468 من حديث: (كان من دعاء داود صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك حبك..)

 
26/1490- وعن أَبي الدَّرداءِ ، قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: كانَ مِن دُعاءِ دَاوُدَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعمَل الَّذِي يُبَلِّغُني حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعل حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِن نَفسي، وأَهْلي، ومِن الماءِ البارِدِ روَاهُ الترمذيُّ وَقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
27/1491- وعن أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَلِظُّوا بِياذا الجَلالِ وَالإِكرامِ.
رواه الترمذي وروَاهُ النَّسَائيُّ مِن رِوايةِ ربيعةَ بنِ عامِرٍ الصَّحابيِّ. قَالَ الحاكم: حديثٌ صحيحُ الإِسْنَادِ.
28/1492- وعن أَبي أُمامةَ قَالَ: دَعا رسُولُ اللَّهِ ﷺ بِدُعَاءٍ كَثيرٍ، لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا، قُلْنا يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعَوْتَ بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظ منْهُ شَيْئًا، فقَالَ: أَلا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلكَ كُلَّهُ؟ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِن خَيرِ مَا سأَلَكَ مِنْهُ نبيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعاذَ مِنْهُ نَبيُّكَ مُحمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ، وعليْكَ البلاغُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ رواهُ الترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حَسَنٌ.
29/1493- وَعَن ابْنِ مسْعُودٍ، رضِيَ اللَّه عنْهُ، قَالَ: كَانَ مِن دُعَاء رَسُولِ اللَّه ﷺ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِباتِ رحْمتِكَ، وَعزَائمَ مغفِرتِكَ، والسَّلامَةَ مِن كُلِّ إِثمٍ، والغَنِيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ.
رواهُ الحاكِم أَبُو عبداللَّهِ، وقال: حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلِمٍ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
ففي هذه الأحاديث الحث على الدعوات التي ترجى إجابتها، ويتحرى الإنسان دعوات النبي ﷺ والدعوات الطيبة الجامعة التي دعا بها النبي ﷺ أو دعا بها الأخيار، واتضح ما فيها من الخير لأن الله جل وعلا يحب من عباده أن يسألوه، يحب من عباده أن يضرعوا إليه، فينبغي لهم الإكثار من الدعاء وتحري الدعوات التي دعا بها النبي ﷺ، فإن الله جل وعلا جواد كريم يحب أن يسأل ويحب أن يعطي، ومن ذلك ما يروى من دعاء داود من حديث أبي الدرداء: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربني إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد هذا المعنى جاء مرفوعا عن النبي ﷺ في حديث معاذ : اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت في قوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربني إلى حبك فالإنسان يدعو بهذا الدعاء الذي هو من جوامع الدعاء اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك وكذلك الدعاء: اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك الغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، وأسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم، أنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله هكذا ما تقدم من الدعوات الجامعة اللهم إني أسألك الهدى والسداد، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني يتحرى الدعوات الكثيرة التي جاءت بها النصوص ولاسيما الجامعة مثل: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن عمار بن ياسر، وهكذا يتحرى الأدعية التي فيها جمع الخير كله، ومن هذا اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار وما أشبه ذلك من الدعوات التي ذكرها المؤلف سابقا والتي جاءت في غير كتاب المؤلف هنا، وبكل حال فالإنسان يسأل ما أهمه حتى لو كان ما هو وارد، يسأل ما أهمه ويتعوذ مما أهمه، وإن كان لم يقف عليه من الوارد فإن كل إنسان له حاجات تلم به وتدعو الحاجة إلى أن يسألها ويتعوذ منها، فإذا كان ذا دين سأل الله أن يقضي دينه، إذا كان ذا عائلة وقد حصل منهم مضرة يسأل الله أن يكفيه شرهم وأن يعطيه خيرهم وأن يصلحهم، إذا كان في حاجة للزواج سأل ما يعينه على الزواج، وإذا كان في حاجة للسكن سأل ما يعينه على إصلاح السكن، إذا كان في خوف في طريق سأل ربه أن يمنحه العافية ويؤمن خوفه ويكفيه شر الأعداء، وهكذا يسأل ما يناسب المقام ولو كان غير وارد، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: صحة حديث ابن مسعود الأخير؟
الشيخ: ما راجعت سنده، عليه حاشية عندك؟
الطالب: نعم، وفي سنده حميد الأعرج قال الذهبي في الميزان: متروك، وقال أحمد: ضعيف، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الدارقطني: متروك.
الشيخ: حتى لو ما ورد عن النبي ﷺ، الدعاء طيب.
س: معنى وعليك البلاغ؟
الشيخ: الله هو اللي يبلغه، الله هو الذي بيده تبليغه.
س: عزائم المغفرة؟
الشيخ: يعني المغفرة التامة.
س: ....؟
الشيخ: هذا جاء في حديث في صحيح مسلم إذا أحس بمرض يضع يده على محل المرض ويقول: بسم الله ثلاثا، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات هذا رواه مسلم في الصحيح، وهذا من الدعوات الجامعة الطيبة المختصرة.
س: ويضع يده اليمنى على مكان الألم؟
الشيخ: يده اليمنى وإلا اليسرى يضع يده على محل الألم: بسم الله ثلاثا، ثم يقول: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات.
س: من دون ما ينفث؟
الشيخ: ما ذكر النفث.
س: اليد يضعها مرة واحدة وإلا يرفعها مع كل؟
الشيخ: لا، يخليها عليه وإن حطها وشالها ما في بأس، لكن الحديث يضع يده على محل الألم.
س: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه هذا طيب؟
الشيخ: ما أعلم فيه شيء لأن الإنسان قد يصيبه شيء يكرهه، ومع هذا يحمد الله، إذا أصابه مرض أو مصيبة أخرى يحمده يقول: الحمد لله على كل حال، إنا لله وإنا إليه راجعون، هو يحمد على كل شيء لأنه لا يقضي قضاء إلا في الخير والمصلحة.
س: المعنى صحيح؟
الشيخ: نعم معناه صحيح.
س:... اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك؟
الشيخ: صحيح في دبر كل صلاة قبل السلام، أفضل قبل السلام.