449 من حديث: (كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم..)

 
17/1424- وعنْ عَلِيٍّ قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ يكونُ مِنْ آخِر مَا يقولُ بينَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيم: اللَّهمَّ اغفِرْ لِي مَا قَدَّمتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرفْتُ، وَمَا أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلاَّ أنْتَ رواه مسلم.
18/1425- وعنْ عائشةَ رضي اللَّه عنْهَا قَالَتْ: "كانَ النبيُّ ﷺ يُكْثِرُ أنْ يقولَ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدك، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي" متفقٌ عليهِ.
19/1426- وَعَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقُولُ في رُكوعِهِ وسجودِهِ: سُبُّوحٌ قدُّوسٌ ربُّ الملائِكةِ وَالرُّوحِ رواه مسلم.
20/1427- وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ: فَأَمَّا الرُّكوعُ فَعَظِّموا فيهِ الرَّبَّ عز وجل، وأمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعاء فَقَمِنُّ أنْ يُسْتَجَاب لَكُمْ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالدعاء والذكر في الصلاة، وفي السجود، وفي آخر الصلاة، الصلاة عبادة عظيمة وهي عمود الإسلام، وهي مشتملة على أذكار قولية وفعلية وعلى دعوات كثيرة، فهي أفضل الأعمال وأعظم الواجبات بعد الشهادتين لما اشتملت عليه من الفضائل العظيمة والعبادات المتنوعة، ولما فيها من الخضوع لله والذل بين يديه والانكسار، ومن ذلك أنه ﷺ كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت» هذا من أفضل الدعاء في آخر الصلاة قبل أن يسلم: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا الله»، وعلم معاذا أن يقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، في آخر الصلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأمر المسلمين إذا تشهدوا التشهد الأخير أن يستعيذوا بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا ومن فتنة الممات، ومن فتنة المسيح الدجال، كل هذا مشروع ويدعو بغير هذا، ومن دعائه ﷺ في الصلاة الذي علمه الصديق: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، الصديق قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
وكان يقول في السجود عليه الصلاة والسلام: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره. ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي في الركوع والسجود، ويقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح في السجود والركوع جميعًا، سبوح قدوس رب الملائكة والروح هذا مما يستحب ويشرع في الركوع والسجود: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ويقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن يعني حري أن يستجاب لكم رواه مسلم في الصحيح، وروى مسلم أيضا من حديث أبي هريرة يقول ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء هكذا يقول ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء فيستحب الإكثار من الدعاء في السجود الدعوات الجامعة مثل: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ومثل: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ومثل: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، وكان من دعائه أيضا في آخر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، ومن عذاب القبر أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سعد بن أبي وقاص.
فالمؤمن يتحرى الأدعية في سجوده وفي آخر الصلاة، ويقول ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء هذا نص عظيم رواه مسلم في الصحيح يدل على أن الدعاء في السجود من أفضل الدعاء وهو حري بالإجابة لأنه وقت خضوع، وقت انكسار، فصاحبه حري بأن تجاب دعوته، وليس هناك مانع من دعوات أخرى يدعو بها الإنسان إذا احتاج إليه، ولو كانت غير منقولة، مثل أن يقول: اللهم أصلح لي ذريتي، اللهم أصلح زوجتي، اللهم اغفر لي وللمسلمين، وما أشبه ذلك، دعوات طيبة ولو ما كانت منقولة: اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم اهدني سواء السبيل، اللهم ارزقني الرزق الحلال، وما أشبه ذلك من الدعوات التي يحتاجها، اللهم يسر لي وظيفة مناسبة، اللهم يسر لي زوجة صالحة، المقصود لا حرج يدعو بدعوات طيبة في سجوده وآخر الصلاة وإن لم تكن منقولة، لكن العناية بالمنقول له شأن كونه يعتني بالمنقول بالدعوات المنقولة المروية عن النبي ﷺ الثابتة تكون العناية بها أيضًا لها مزية، يعتني بها ويحرص عليها لكن مع الدعوات الأخرى التي يحتاجها. وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: التعظيم الذي ورد في الركوع يفسر بقوله: سبحان ربي العظيم، أو يشمل جميع أنواع التعظيم مثل لو عظم الله من دون أن يسبح في الركوع بعد الإتيان بالذكر الوارد؟
الشيخ: معناه أنه يتحرى التسبيحات التي فيها تعظيم الرب، ما هي بدعاء سبوح قدوس، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، يعني هو محل انكسار لكن بين السجود وبين القيام فيكون .. فيه بين هذا وهذا، فهو في حالة انكسار وذل ولكنه دون السجود، السجود أكثر خضوعا وأكثر ذلًا فلهذا صار الدعاء فيه أعظم وأكثر وأبلغ.
س: معنى سبوح قدوس؟
الشيخ: يعني أنت السبوح القدوس، يعني المنزه عن كل عيب، سبوح قدوس يعني منزه من كل عيب، أو معناها أقدسك وأسبحك المعنى متقارب.
س: هي صيغ مبالغة؟
الشيخ: نعم.
س: بعضهم في الدعاء في رمضان يدعو يقول: اللهم اجعلنا من الباء بركة، ومن الراء رحمة، وهكذا على الحروف؟
الشيخ: لا، ما له أصل، هذا ما أعرف له أصلا، يدعو بدعوات من دون الكلام هذا.
س: هل التسبيح بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس كما جاء في الآية أفضل، أم قراءة القرآن، وما هو أفضل وقت لحفظ القرآن ،وكيف الطريقة، وجزاكم الله خيرا وضاعف مثوبتكم؟
الشيخ: العناية بالتسبيح وبالأذكار الشرعية أفضل حتى يؤدي كل عبادة في وقتها، في آخر النهار أو في أول الليل في أول الصباح، كونه يعتني بالأذكار الشرعية والدعوات هذا أفضل، وإن قرأ فلا بأس، لكن إذا تحرى الأذكار الشرعية فكل شيء في محله، مثل ما أنه في الركوع يقول: سبحان ربي العظيم ما يدعو ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، وبين السجدتين: ربي اغفر لي، ربي اغفر لي، يدعو كل شيء في محله هو المشروع، وإذا أكثر من الدعاء وأكثر من التسبيح والتهليل وتعظيم الرب والإكثار من الدعوات المشروعة في الصباح والمساء يكون هذا أفضل، وإن قرأ فالقرآن كله خير.
س: أفضل الدعاء وهو ساجد ..؟
الشيخ: الدعاء؟
س: وهو ساجد، يحمل على أنه يكون في الصلاة فقط، يعني لا ينبغي أن يدعو وهو ساجد خارج الصلاة؟
الشيخ: في كل وقت، الدعاء في كل وقت، الله يقول جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، ويقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] فالدعاء مشروع في جميع الأوقات ليلا ونهارا، وأنت راكب وأنت ماشي وأنت مضطجع في كل وقت، لكن لها مظان أرجح في الإجابة الدعاء في السجود أرجح في الإجابة، الدعاء وأنت تنتظر صلاة المغرب بعد العصر يوم الجمعة أرجح في الإجابة، الدعاء حين صعود الإمام يوم الجمعة المنبر إلى أن تقضى الصلاة أرجى بالإجابة، الدعاء في جوف الليل أرجى بالإجابة، الدعاء بين الأذان والإقامة أرجى بالإجابة، وكون الإنسان يدعو بتضرع وعناية وتكرار للدعاء وإلحاح أرجى بالإجابة، وهكذا.
س: لو سافر الإنسان وحده هل له أن يقصر مع أن جنبه مسجد؟
الشيخ: لا، يصلي أربعا مع الناس. وحده ما معه أخ هو وإياه؟
س: لا.
الشيخ: إذا وجد جماعة يلزمه يصلي مع الجماعة.
س: الرخصة في السفر؟
الشيخ: نعم، لكن الرخصة إذا ما كان عنده جماعة، أما إذا كان عنده جماعة يصلي مع الجماعة لأن الجماعة واجبة والقصر مستحب، ولا يجوز ترك الواجب من أجل المستحب.
س: هل ورد عن السلف إتمام الصلاة في السفر والقول بأن المشقة قد زالت؟
شيخ: ثبت عن عائشة رضي الله عنها كانت تتم في السفر، وأقرها النبي ﷺ، وفي رواية أنها كانت بعد النبي ﷺ، جاء في رواية أنه أقرها ﷺ لكن المحفوظ عنها أنها قالت: (إنه لا يشق عليّ) كانت تصلي أربعا وكانت تقول: (إنه لا يشق علي) وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم لأن القصر سنة ما هو بواجب مثل ما أن الإفطار في رمضان أفضل والصوم جائز في السفر يعني.
س: لو انتفت المشقة يتم؟
الشيخ: لا، السنة للمسافر القصر مطلقا ولو هو مستريح، صلي ثنتين المسافر لكن لو أتم لا حرج، وقد كان عثمان مع الصحابة في آخر حياته يتم في حجاته، وكان ابن مسعود قال: ليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان، فقيل له: ألا تصلي ثنتين؟ قال: إني أكره الخلاف كان يصلي معه، أربعا في حجاته الأخيرة عثمان.
س: لو قصر وحده يأثم مع أن أمامه مسجد؟
الشيخ: يأثم لأن ترك الجماعة، الجماعة واجبة، يقول ﷺ: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر» وأمر الأعمى أن يصلي مع الناس ولو كان ما له قائد قال: «أجب».
س: حكم أحمد شاكر على بعض الأحاديث؟
الشيخ: عنده بعض التساهل يعفو عنا وعنه، في التحسين والتصحيح صحح حديث ابن لهيعة وجماعة من الضعفاء.