س: سجود الشكر؟
ج: مثل سجود الصلاة، ومثل سجود التلاوة.
س: هل يجوز أن يُقال لمَن يتعامل بالربا: يا عدو الله؟
ج: لا، تقول له: اتَّقِ الله، راقب الله واحذر، هذا لا يجوز.
س: بالنسبة لهذه السَّجدات -التلاوة والشُّكر- ما حكمها؟
ج: مستحبّ.