450 من حديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأَكثرُوا الدعاء )

 
521/1428- وعن أبي هريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ رواهُ مسلم.
22/1429- وعنهُ أنَّ رسُول اللَّه ﷺ كانَ يقُولُ في سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنبي كُلَّهُ: دِقَّه وجِلَّهُ، وأَوَّله وَآخِرَهُ، وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّه رواهُ مسلم.
23/1430- وعنْ عائشةَ رضي اللَّه عنْها قالَتْ: افتَقدْتُ النَّبيَّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَتَحَسَّسْتُ، فَإذَا هُو راكعٌ أوْ سَاجدٌ يقولُ: سُبْحَانكَ وبحمدِكَ، لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ وفي روايةٍ: فَوقَعَت يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدميهِ، وهُوَ في المَسْجِدِ، وَهُمَا منْصُوبتانِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبمُعافاتِكَ مِنْ عُقوبتِكَ، وَأَعُوذُ بِك مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عليكَ أَنْتَ كَمَا أثنيتَ عَلَى نَفْسِكَ رواهُ مسلم.
24/1431- وعنْ سعدِ بن أَبي وقاصٍ قَالَ: كُنَّا عِنْد رسُولِ اللَّهِ ﷺ فقَالَ: أَيعجِزُ أَحدُكم أنْ يكْسِبَ في كلِّ يوْمٍ أَلف حَسنَة فَسَأَلَهُ سائِلٌ مِنْ جُلَسائِهِ: كيفَ يكسِبُ أَلفَ حَسنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِائةَ تَسْبِيحة، فَيُكتَبُ لهُ أَلفُ حسَنَةٍ، أوْ يُحَطُّ عنْهُ ألفُ خَطِيئَةٍ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في فضل الذكر والدعاء، تقدم جملة من الأحاديث في فضل الذكر والدعاء، وأنه ينبغي للمؤمن أن تكون أوقاته معمورة بالذكر والدعاء، وأعظم الذكر وأفضله قراءة القرآن، وهو أفضل الذكر وأعظم الذكر، له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وهكذا بقية الذكر مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ينبغي للمؤمن أن يكثر من الذكر وأن يعمر أوقاته بالذكر، تقول عائشة رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه» يعني في جميع أحيانه، ومن الذكر والدعاء الوارد في الأحاديث الصحيحة قوله ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء هذا يدل على أنه ينبغي الإلحاح في الدعاء والإكثار منه في السجود لأنه وقت خضوع وذل وانكسار لله، فهو أقرب ما يكون العبد من ربه في هذه الحالة، حالة الذل والخضوع والانكسار، وكان يقول في سجوده عليه الصلاة والسلام: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره هذا من دعائه في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، وتقول عائشة رضي الله عنها أنها فقدته ذات ليلة فوجدته في المسجد يصلي ليلا ويقول في سجوده: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك هذا من التعوذات الشرعية العظيمة، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، فالإنسان يتعوذ بهذه التعوذات الشرعية: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقول ﷺ: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول ﷺ: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول ﷺ: أيحب أحدكم أن يحصل على ألف حسنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: يقول سبحان الله مائة مرة يحصل له ألف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها فإذا قال سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر حصل له آلاف إذا كررها مائة أو أكثر، وليس لها حد محدود يكرر ما شاء، كلما كرر زاد الأجر، ويستحب له أن يقول مائة مرة صباحا ومساء: سبحان الله وبحمده مائة مرة، أو سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، أو سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا الذكر لا إله إلا الله يكرره مائة مرة، يقول ﷺ: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله فهذا يدل على فضل هذه الكلمات مع قلتها وخفتها وتيسرها فضلها عظيم.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: في حديث سعد بن أبي وقاص قال: فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة أو هنا للتنويع أو للشك من الراوي؟
الشيخ: محتمل أنه شك أو أنه يحصل له هذا وهذا، إما مائة حسنة أو يمحا عنه مائة سيئة، والمعروف مثل ما تقدم الحسنة بعشر أمثالها.
س: حديث عائشة رضي الله عنها بأنها وجدت قدمي النبي ﷺ منصوبتان أليس فيه دلالة على جمع القدمين في حال السجود؟
الشيخ: السنة نصبهما حال السجو يعتمد على بطون الأصابع.
س: مع التفريق أو مع الجمع؟
الشيخ: هذا الأصل التفريق لأن الرسول ﷺ كان يفرق بين ركبتيه وقدميه ويديه عليه الصلاة والسلام في سجوده وفي ركوعه اللهم صل عليه وسلم، أما رواية أن إحدى عقبيه على الآخر فيها نظر من رواية ابن خزيمة والحاكم والأصل في هذا كله عدم الضم، الأصل بسط الأعضاء وعدم ضمها هكذا جاءت السنة الصحيحة.
س: تعتبر شاذة؟
الشيخ: محتمل مقتضى القواعد أنها شاذة.
س: من سأل الصحابي الرسول ﷺ مرافقته للجنة فقال الرسول ﷺ: أعني على نفسك بكثرة السجود هل المقصود الفروض أو النوافل؟
الشيخ: النوافل نعم الفريضة مفروغ منها من أسباب السعادة، لكن زيادة في النوافل كثرة السجود يعني كثرة الصلوات، ما سجد العبد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة، والله المستعان.
س: لو تهاون بالذكر بعد السلام، اللهم أنت السلام ومنك السلام فما ذكره لأنه متهاون، ثم ذكره بعد ذلك، هل له أن يقول بعد انصرافه من الصلاة بمدة؟
الشيخ: يستدرك من باب الإكثار من الذكر، وإلا السنة فات محله، لكن يستدرك من باب الإكثار من الذكر من ذكر الله جل وعلا لأن الذكر أوقاته ما تحصى في جميع الليل والنهار .
س: هل ورد عن الرسول ﷺ أنه قال: صلوا صلاة مودع؟
الشيخ: ما أذكر شيء في هذا، أقول لا أعلم في هذا شيء من الأحاديث، إنما بعض السلف يوصي بذلك.
س: حديث الفضل بن عباس الذي قاله فيه أن النبي ﷺ زار العباس بن عبدالمطلب في بادية لهم وصلى عندهم، وكان أمامه كلبة وحمارة كيف يوجه مع الأحاديث الصحيحة بأن الكلب والحمار والمرأة تقطع الصلاة؟
الشيخ: ما في مرور ما في إلا وجدت قدامه، ما في مرور هذه رواه النسائي القاطع المرور، أما وجودها أمامه من غير مرور من جانب إلى جانب ما يسمى مرور.
س: عن بعد؟
الشيخ: إيه، وليس له سترة فمكانها بعيدة، ما له سترة صلاها إلى غير سترة.
س: ما يحمل على أنه كان له سترة؟
الشيخ: لا، جاء في الحديث وليس له سترة وهو دليل على عدم وجوب السترة ولكنها سنة.
س: من يرد أكثر الأحاديث جملة منها بالعقل؟
الشيخ: هذا لا يقوله إلا أصحاب الكلام، هذا منكر نعوذ بالله، بل الواجب أخذ السنة من طرقها الشرعية من طريق أئمة الحديث والنظر في الأسانيد، أما العقول وجعلها هي الحاكمة هذا عمل باطل نعوذ بالله، هذا عمل الجهمية وأشباههم.
س: ما هو ضعيف حديث الفضل؟
الشيخ: لا، له أسانيد جيدة بعضها ضعيف وبعضها جيد.