571 من حديث: (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر، فيتمرغ عليه)

 
14/1821- وعن أبي هريرة قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: والذِي نَفْسِي بِيَدِه لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بالْقَبْرِ، فيتمَرَّغَ عَلَيْهِ، ويقولُ: يَا لَيْتَني مَكَانَ صَاحِبِ هذَا الْقَبْرِ، وَلَيْس بِهِ الدَّين وما بِهِ إلاَّ الْبَلاَءُ متفقٌ عليه.
15/1822- وعَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جبَلٍ منْ ذَهَبٍ يُقْتَتَلُ علَيْهِ، فيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائةٍ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، فَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أنْ أكُونَ أنَا أنْجُو.
وَفي روايةٍ "يوُشِكُ أنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَن كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنّْ حَضَرَهُ فَلا يأخُذْ منْهُ شَيْئًا" متفقٌ عَلَيْهِ.
16/1823- وعَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ:يَتْرُكُونَ المَدينَةَ عَلى خَيْرٍ مَا كَانَتْ، لاَ يَغْشَاهَا إلاَّ الْعوَافي يُرِيدُ: عَوَافي السِّباعِ وَالطَّيْرِ، وَآخِر مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُريدَانِ المَدينَةَ ينْعِقَانِ بِغَنَمها فَيَجدَانها وُحُوشًا. حتَّى إذَا بَلَغَا ثنِيَّةَ الْودَاعِ خَرَّا عَلَى وَجوهِهمَا متفقٌ عليه.
17/1824- وعَنْ أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ أنَّ النَّبي ﷺ قَالَ: يَكُونُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَائِكُمْ فِي آخِرِ الزَّمَان يَحْثُو المَالَ وَلا يَعُدُّهُ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث المنثورة فيها أحكام متعددة كما تقدم، بعضها يتعلق بالدجال وبعضها يتعلق بغيره، وفي هذا الحديث الأول يقول ﷺ: والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل على القبر يتمنى أنه مكانه لا من أجل الدين ولكن من أجل البلاء يعني من أجل الفتن والأعمال المتعبة، فإن آخر الزمان محل فتن والأهوال والشدائد وقد يمر الإنسان على قبر ويقول: يا ليتني كنت مكان هذا يعني يا ليتني كنت ميتًا وسالمًا من هذه الفتن والشرور، لا من أجل الدين بل من أجل ما وقع من الشرور والفتن والملاحم، وهذا يفيد أنه ينبغي للمؤمن أن يأخذ حذره وأن يستعد للقاء ربه وأن لا يأمن الدنيا، بل يكون دائمًا في إعداد وفي حذر وفي استقامة على طاعة الله ورسوله، لأنه قد يبتلى فلا يصبر، فالواجب عليه أن يتقي الله، وأن يسأل ربه العافية والثبات على الحق، ويجاهد نفسه في جميع الأوقات، حتى إذا هجم عليه الأجل فإذا هو على خير.
والحديث الثاني: يقول ﷺ: يحسر الفرات -نهر الفرات المعروف- عن جبل من ذهب وفي لفظ: عن كنز من ذهب يعني في آخر الزمان، ما بعد وقع وهو سيقع، يقتتل الناس عليه، كل يريد أن يحصل من هذا الكنز شيء من الذهب، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون شخصًا، كل واحد يقول: لعلي أنا الذي أنجو وأحصل من هذا الذهب ما أريد، فمن حضره فلا يشارك فيه -يعني فليحذر هذه الفتنة وليستغن بما أعطاه الله- فإن هذه الفتنة شرها عظيم، وهو الطمع بالمال والحرص على المال، وكذلك الخبر أن الناس تنزل بهم أمارات الساعة ويحشرون إلى محشرهم تحشرهم النار، وأنه يأتي شخصان ينعقان بغنمهما إلى المدينة فيجداناها وحوشًا -يعني خالية ما فيها أحد- قد مات أهلها أو ذهبوا إلى محشرهم، فيخران عند ثنية الوداع -يعني ميتين- وفي الحديث الصحيح أن النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتأكل من تخلف حتى يصلوا إلى محشرهم، ومن لم يذهب إلى هناك فمات في المحل الذي قدره الله له حتى يبعثهم الله جميعًا يوم ينفخ في الصور، فالحاصل أن أشراط الساعة لا بدّ أن تقع، وما أخبر به الرسول ﷺ مما يكون في آخر الزمان سوف يقع، فليستعد المؤمن وليحذر وليكن دائمًا على أهبة يرجو ثواب الله ويخشى عقاب الله.
كذلك يكون في آخر الزمان خليفة يحثو المال ولا يعده، هذا وقع في كثير من الخلفاء يعطون بغير حساب عند كثرة الأموال لديهم، هذا وقع لكثير من الناس، وهذا من مصداق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وهذه ملح مثل ما قال المؤلف، هذه الأحاديث فيها غرائب وعجائب أخبر بها النبي ﷺ من دلائل صدقه، وأنه رسول الله حقًا عليه الصلاة والسلام. وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: تقارب الأسواق من علامات الساعة؟
الشيخ: يتقارب الزمان في الحديث الصحيح، الأسواق من ... الناس، يتقارب الزمان وتكثر الفتن ويكثر الهرج -يعني القتل- ويشرب الخمر، كل هذا يكون في آخر الزمان، أخبر به النبي ﷺ كما في البخاري وغيره.
س: المقصود؟
الشيخ: تقارب الزمان، يعني تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم، يعني سرعة الزمان وقلة البركة.
س: في حديث يقول: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إذا شاء، ثم تكون على خلاف منهاج النبوة....
الشيخ: كل هذا وقع، الخلفاء الراشدين في زمن الصحابة فيه خير عظيم، ثم القرون المفضلة، ثم جاءت الفتن بعد ذلك، والله المستعان.
س: صحيح؟
الشيخ: نعم.
س: القدرية المجوس أهل الدجال؟
الشيخ: القدرية المجوس نفاة القدر، لأن المجوس يؤمنون بخالقين، فالقدرية لما أثبتوا أن العبد يخلق فعله أشبهوا المجوس جعلوه خالقًا مع الله، أشبهوا المجوس والمجوس يقولون بالنور والظلمة بالإلهين.
س: ثبت أنهم أتباع الدجال؟
الشيخ: لا، أتباع الدجال اليهود.
س: رجل يعمل في تصوير النساء والرجال؟
الشيخ: هذا منكر كسبه خبيث.
س: يجوز أكل ذبيحته؟
الشيخ: إذا كان من هذا الكسب لا، أما إذا كان له أكساب أخرى لا بأس.
س: إذا كان له كسب آخر؟
الشيخ: لا بأس، مثل اليهود له كسب آخر، وأكل النبي ﷺ طعامهم.
س: حكم معاشرته؟
الشيخ: ينبغي أن ينصح ويوجه إلى الخير مثل سائر العصاة، لا يتخذ صاحب ولا عشير، ينصح بأن هذا ما يجوز، يا عبد الله جزاك الله خيرًا اتق الله الرسول لعن المصورين.
س: التصوير في التلفزيون؟
الشيخ: سواء في التلفزيون وإلا غير التلفزيون.
س: وتصوير الحرم؟
الشيخ: لا يجوز تصوير كل ذوات الأرواح.
س: حتى في الحرم.
الشيخ: هذا ما هو بتصوير، هذا يأخذونه بدون صورة، ما هو بشيء يثبت، هذا نقل الصلوات في التلفاز هذا ما هو بصورة ثابتة كأنها مرآة تنصب ويشوفها الناس، الذي ما له ثبات مثل المرآة أما الذي يثبت في الورقة أو خرقة أو جدار أو خشبة هذا منكر، أما اللي ما له ثبات إنما يرى ولا له ثبات في شيء.
.....