343 من حديث: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان..)

 
7/1070- وعن أَبي الدرداءِ قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَا مِن ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْوٍ لا تُقَامُ فِيهمُ الصَّلاةُ إِلاَّ قدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنمِ القَاصِيَةَ رواه أبو داود بإِسناد حسن.
باب الحثِّ عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء
1/1071- عنْ عثمانَ بنِ عفانَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّما قامَ نِصْف اللَّيْل، وَمَنْ صَلَّى الصبْح في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّما صَلَّى اللَّيْل كُلَّهُ رواه مُسلِم.
وفي روايةِ الترمذي عنْ عثمانَ بنِ عفانَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جمَاعةٍ كَانَ لهُ قِيامُ نِصْفِ لَيْلَة، ومَنْ صَلَّى العِشَاءَ والْفَجْر فِي جمَاعَةٍ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَة قَالَ التِّرمذي: حديثٌ حسن صحيحٌ.
2/1072- وعن أَبي هُريرة أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: وَلَوْ يعْلَمُونَ مَا في العَتمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما وَلَو حبْوًا متفقٌ عَلَيْهِ. وقد سبق بطوِلهِ.
3/1073- وعنهُ قَالَ: قال رسولُ اللَّه ﷺ: لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنَافِقينَ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ وَالعِشاءِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهما لأَتَوْهُما وَلَوْ حبْوًا متفقٌ عَلَيهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالجماعة وفضل الجماعة، والجماعة واجبة على الرجال المكلفين، يجب عليهم أن يصلوا في جماعة في مساجد الله، أما النساء فالسنة لهن الصلاة في البيت وهو الأفضل لهن، والواجب على الجميع العناية بذلك وأن يحافظوا على الوقت وعلى الطمأنينة والخشوع في الصلاة وأدائها كما شرع الله قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ  [المؤمنون:1، 2] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۝ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [المؤمنون:9-11] فالواجب على جميع المكلفين من الرجال أن يصلوها في جماعة في بيوت الله في المساجد، وأن يحافظوا عليها طاعة لله سبحانه وتعظيمًا لأمره وحذرًا من مشابهة أهل النفاق وحذرًا من تركها أيضًا؛ فإن الصلاة في البيت وسيلة إلى الترك، ولهذا حرم الله ذلك يقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض. وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودوني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال ﷺ: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب وفي لفظ: هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم. قال: فحيهلا.
وفي حديث أبي الدرداء يقول ﷺ: ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام الصلاة في الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية يعني الخطر على من ترك الجماعة وانفرد فهو عليه الخطر من الشيطان أكثر، فالواجب على المؤمن أن يحرص على أداء الصلاة في جماعة وألا يتخلف عن إخوانه في بدو ولا في حضر.
الحديث الثاني
والحديث الثاني: يقول ﷺ: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله هذا يدل على فضل الجماعة، وأن من صلى العشاء والفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله لما في ذلك من الخير العظيم والفضل الكبير، فإذا جمع بين ذلك صلى في جماعة الفجر والعشاء وقام الليل جمع بين الخيرين.
الحديث الثالث
والحديث الثالث: يقول ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، وفي اللفظ الآخر: ليس شيء من الصلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما يعني من الأجر لأتوهما ولو حبوًا فالواجب الحذر من صفات المنافقين والمحافظة على الصلاة في جماعة، العشاء والفجر وغيرهما هذا هو الواجب على المؤمن أن يحافظ على الصلاة في جماعة، وأن يحذر التخلف عنها والتشبه بأعدائه إلا من عذر كالمرض والخوف، فالعذر يقوم مقام الحضور، يقول ﷺ: من مرض أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم فالمعذور له أجر تام، فالواجب على المسلم أن يحذر التساهل وترك الجماعة بغير عذر.
وفق الله الجميع.