376 من حديث: (أحب الصلاة إلى اللَّه صلاة داود وأحب الصيام إلى اللَّه صيام داود..)

 
18/1177- وَعَنْ عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ، رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ، وَأَحبُّ الصيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا متفقٌ عليه.
19/1178- وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: إِنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعةً، لاَ يُوافقُهَا رَجلٌ مُسلِمٌ يسأَلُ اللَّه تَعَالَى خَيْرًا مِنْ أمرِ الدُّنيا وَالآخِرِةَ إِلاَّ أَعْطاهُ إِيَّاهُ، وَذلكَ كلَّ لَيْلَةٍ رواه مسلم.
20/1179- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِذا قَامَ أَحَدُكُمِ مِنَ اللَّيْلِ فَليَفتَتحِ الصَّلاةَ بِركعَتَيْن خَفيفتيْنِ رواهُ مسلِم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
هذه الأحاديث الثلاثة تدل على فضل قيام الليل، وأن قيام الليل من أفضل العبادات، وهو من عمل عباد الرحمن كما قال جل وعلا: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17، 18] هذه من أعمال المتقين عباد الرحمن، وكان داود عليه السلام ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وهو أحب الصلاة إلى الله: سدس من الثلث الأوسط، وسدس من الثلث الأخير، وينام السدس الأخير يتقوى به على أعمال النهار، والنصف الأول ينامه، وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، فإذا تيسر هذا وإلا فيكفي صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهو صيام الدهر، في هذا خير عظيم وفضل كبير.
ويقول ﷺ: في الليل ساعة لا يدعو الله فيها بشيء إلا أجاب الله دعوته، وأبهمها حتى يجتهد الناس في صلاة الليل، والدعاء في الليل، جاء في بعض الروايات أنها في جوف الليل الآخر فهذا يدل على أن تحري الدعاء في الليل، وأن الدعاء في الليل فيه ساعة مستجابة، وهكذا ثلث الليل الأخير يستجاب فيه الدعاء، يقول الرب جل وعلا إذا نزل في آخر الليل: هل من داع فيستجاب له! هل من سائل فيعطى سؤله! هل من مستغفر فيغفر له! هكذا جاء في النزول الإلهي، فينبغي للمؤمن أن يكون حظه من هذا الليل الصلاة والدعاء جميعا، ثم السنة إذا قام من الليل يستفتح بركعتين، إذا قام بعد النوم يستفتح بركعتين خفيفتين، ثم يجتهد في قيام الليل يطول، تكون الفاتحة ركعتين خفيفتين كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: يجوز الجمع بين الرجل والمرأة في قبر واحد؟
الشيخ: إذا دعت الضرورة وإلا السنة كل واحد في قبر، لكن إذا كثر الموتى واشتد على الناس، يجعل بينهم تراب حاجز أفضل.
س: ولو كانوا غير محرم؟
الشيخ: ولو غير محرمها.
س: إذا قام الإنسان في آخر الليل ثم ذكر الله وتوضأ وصلى ركعتين حريا له أن يستجاب له؟
الشيخ: يرجى له الإجابة، في آخر الليل ترجى فيها الإجابة الثلث الأخير.