347 من: (باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول، وتسويتها والتراص فيها)

 
باب فضلِ الصفِّ الأوَّلِ والأمرِ بإتمامِ الصفوفِ الأُولِ، وتسويِتها، والتراصِّ فِيهَا
1/1082- عَن جابِرِ بْنِ سمُرةَ، رضي اللَّه عنْهُمَا، قَالَ: خَرجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَلا تَصُفُّونَ كَمَا تُصُفُّ الملائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا: يَا رسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الملائِكةُ عِند ربِّها؟ قَالَ: يُتِمُّونَ الصُّفوفَ الأُولَ، ويَتَراصُّونَ في الصفِّ رواه مسلم.
2/1083- وعن أَبي هُريْرة، ، أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: لوْ يعلَمُ الناسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُم لَمْ يجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهمُوا متفقٌ عَلَيهِ
3/1084- وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: خَيْرُ صُفوفِ الرِّجالِ أَوَّلُهَا، وشرُّها آخِرُهَا وخيْرُ صُفوفِ النِّسَاءِ آخِرُها، وَشرُّهَا أَوَّلُهَا رواه مُسلِم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في وضع الصفوف ورصها وإكمال الصف الأول فالأول، المشروع للمسلمين أن يصلوا جماعة، وهذا فرض عليهم لازم أن يصلوا صلواتهم الخمس جماعة في المساجد، والواجب عليهم أن يصفوا متراصين ويكملوا الصف الأول فالأول كما شرع لهم نبيهم ﷺ وأمرهم به وقال: صلوا كما رأيتموني أصلي.

في هذا الحديث الأول: حديث جابر بن سمرة أن النبي ﷺ خرج عليهم على أصحابه فقال: ألا تصلون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا: كيف تصف الملائكة عند ربها يا رسول الله؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون يعني يجتهدون في إتمام الصفوف الأول كلما تم صف أكملوا ما بعده، ثم هم متراصون أيضًا، هذا السنة إكمال الصف الأول فالأول مع التراص، فلا يبدأ الصف الثاني حتى يكمل الأول، ولا يبدأ بالثالث حتى يكمل الثاني، وهكذا مع التراص، يعني التراص الذي لا يؤذي، التراص الذي يسد الخلل ولكن لا يؤذي أحدًا لأنه لا يجوز للمسلم أن يؤذي أخاه، يكون تراص تقارب لكن ليس فيه أذى ولا مضايقة، القدم بالقدم من دون مضايقة حتى تكمل الصفوف، هذا هو السنة بل هذا هو الواجب لأن الرسول ﷺ أمر به وأرشد إليه وقال: صلوا كما رأيتموني أصلي، ويقول ﷺ: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول -يعني من الفضل والأجر- ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا يعني لو يعلم الناس عظمة الصف الأول وفضل النداء يعني للأذان ثم لم يتمكنوا من القيام بذلك إلا بالاستهام بالاقتراع اقترعوا، كل واحد يقول لعلي أفوز، لعلي أكون أنا المؤذن، أو أكون في الصف الأول لعظم الأجر وعظم الفضل في الأذان والصف الأول، لو لم يتيسر ذلك إلا بالقرعة اقترعوا، فهذا فيه الحث على المبادرة والمسارعة إلى الصف الأول، وعلى العناية بالأذان والمسابقة إليه، وأنه دعوة إلى الخير، دعوة إلى الله، ولهذا يقول ﷺ: المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، ويقول ﷺ: لا يسمع صوت المؤذن شجر ولا حجر ولا جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة هذا فضل عظيم فينبغي للمؤمن أن يكون له حظ من هذا الخير، يسارع إلى هذا الخير من جهة الصف الأول، ومن جهة الأذان، ومن جهة رص الصفوف وتكميل الأول فالأول حتى يكون منافسًا في الخير ومرشدًا إليه مع المنافسة، يرشد الناس ويعلم الناس ويوجههم.

والحديث الثاني: يقول ﷺ: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وجه ذلك أن الرجال مشروع لهم أن يبادروا وأن يسارعوا إلى الصف الأول فشر صفوفهم الآخر لما فيه من الضعف والكسل والتأخر، أما النساء فمشروع لهن البعد عن الرجال وعن الفتنة، فشر صفوفهن أولها وخيرها آخرها لما كان أبعد عن الرجال فهو أسلم إذا كان ليس بينهم ساتر حاجز، أما إذا كان بينهن حاجز وبين الرجال فالأقرب والله أعلم أن خير الصفوف أولها لزوال الحكمة والعلة، فلو كانوا في محل مستورين يسمعون الصلاة وبينهم وبين الرجال ساتر ولكنهم في المسجد فخير صفوفهن أولها لما فيه من المسابقة إلى الخير والمسارعة إلى الصلاة، ولكن بيوتهن خير لهن، مع هذا كله بيوتهن خير لهن، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: النساء يتراصون كالرجال؟
الشيخ: نعم كالرجال يتراصون في الصف كالرجال.
س: الملاصقة؟
الشيخ: بالأقدام لكن من غير أذى، بعض الناس إذا لاصق يؤذي بالحكحكة، لا يجعل قدمه إلى قدم أخيه من دون أذى.
س: هل ورد أن الملاصقة بمعنى المواساة؟
الشيخ: هذا من فعل الصحابة قال: كان أحدنا يلصق قدمه بقدم صاحبه وكعباه بكعب صاحبه تحقيقا لسد الخلل، يعني النبي ﷺ قال: سدوا الخلل سدوا الفرج.
س: النساء يصلين مع بعض هل ممكن الإمام من هن يتقدم كما يتقدم الرجل؟
الشيخ: لا بوسطهن وعدم التشبه بالرجال تكون في وسطهن، كانت عائشة وأم سلمة إذا صلين بالنساء كن في الوسط.
س: القراءة بالنسبة للنساء في الجهرية؟
الشيخ: تجهر حتى تسمع النساء لأنها تجهر مثل الرجل.
س: ولو كان في رجال في القرب؟
الشيخ: تجهر بقدر المصليات معها حتى تسمع المصليات حتى يستفدن. والأمر سهل إذا كان صوتها بقدر النساء فالحمد لله في المغرب والعشاء والفجر أو في التراويح.