453 من حديث: (من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة)

 
32/1439- وعنْ جابرٍ ، عَنِ النبي ﷺ قَالَ: منْ قَالَ: سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمدِهِ، غُرِستْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ. رواه الترمذي وَقالَ: حديث حسنٌ.
33/1440- وعن ابن مسْعُودٍ قال: قال رسُول اللَّه ﷺ لَقِيتُ إبراهيمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحمَّدُ أقرِيءْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلام، وأَخبِرْهُمْ أنَّ الجنَّةَ طَيِّبةُ التُّرُبةِ، عذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ وأنَّ غِرَاسَها: سُبْحانَ اللَّه، والحمْدُ للَّه، وَلاَ إلهَ إلاَّ اللَّه واللَّه أكْبَرُ.
رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
34/1441- وعنْ أَبي الدِّرداءِ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أَلا أُنَبِّئُكُم بِخَيْرِ أَعْمَالِكُم، وأَزْكَاهَا عِند مليكِكم، وأَرْفعِها في دَرجاتِكم، وخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاق الذَّهَبِ والفضَّةِ، وخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقوْا عدُوَّكم، فَتَضربُوا أَعْنَاقَهُم، ويضرِبوا أَعْنَاقكُم؟ قَالَوا: بلَى، قَالَ: ذِكُر اللَّهِ تَعالى.
رواهُ الترمذي، قالَ الحاكمُ أَبو عبداللَّهِ: إِسناده صحيح.
35/1442- وعن سعْدِ بنِ أَبي وقَّاصٍ أَنَّهُ دَخَل مَعَ رسولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى امْرأَةٍ وبيْنَ يديْهَا نَوىً أَوْ حصىً تُسبِّحُ بِه فقال: أَلا أُخْبِرُك بما هُو أَيْسرُ عَليْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ فقالَ: سُبْحانَ اللَّهِ عددَ مَا خَلَقَ في السَّماءِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ عددَ مَا خَلَقَ في الأَرْضِ، وسُبحانَ اللَّهِ عددَ مَا بيْنَ ذلك، وسبْحانَ اللَّهِ عدد ما هُوَ خَالِقٌ. واللَّه أَكْبرُ مِثْلَ ذلكَ، والحَمْد للَّهِ مِثْل ذَلِكَ، وَلاَ إِله إِلا اللَّه مِثْل ذلكَ، وَلاَ حوْل وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّه مِثْلَ ذَلِكَ. رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
36/1443- وعنْ أَبي مُوسى قَالَ: قالَ لي رسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَلا أَدُلُّك عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ؟ فقلت: بلى يَا رسولَ اللَّه، قَالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ متفقٌ عليه.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كلها تتعلق بفضل الذكر، وتقدم أحاديث كثيرة وآيات كثيرة كلها دالة على هذا الأمر العظيم، فالمشروع للمؤمن أن يجتهد المؤمن والمؤمنة الاجتهاد في ذكر الله دائما حتى يعمر أوقاته بذلك كما قالت عائشة رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه»، وتقدم قوله ﷺ: سبق المفردون قيل: يا رسول الله ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات، وسبق قوله جل علا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41، 42] وفي هذه الأحاديث الدلالة على أن التسبيح والتهليل والتحميد غراس للجنة، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في كثرة التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، وهكذا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله كما في الحديث الصحيح أنها كنز من كنوز الجنة، فالمؤمن يجتهد في ذلك ويكثر من هذه الأذكار يرجو ما عند الله من الفضل.
وقول إبراهيم: إنها قيعان، يعني فيها مواضع للغرس والبناء، ولهذا وعد الله أولياءه بأنه يعد لهم في الجنة من القصور والبساتين ما يعد لهم بحسب أعمالهم الصالحة الكثيرة، ومع هذا يبقى فيها فضل ينشئ الله لها أقواما فيدخلهم الجنة سبحانه وتعالى، فالمؤمن يجتهد والله جل وعلا واسع الفضل وواسع الجود، وكل حسنة تنفعه من ذكر الله، تقدم قوله ﷺ لجويرية: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته هكذا في الحديث الآخر: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، سبحان الله عدد ما خلق في الأرض، سبحان الله عدد ما خلق بين ذلك، سبحان الله عدد ما هو خالق، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، والله أكبر مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك كذلك ما جاء في الحديث الصحيح: من قال: سبحان الله وبحمده في الصباح والمساء غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر يعني مائة مرة سبحان الله وبحمده، وفي اللفظ الآخر: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباحا، ومائة مرة مساء من أسباب محو الذنوب وغفران السيئات وهكذا من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب يعتقها، وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله متفق على صحته، وقال ﷺ: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل فالخير كثير، فينبغي للمؤمن الحرص على هذا الخير وألا يفرط هذه الدار، دار الزرع، هذه الدار هي المزرعة والآخرة هي دار الجزاء والحصاد، فليزرع الخير حتى يحصد خيرا ولا يمل ولا يتعب، كل ذلك في ميزان حسناته إذا أخلص لله كل حسنة تنفعه، كل عمل صالح ينفعه فيزيد فيها حسناته يرجح ميزانه تكفر به السيئات إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114] نسأل الله للجميع التوفيق والمسارعة إلى كل خير.

الأسئلة:
س: حديث سعد بن أبي وقاص صحيح؟
الشيخ: ما أذكر في سنده مقال، لكن يكفي فضل الذكر، يكفي الأحاديث الصحيحة الدالة على هذا الشيء.
الطالب: في تخريجه أحسن الله إليك؟
الشيخ: عندك التخريج عليه: حديث سبحان الله عدد ما خلق في السماء؟
الطالب: الشيخ سليم الهلالي.
الشيخ: أيش قال عليه؟
الطالب: قال: ضعيف أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف، فيه خزيمة راويه عن عائشة بنت طلحة وهو مجهول، وأصل الحديث عند مسلم من حديث جويرية دون ذكر النوى والحصى مما يدل على نكارة هذا اللفظ.
الشيخ: حديث جويرية في مسلم: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات وعلى كل حال الإكثار من ذكر الله مطلوب.
س: ذكر النوى والحصى؟
الشيخ: لا بأس به، لا بأس تسبح بالنوى أو بالعقد أو بالسبحة لكن الأصابع أفضل.
س: الضابط في الاسم متى يكون تزكية ليغير؟
الشيخ: الإنسان يتحرى الأسماء الطيبة ويسمي بها، وأحسنها ما عبد لله، وأسماء الأنبياء كلها طيبة الأصل السلامة إلا ما عبد لغير الله.
س: حديث أبي الدرداء الذي ورد في تفضيل ذكر الله على كثير من الأعمال، على ماذا يحمل، وردت في بعض الأحاديث تفضيل الجهاد؟
الشيخ: مثل ما قال ابن القيم على من فعل تلك الأعمال غافلا عن ذكر الله، من فعلها غافلا عن ذكر الله فالذاكر أفضل منه، ومن فعلها مع ذكر الله ومع الإخلاص لله فهو أفضل لأنه جمع بين الخصلتين.
س: في الحديث أن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده، وفي الحديث الذي مر بين يدينا أفضل الذكر لا إله إلا الله؟
الشيخ: لا إله إلا الله منها هي أحد الأربع.
س: لا، سبحان الله وبحمده حديث أبي ذر؟
الشيخ: هذا فيه نظر قد يكون منسوخا، قد يكون من أحب معنى من التقدير من، من أحب الأعمال إلى الله لأن أحاديث أحب الكلام إلى الله صريحة في التفضيل، وفي حديث الصحيح الآخر: الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق صريحة بعضهم .. تؤول على أنها من أحب يعني.
س: رواية...؟
الشيخ: عند مسلم محمولة على السماع، مسلم اختارها رحمه الله.
س: وما عدا مسلم؟
الشيخ: إذا عنعن.