444 من: (كتاب الأذكار)

 
كتاب الأذْكَار
244 - باب فَضلِ الذِّكْرِ والحثِّ عليه

قَالَ الله تَعَالَى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45]، وقال تَعَالَى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]، وقال تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ [الأعراف:205]، وقال تَعَالَى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10]، وقال تَعَالَى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35}، وقال تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41، 42]، والآيات في الباب كثيرةٌ معلومةٌ.
1/1408- وعَنْ أَبي هُريرةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كَلِمتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقيِلَتانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحان اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبحانَ اللَّه العظيمِ متفقٌ عليهِ.
2/1409- وعَنْهُ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: لأَنْ أَقُولَ سبْحانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، وَلاَ إلَه إلاَّ اللَّه، وَاللَّه أكْبرُ، أَحبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَت عليهِ الشَّمْسُ رواه مسلم.
3/1410- وعنهُ أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: منْ قَالَ لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شرِيكَ لَهُ، لهُ المُلكُ، وَلهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يومٍ مِائةَ مَرَّةٍ كانَتْ لَهُ عَدْل عَشر رقَابٍ وكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنةٍ، وَمُحِيت عنهُ مِائة سيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرزًا مِنَ الشَّيطَانِ يومَهُ ذلكَ حَتَّى يُمسِي، وَلَمْ يأْتِ أَحدٌ بِأَفضَل مِمَّا جاءَ بِهِ إلاَّ رجُلٌ عَمِلَ أَكثَر مِنه، وقالَ: مَنْ قالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبحمْدِهِ، في يوْم مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَاياهُ، وإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر متفقٌ عليهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة عن الرسول ﷺ كلها تدل على فضل الذكر، وأنه ينبغي للمؤمن أن يعمر أوقاته بذكر الله في بيته وفي الطريق وفي سوقه وفي مسجده وفي غير ذلك، يكون معمور الوقت بالذكر طليق اللسان بالذكر؛ لأن الله جل وعلا شرع ذلك وأمر به، ورسوله ﷺ كذلك أوصى بذلك وحرض عليه، ولأنه ضد الغفلة فالغافلون هم أهل النار، قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179] فالمؤمن لا يكون مثلهم بل يشغل وقته بذكر الله ، قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، وقال : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ إلى أن قال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35] والآيات في هذا المعنى كثيرة في الحث على الذكر والترغيب فيه.
وقال عليه الصلاة والسلام: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم فينبغي الإكثار منهما: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وقال عليه الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر هذه أحب الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول ﷺ: لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس فهذا فضل عظيم وخير كبير، ويقول ﷺ: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب يعني يعتقها وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله ينبغي اعتياد هذا ينبغي أن يحافظ على هذا مائة مرة كل يوم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وإذا قاله في الصباح يكون أحسن حتى يستوفي اليوم كله، يقوله في الصباح حتى يحصل له السلامة في هذا اليوم كله، ومن قال: سبحان الله وبحمده، في اللفظ الآخر: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر هذا فيه فضل التسبيح أيضًا، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، إذا قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في هذا وعد بتكفير الخطايا، وهذا عند أهل العلم مقيد باجتناب الكبائر، والنصوص المطلقة تحمل على المقيدة، قال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، وقال عليه الصلاة والسلام: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر فينبغي للمؤمن الحذر من الكبائر، بل يجب عليه الحذر من كبائر الذنوب لأنها تمنع المغفرة إلا لمن تاب منها، ويجتهد في أنواع الخير وأعمال الخير لما فيها من الحسنات العظيمة، وإطلاق اللسان بالذكر والبعد عن مشابهة الغافلين.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ورد عند النسائي ...؟
الشيخ: لا أعرف حاله، ما أعرف حاله.
س: ...؟
الشيخ: الحديث الصحيح: «كان الرسول ﷺ يذكر الله على كل أحيانه» رواه مسلم في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها، وأصله في البخاري «كان الرسول ﷺ يذكر الله في كل أحيانه».
س: في كلام لابن حجر على رواية ثم غسل رجليه من حديث عائشة؟
الشيخ: في غير هذه الساعة.
س: من يستعين بالأذكار فيصير مع أي موضوع؟
الشيخ: عونًا له في كل خير، الذكر عونًا له في كل خير، الله جل وعلا أوصى بالذكر وحرض عليه سبحانه وتعالى وحذر أن يكون العبد من الغافلين وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ [الأعراف:205]، وقال تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان:44] ما ينبغي للمؤمن أن يتشبه بالأنعام الغافلة بل يكون لسانه رطبًا بذكر الله تسبيح وتهليل وتحميد والاستغفار والدعاء هكذا المؤمن أوقاته معمورة.
س: ما في بأس؟
الشيخ: لا. إذا قالها في حدادته وإلا نجار في أي عمل وإلا زراع كلها يعين على الخير، كان زارع يعينه على زراعته، إن كان حداد يعينه على حدادته، نجار يعينه على نجارته، ذكر الله يعينه الأعمال الصالحة تعين العبد على الخير وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ [البقرة:45].
الطالب: طلبت سند أثر علي في بلوغ المرام علي بن أبي طالب.
الشيخ: في الزكاة؟
الطالب: نعم أولا في تعليق بسيط لمحمد حامد فقي في تحقيقه لبلوغ المرام يقول: ...
الشيخ: اقرأ السند بس.
الطالب: السند: في أبي داود: حدثنا سليمان بن داود المهري أنبأنا ابن وهب أخبرني جري بن حازم وسمى آخر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة والحارث الأعور عن علي عن النبي ﷺ في بعض أول هذا الحديث قال: فإذا كانت زكاة مائة درهم وحال عليها الحول.
الشيخ: معروف الحديث المقصود أبي إسحاق فيه عنعنة، لكن الموقوف في حكم المرفوع لأنه لا يقال من جهة الرأي سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا كله صحيح.
الطالب: الحارث الأعور؟
الشيخ: ضعيف لكن معه عاصم بن ضمرة، مع عاصم بن ضمرة لا بأس به.
س: بعض الناس يعمل سبحة يعد ألف أو ألفين ؟
الشيخ: ما يخالف لكن بيده أفضل، بالأصابع أفضل، وإن سبح بسبحة أو بنوى أو بحصى أو ... ما في بأس.
س: ...؟
الشيخ: بالأصابع أفضل مثل ما كان النبي ﷺ يعد بأصابعه، وإن أعدها بعقد أو بحصاة أو بسبحة ما في بأس، الأمر واسع لكن الأصابع أفضل.
س: بالنسبة للحصر ألف ألفين ...؟
الشيخ: يحسب بمليون يجوز، يسبح بمليون جزاه الله خيرًا، يبغى يسبح بمليون جزاه الله خيرًا، يقول النبي ﷺ: ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله.
س: في المسجد؟
الشيخ: في المسجد وإلا في البيت وإلا في السماء وإلا في الأرض.
س: روى ابن الأثير في جامع الأصول أن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس؟
الشيخ: الوسواس الخناس قبحه الله.