335 من: (باب صلاة الصبح والعصر)

 
باب صلاة الصبح والعصر
1/1047- عن أَبي موسى أَنَّ رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صلَّى البرْديْن دَخَلَ الجنَّة متفقٌ عَلَيهِ.
2/1048- وعن أبي زهيْرٍ عِمارَةَ بن رُؤيْبةَ قالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: لَنْ يلجَ النَّار أَحدٌ صلَّى قبْلَ طُلوعِ الشَّمْس وَقَبْل غُرُوبَها يعْني الفجْرَ، والعصْرَ. رواه مسلم.
3/1049- وعن جُندَبِ بن سُفْيانَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: منْ صَلَّى الصُّبْحَ فهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ، فَانْظُرْ يَا ابنَ آدَمَ لاَ يَطْلُبنَّك اللَّه مِنْ ذِمَّتِهِ بِشيءٍ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة في فضل الصلاتين: طرفي النهار صلاة الفجر وصلاة العصر، هاتان الصلاتان أمرهما عظيم ولهما خصوصية لقوله ﷺ: من ترك صلاة العصر حبط عمله، والحديث الثاني يقول ﷺ: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله، وقال في صلاة الصبح: من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه الله بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه في النار، وفي الحديث: من صلى البردين دخل الجنة، والحديث الآخر: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر، وما ذلك إلا لأنهما صلاتان عظيمتان في طرفي النهار، ومن حافظ عليهما حافظ على ما سواهما، ومن أقامهما أقام ما سواهما، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في المحافظة على الصلوات الخمس والعناية بها والحذر من مشابهة أهل النفاق، وأن يخص الفجر والعصر بمزيد عناية، فالفجر ينام عنها الكسالى والمنافقون، والعصر توافق انتهاء الناس من أعمالهم وتعبهم، فكثير من الناس قد يتركها ويتساهل بها لما يعتريه من الفتور والضعف بسبب أعمال النهار، وبعضهم يشغل عنها بشيء آخر من الشهوات التي يتعاطها في آخر النهار، فالمؤمن الصادق هو الذي يحافظ عليهما، وإذا حافظ عليهما فإنه يحافظ على بقية الصلوات من باب أولى، والصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولهذا علق الله بها أحكامًا عظيمة لأنها هي العمود، فمتى حفظ المؤمن هذا العمود واستقام عليه استقامت البقية وصار إيمانه بهذا العمود وحرصه عليه ومحافظته عليه يدعوه إلى العناية ببقية أوامر الله ورسوله، ويدعوه ذلك أيضًا إلى أن ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لما فيها من ذكر الله وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والخضوع لله بالركوع والسجود، فهي عبادة عظيمة مشتملة على أنواع من العبادة، فإذا استحضر فيها المؤمن قلبه وخشع فيها بقلبه أثمر له ذلك أنواعًا من العبادة من الخضوع والإيمان واليقين والتعظيم لله ومحبته والمسارعة إلى مراضيه والبعد عن مناهيه، فإن من أقامها أقام دينه ومن أضاعها أضاع دينه، والفجر أيضًا لها خصوصية من جهة أنها تكون في آخر الليل عند حلاوة النوم في القيظ، عند حلاوة النوم في كون الليل يبرد ويطيب النوم، وفي الشتاء يشتد البرد فيتثاقل الناس عن القيام، فإذا حافظ عليها المؤمن شتاء وصيفا ولم يمنعه البرد ولا لذة النوم عن المحافظة عليها صار ذلك من الدلائل على قوة الإيمان واليقين وتعظيمه لهذه الشعيرة العظيمة التي يدعوه تعظيمه لها إلى أن يعظم بقية الأوامر والنواهي.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: من لم يحافظ على صلاة الفجر يطلق عليه ...؟
الشيخ: شابه المنافقين نعم، أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا نسأل الله العافية، هذا من النفاق العملي يقال له: احذر صفات المنافقين، هذه صفات المنافقين، نسأل الله العافية.
س:...؟
الشيخ: مثله الرجل والمرأة جميعا.
س: لو ترك تهاونًا وكسلا صلاة واحدة؟
الشيخ: يكفر على الصحيح، الصحيح من أقوال العلماء يكفر ولو بواحدة إذا تركها عمدًا حتى خرج وقتها، عليه التوبة والإنابة إلى الله فإذا تاب تاب الله عليه.
س: ترك صلاة العصر؟
الشيخ: أو الفجر أو الظهر أو غيرها.
س: حبوط العمل يدل على الكفر؟
الشيخ: يدل على الكفر به، هذا من الدلائل بالقول بتكفيره.
س: حبوط العمل عن ترك الصلاة أو فوات الصلاة؟
الشيخ: تركها بالكلية عمدًا، أما إذا فاتته فقد أصابته مصيبة عظيمة، إذا ما تعمد تركها إما بنوم أو بسهو وغفلة فكأنما وتر أهله وماله كأنه أصيب في أهله وماله.