440 من: (باب فضل الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم)

 
كتابُ الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
243 - 
باب فضل الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] .
1/1397- وعنْ عبداللَّه بن عمرو بن العاص، رضي اللَّه عنْهُمَا أنَّهُ سمِع رسُول اللَّه ﷺ يقُولُ: مَنْ صلَّى عليَّ صلاَةً، صلَّى اللَّه علَيّهِ بِهَا عشْرًا رواهُ مسلم.
2/1398- وعن ابن مسْعُودٍ أنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَوْلى النَّاسِ بِي يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم عَليَّ صَلاَةً رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
3/1399- وعن أوس بن أوسٍ، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إنَّ مِن أَفْضلِ أيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعةِ، فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنَ الصلاةِ فِيهِ، فإنَّ صَلاتَكُمْ معْرُوضَةٌ علَيَّ فقالوا: يَا رسول اللَّه، وكَيْفَ تُعرضُ صلاتُنَا عليْكَ وقدْ أرَمْتَ؟ قال: يقولُ: بَلِيتَ، قالَ: إنَّ اللَّه حَرم عَلَى الأرْضِ أجْساد الأنْبِياءِ. رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ صحيحِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآية الكريمة مع الأحاديث كلها تدل على فضل الصلاة على النبي ﷺ، وأن من صلى عليه واحدة صلى الله عليها بها عشرًا لأن الحسنة بعشر أمثالها، يقول الله جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] والصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملإ الأعلى ورحمته إياه، ومنها: الدعاء، نقول: اللهم صل على رسول الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، هكذا فسرها النبي ﷺ، فيشرع لنا الإكثار من ذلك في الليل والنهار في كل وقت ولاسيما بعد الأذان، إذا أذن وقلت: لا إله إلا الله أجبت المؤذن، تقول بعد لا إله إلا الله تصلي على النبي؛ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره، ثم تقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، يقول النبي ﷺ: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة يوم القيامة فينبغي الإكثار من الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام.
ويقول ﷺ: إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة أولى الناس بالنبي ﷺ أكثرهم عليه صلاة عن إيمان به وعن محبة له عليه الصلاة والسلام واتباعًا لشريعته، ويقول ﷺ: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة وفي اللفظ الآخر: خير أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يرد فيها سائلًا، فأكثروا عليّ من الصلاة فيها فإن صلاتكم معروضة علي قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ أرمت يعني بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء روحهم في أعلى عليين، ومن صلى عليه وسلم عليه ترد عليه روحه حتى يرد عليه السلام كما قال ﷺ: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ويمكن أن تحمل الملائكة الصلاة عليه إليه عليه الصلاة والسلام فإنه ﷺ قال: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام عليه الصلاة والسلام، فالإكثار من الصلاة عليه والسلام عليه يبلغ إياها عليه الصلاة والسلام ويرد على من سلم عليه، فينبغي الإكثار من ذلك على ما جاء في الأحاديث الصحيحة في صفة الصلاة عليه بينها ﷺ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذه صفة الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، أما السلام فقد بينه السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ولهذا لما علمهم الصلاة قال: أما السلام فقد علمتم وهو أن يقول الإنسان: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، أو السلام عليك النبي ورحمة الله وبركاته، أو السلام على النبي محمد ورحمة الله وبركاته، المقصود أنه علمنا كيف نصلي وكيف نسلم عليه الصلاة والسلام، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: هل يجب كتابة الصلاة على الرسول عند ذكره في الكتابة؟
الشيخ: هذا الظاهر عند ذكره وعند السماع عند كتابته وعند السماع، يقول ﷺ في الحديث الصحيح: رغم أنف امرئ ذكرت عنده يقول له جبرائيل: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل: آمين، فقلت: آمين وهذا يدل على الوجوب رغم أنف امرئ اللهم صل عليه.
س: إذا كتب الإنسان الرسول ثم صلى عليه شفهيًا ولم يكتب ذلك؟
الشيخ: يحصل المقصود، لكن إذا كتبه أحسن حتى يعين القارئ.
س: أرمت صحيحة؟
الشيخ: أرمت الصحيح أصلها أرممت.
س: وأرمت خطأ؟
الشيخ: قد تضبط، لكن المعروف في رواية الضبط أرمت مثلما قال الخطابي معناها بليت يعني أرممت.
س: إذا قال الخطيب يوم الجمعة صلوا على النبي، هل يقولها الشخص بينه وبين نفسه؟
الشيخ: بين وبينه نفسه، إذا قال صلوا عند ذكر النبي، ولو ما قال صلوا عند الشهادة أن محمدًا رسول الله يصلي عليه.
س: إنك لا تخلف الميعاد صحيحة؟
الشيخ: رواها البيهقي لا بأس بها، زادها البيهقي بإسناد جيد.
س: حديث أوس بن أوس قد أعل ويبقى صحيحًا؟
الشيخ: المعروف أنه لا بأس به سنده جيد.
س: حديث ابن مسعود؟
الشيخ: كذلك جيد. إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم صلاة علي رواه أبو داود بإسناد جيد.
س: بالنسبة للذي يظن أن الصلاة على النبي ﷺ فقط يوم الجمعة؟
الشيخ: لا، في كل وقت عام، من صلى علي صلاة الله عليه بها عشرًا عام في جميع الأوقات في الليل والنهار والسفر والحضر وأنت جالس وأنت مضطجع وأنت ماشي مثل ذكر الله من جنس الذكر.
س: الإكثار يوم الجمعة مستحب؟
الشيخ: يعني يكثر الزيادة، مثل ما قال فأكثروا عليّ.
س: شفاعة النبي له الشفاعة العظمى أو شفاعة دخول الجنة؟
الشيخ: عامة، لكن المهم دخول الجنة، وإلا الشفاعة العظمى تعم الجميع الكفار والمسلمين، شفاعته في أن يقضى بينهم، لكن الشفاعات الأخرى شفاعات في ثقل الميزان في عظم الأجر وفي دخول الجنة والنجاة من النار هي شفاعات أخرى يشفع شفاعات عديدة عليه الصلاة والسلام في أهل النار من العصاة.
س: هذه يختص بها صاحب الصلاة على النبي؟
الشيخ: نعم المسلم، أما الكافر أعماله باطلة صلاته وغيرها وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] ما ينفع الشرك.
س: بعد الخطبة يداوم على الصلاة على النبي؟
الشيخ: إذا ذكر النبي يصلي عليه، إذا قال أشهد أن محمدًا عبده ورسوله يصلي عليه عليه الصلاة والسلام، وهكذا إذا مر ذكره عليه الصلاة والسلام.