204 من: (باب استحباب العزلة عند فساد الزمان أو الخوف من فتنةٍ في الدين..)

 
69- باب استحباب العزلة عند فساد الزمان أو الخوف من فتنةٍ في الدين أو وقوع في حرام وشبهات ونحوها
قَالَ الله تَعَالَى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50].
1/597- وعن سعد بن أَبي وقَّاص قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُول: إِنَّ اللَّه يُحِبُّ العَبدَ التَّقِيَّ، الغَنِيَّ، الْخَفِيَّ رواه مسلم.
2/598- وعن أَبي سعيدٍ الخُدريِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أفضَلُ يا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ في سَبيلِ اللَّه، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ رَجُلٌ مُعتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِن الشِّعَاب يَعبُدُ رَبَّه.
وفي روايةٍ: يتَّقِي اللَّه، ويَدَع النَّاس مِن شَرِّهِ متفقٌ عَلَيْهِ.
3/599- وعنه قالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: يُوشِك أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَال المُسْلِم غَنَمٌ يَتبعُ بهَا شَعَفَ الجِبَال وموَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدينِهِ مِنَ الفِتَنِ رواه البخاري.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب فيما يتعلق بالعزلة واعتزال الشرّ وأهله، فالعزلة مستحبّة عند فساد آخر الزمان، وتغيّر الأحوال، وخوف الإنسان على نفسه من الفتن، فتُستحب له العزلة في شعبٍ من الشِّعاب، أو في قريةٍ من القرى؛ ليسلم من شرِّ الفتن، قال الله تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ، فالفرار إلى الله: الفرار إلى أسباب النّجاة وإلى أسباب السلامة؛ ولهذا يقول ﷺ: إنَّ الله يُحبُّ العبدَ التَّقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ الذي لا يطلب الشهرة، ولا يطلب الرياء بين الناس، إنما تهمّه سلامة دينه، وهكذا ينبغي للمؤمن.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ لما قيل له: أي الناس أفضل؟ قال: مؤمنٌ مُجاهدٌ في سبيل الله، قيل: ثم مَن؟ قال: مؤمن في شعبٍ من الشِّعاب يعبد الله ويدع الناس من شرِّه، وفي اللفظ الآخر: يُوشِك أن يكون خيرَ مال المسلم غنمٌ يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفتن.
فالسنة المخالطة للناس، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هكذا السنة كما في الحديث الآخر الذي يقول فيه ﷺ: المؤمن الذي يُخالط الناسَ ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يُخالط الناسَ، ولا يصبر على أذاهم، فالذي يُخالطهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُعلِّمهم ويُوجِّههم إلى الخير هذا أفضل؛ لكن عند تعذّر هذا، وتغيّر الأحوال، وكونه يخشى على دينه؛ لأنهم لا يقبلون منه، فحينئذٍ تكون العُزلة خيرًا له، وأفضل له، وذلك إذا كان الاختلاطُ لا يُفيد ولا ينفع بل يضرّ، وإلا فالاختلاط أولى، يدعوهم إلى الله، ويُعلّم، ويُرشد، وينصح، هذا هو المطلوب، لكن عند تغيّر الأحوال والخوف على دينه إذا اعتزل في شعبٍ من الشِّعاب أو في قريةٍ من القرى فلا بأس؛ لطلب السلامة في دينه، والخوف من أن يقع في مشاكل.
نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:
س: العزلة عن الجيران وعدم مُخالطتهم؟
ج: لا، الجيران فيهم تفصيل، إن استطعت أن تدعوهم إلى الله وتُعلّمهم وتُوجّههم إلى الخير وإلا فاعتزلهم.
س: ما حكم الماء الخارج من فم النائم؟
ج: ما فيه شيء.
س: حتى لو كان من المعدة؟
ج: ما يُسمَّى: قَيْئًا، هذا فضل ماء، مثل اللّعاب والريق.
س: هل يُعتبر طاهرًا؟
ج: نعم طاهر.
س: مَن قال بوجوب صلاة التراويح؟
ج: ما أحد يقول هذا؛ لأنَّ الخلاف في الوتر فقط، والصواب أنه سنة، فالواجب الصلوات الخمس.
س: هل غسل الكفّين قبل الوضوء واجب؟
ج: إذا قام من نوم الليل فهو واجب، مثلما أمر النبي ﷺ: لا يغمس يده في الماء حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده.
س: يغسلها ثلاث مرات؟
ج: نعم ثلاث مرات.
س: طيب، ومَن نَسِيَ؟
ج: لا حرج إن شاء الله.