341 من: (باب فضل صلاة الجماعة)

 
باب فضل صلاة الجماعة
1/1064- عن ابنِ عمَر رضي اللَّه عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً متفقٌ عليه.
2/1065- وعن أَبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: صَلاةُ الرَّجُلِ في جَماعةٍ تُضَعَّفُ عَلى صلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وفي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرينَ ضِعفًا، وذلكَ أَنَّهُ إِذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُه إِلاَّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَه بهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذا صَلى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحَمْهُ. وَلا يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاةَ متفقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ البخاري.
3/1066- وعنهُ قالَ: أَتَى النبيَّ ﷺ رَجُلٌ أَعمى فقَالَ: يا رسولَ اللَّهِ، لَيْس لِي قَائِدٌ يقُودُني إِلي المَسْجِدِ، فَسأَلَ رسولَ اللَّهِ ﷺ أَن يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَليِّ فِي بيْتِهِ، فَرَخَّص لَهُ، فَلَمَّا وَلىَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَجِبْ رواه مُسلِم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بصلاة الجماعة، وصلاة الجماعة شأنها عظيم فضلها كبير، فإن الله يضاعف بخطوات المؤمن إلى الصلاة حسنات، ويرفع بها درجات، ويحط بها خطيئات، فينبغي للمؤمن أن يحرص على المحافظة على الصلاة في جماعة ولو بعد داره لينال هذا الخير العظيم، وذلك فرض عليه، وواجب عليه يصلي مع المسلمين وليس له أن يصلي في بيته، ولهذا يقول ﷺ: صلاة الجماعة أفضل من صلاة المرء في بيته، ويقول ﷺ: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وفي حديث أبي هريرة: بخمس وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا خرج من بيته لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، وحديث ابن مسعود : وكتب الله له بها حسنة، فإذا وصل المسجد لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ما لم يؤذ أو يحدث فهذا من فضل الله العظيم أن العبد تكتب له حسنات وتحط عنه خطيئات وترفع له درجات بذهابه إلى المسجد وجلوسه في المسجد وانتظاره للصلاة، وهكذا مكثه بعد الصلاة، هكذا بعدها يأتي بالأذكار الشرعية أو يقرأ القرآن بعد ذلك فهو على صلاة ما انتظر الصلاة، وهكذا بعدها، والملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، والسنة أن يتطهر في بيته -يخرج متطهرًا من بيته- عامدًا إلى الصلاة.
وفي الحديث الثاني يقول ﷺ لما أتاه الأعمى يقول: يا رسول الله ليس لي قائد يقودوني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي ﷺ: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب، وفي اللفظ الآخر: لا أجد لك رخصة دل على أن من يسمع النداء ولو كان أعمى ليس له قائد يتسبب حتى يصل المسجد، ويقول في الحديث الآخر ﷺ: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس: ما العذر؟ قال: خوف أو مرض، فالمؤمن يجاهد نفسه ويحرص على إغاظة المنافقين، وعلى المحافظة في هذه العبادة على المساجد، يغيظ المنافقين ويرضي مولاه رب العالمين، ويفوز بهذه الخيرات العظيمة من الدرجات والحسنات وتكفير السيئات حتى ولو كان أعمى، يجتهد في أن يصل إلى المسجد، وقد ثبت عنه ﷺ أنه هم أن يحرق على من تخلف بيته، وذلك يدل على عظم الأمر، وكثير من الناس يتساهل في هذا الأمر ويتشبه بالمنافقين في التخلف عن الصلاة، هذه مصيبة كبيرة نسأل الله العافية، فالواجب الحذر، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142] فلا ينبغي للمؤمن أن يرضى بهذه الحالة المشابهة لحال المنافقين، بل يشمر ويجتهد في المسابقة والمسارعة إلى الصلاة مع إخوانه في الجماعة في كل وقت، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: اختلاف الروايات الأولى أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة والأخرى بسبع وعشرين؟
الشيخ: فضل من الله كانت خمس وعشرين ثم زادهم، زادهم سبحانه فضلًا من الله جل وعلا.
س: ويكون المقصود؟
الشيخ: العدد لا مفهوم له.