392 من: (باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد الإفطار)

 
222 - باب فَضْل تَعْجِيل الفِطْرِ وما يُفْطَرُ عَليهِ وَمَا يَقُولُهُ بَعْدَ الإِفْطَارِ
1/1233- عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لاَ يَزالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجلوا الفِطْرَ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1234- وعن أَبي عَطِيَّةَ قَالَ: دخَلتُ أَنَا ومسْرُوقٌ عَلَى عائشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فقَالَ لهَا مَسْرُوقٌ: رَجُلانِ منْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ كلاَهُمَا لا يَأْلُو عَنِ الخَيْرِ: أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ المغْربَ والإِفْطَارَ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ المغْرِبَ والإِفْطَارَ؟ فَقَالَتْ: مَنْ يُعَجِّلُ المَغْربَ وَالإِفْطَارَ؟ قالَ: عَبْدُاللَّه يعني ابنَ مَسْعودٍ، فَقَالَتْ: هكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يصْنَعُ. رواه مسلم.
قوله: لا يَأْلُو أَيْ لاَ يُقَصِّرُ في الخَيْرِ.
3/1235- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه : أَحَبُّ عِبَادِي إِليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا رواه الترمذي وقالَ: حَديثٌ حسنٌ.
4/1236- وَعنْ عُمر بنِ الخَطَّابِ ، قالَ: قَالَ رَسولُ اللَّه ﷺ: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههُنا، وغَرَبتِ الشَّمسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصائمُ متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في بيان فضل تعجيل الإفطار، وأن السنة تعجيل الإفطار وتأخير السحور، هذا السنة للصائم أن يعجل الإفطار حين تغيب الشمس ويؤخر السحور إلى آخر الليل، يقول النبي ﷺ: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر هذا يدل على فضل تقديم الفطور وتعجيله بعد الغروب، كان النبي ﷺ إذا غربت الشمس أفطر كما فعل ابن مسعود، وأخبرت عائشة رضي الله عنها أنه كان يعجل الإفطار ويعجل المغرب عليه الصلاة والسلام، يصلي المغرب في أول وقتها ويفطر في أول الوقت قبل أن يصلي، هذا هو السنة، ويقول الله جل وعلا: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا مبادرة لما أحب الله، وهكذا المبادرات والمسارعة إلى الخير والمسابقة إلى الخيرات أمر محبوب إلى الله مشروع، ويقول ﷺ: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر فالسحور يكون في آخر الليل والإفطار يكون في أول الليل من حين تغيب الشمس.
ويقول ﷺ: إذا أقبل الليل من هاهنا يعني من جهة الشرق الظلمة وأدبر النهار من هاهنا من جهة المغرب -غروب الشمس- فقد أفطر الصائم يعني إذا غابت الشمس جاءت الظلمة من جهة الشرق وذهب النور من جهة المغرب بغروب الشمس، فإذا غابت الشمس شرع الإفطار ولو بقيت الصفرة لأن الصفرة ما تزول إلا عند قرب وقت العشاء، فإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء فهذه الصفرة التي يدخل في زوالها وقت العشاء، ما لها تعلق بالإفطار، الإفطار يتعلق بسقوط قرص الشمس، متى سقط قرصها من جهة المغرب بالنسبة إلى المشاهد فقد غابت الشمس، وهذا يختلف في البلاد فهي تغيب عن الشرقيين قبل مغيبها عن الغربيين، وتختلف المسافات على حسب البعد الشرقي والغربي، فتغيب عنا قبل أن تغيب عن من كان خلفنا من جهة المغرب، وهكذا تغيب عن مكة قبل مصر، وعلى مصر قبل تونس وأشباهها، وهكذا والطلوع كذلك تطلع علينا قبلهم، تطلع على الشرق قبل الغرب، سبحان الذي يسيرها ويدبرها ويجريها جل وعلا.

الأسئلة:
س: قول الرسول ﷺ: فقد أفطر الصائم من باب الأمر؟
الشيخ: يعني حكما يعني دخل وقته، قد أفطر حكما يعني وإن لم يأكل فهو زال حكم الصيام.
س: ...؟
الشيخ: نعم إذا غاب القرص كفى، وهكذا في عرفة إذا ذهب قرصها في عرفة انصرف الناس.
س: ...؟
الشيخ: إذا غاب قرص الشمس قرصها من جهة المغرب في نظر الناظرين دخل وقت الإفطار.
س: التقاويم أكثرها تمشي على الإفطار الساعة السادسة وثلاثين دقيقة؟
الشيخ: يسبرون هذا، بعد سبرهم للشمس ويضعون التقاويم على سبرهم للشمس وطلوع الفجر والأوقات هي لجنة التقويم، له لجنة تدرسه.
س: يؤخذ به؟
الشيخ: يؤخذ به.
س: حتى ولو ما سمع الأذان؟
الشيخ: ولو ما سمع الأذان إلا إذا رأى الشمس بعينه في السفر في الصحراء فالعمدة على رؤيته.
س: ...؟
الشيخ: النبي ﷺ أمر أن يبدأ بالطعام قبل الصلاة، صلاة المغرب وغيرها إذا حضر الطعام بدء به، فالصائم يحضر ما تيسر من الفطور ويقضي حاجته ثم يروح يصلي.
س: فقد أفطر الصائم حتى وإن لم يجد أكل أو شرب؟
الشيخ: أفطر حكما، زال الحكم، زال حكم الصوم، دخل في وقت الإفطار متى تيسر الأكل أكل.
س: ينوي؟
الشيخ: نوى وإلا ما نوى، أفطر الصائم مطلقا حكما.
س: إذا أراد الوصال؟
الشيخ: لا بأس بالوصال إلى آخر الليل بس، والباقي مكروه.
س: بالنسبة لحديث الترمذي الذي حسنه الترمذي تكلم هنا؟
الشيخ: إيه؟
الطالب: في هذا التحسين نظر لأن مدار إسناده على قرة بن عبدالرحمن، وهو ضعيف لسوء حفظه، وأحضرت معي السند: قال الإمام الترمذي: باب ما جاء في تعجيل الفطر: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قرة بن عبدالرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: قال الله : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا قال في الخلاصة: قرة بن عبدالرحمن المعافري عن الزهري وأبي الزبير وعن الليث وابن لهيعة وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: أرجوا أنه لا بأس به، وقال أحمد منكر الحديث جدا، وقال ابن يونس توفي سنة47 قرنه مسلم بآخر، وقال الحافظ: صدوق له مناكير من السابعة ونسبه إلى مسلم ...
الشيخ: هي الأقرب أن مثل هذا له شواهد مثل هذا له شواهد تدل على صحة روايته في هذا.
س: في رواية مسلم في المتابعات؟
الشيخ: نعم في المتابعات هذه عادته، حديث: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر يشهد له بهذا.
س: الترغيب في الإفطار عندهم في الحرم يعطون فلوس على أساس يفطر عندهم؟
الشيخ: صدقة مع الإفطار.
س: ... الماء والتمر أو أي شيء أخر؟
الشيخ: ما تيسر، لكن بالتمر أفضل، الرطب إن كان رطب أفضل، ثم التمر، ثم الماء، وإن أفطر بالخبز أو غيره لا بأس لقوله ﷺ: فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور، وقال أنس: «كان النبي ﷺ يفطر على رطبات، فإن لم يجد أفطر على تمرات، فإن لم يجد حسوات من ماء».
س: ...؟
الشيخ: الخلق الإيجاد هذا مختص بالله والخلق بمعنى التقدير يوجد من الله ومن غيره، الله خالق كل شيء يعني موجد كل شيء، أما التقدير مثل ما قال: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون:14] يعني المقدرين المصورين، فالإنسان له تقدير، المهندس وغير المهندس يقدر هذا البناء، يقدر هذه الصنعة، ثم يصنع لكن الإيجاد والاختراع لله وحده، هو الذي خلق الأشياء كلها جل وعلا أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون:14] الخالقين كثيرين المقدرين يعني، والموجدين والمحدثين ما لها إلا الله هو الذي يوجد الأشياء.