478 من حديث: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله..)

 
8/1518- وَعَن ابنِ عُمَر رضي اللَّه عنْهُمَا قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: لا تُكْثِرُوا الكَلامَ بغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإنَّ كَثْرَة الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّه تَعالَى قَسْوةٌ لِلْقَلْبِ، وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ القَلبُ القَاسي. رواه الترمذي.
9/1519- وعنْ أَبي هُريرَة قَالَ: قال رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ وَقَاهُ اللَّه شَرَّ مَا بيْنَ لَحْييْهِ، وشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجنَّةَ رَوَاه التِّرمِذي وقال: حديث حسنٌ.
10/1520- وَعَنْ عُقْبةَ بنِ عامِرٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسول اللَّهِ مَا النَّجاةُ؟ قَال: أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ رواه الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها الحث على حفظ اللسان والحذر من ورطات اللسان وشره من الغيبة والنميمة والكذب والسب وغير هذا من ورطات اللسان، فالواجب حفظه والحذر من شره، ولهذا يقول ﷺ: لا تكثروا من الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي فكثرة الكلام بالقيل والقال أو الغيبة أو النميمة أو بما أشبه ذلك من الكلام الذي لا خير فيه من أسباب قسوة القلوب وبعدها من الخير، ولهذا قال ﷺ: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ما بين لحييه يعني اللسان، وما بين الرجلين يعني الفرج، يعني من يحرص على العفة من شر لسانه والعفة من شر فرجه يكون من أهل الجنة.
وفي حديث عقبة: ما النجاة؟ قال: أمسك عليك هذا يعني لسانك وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك وتقدم قوله لأبي ذر ولمعاذ: ... اللسان ولسفيان الثقفي، فالمقصود أن اللسان خطره عظيم، وقد جاء الأحاديث بالحذر منه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت متفق على صحته، من موجبات الإيمان أن تقول خيرا أو تسكت يعني تحرص، إما أن تتكلم بخير وإما أن تحفظ لسانك حتى لا يعطبك، وهكذا جوارحك: يدك ورجلك وبصرك وفرجك كل ذلك يجب الحرص على حفظه وصيانته، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه فالواجب حفظ هذه الجوارح عن كل ما حرم الله، وأن تستعمل في طاعة الله، وأن يحذر الإنسان شرها ولا سيما اللسان فإنه سريع الحركة، فالواجب حفظه مما حرم الله وإشغاله بما شرع الله، هذا هو الطريق السلامة إشغال هذا اللسان والجوارح بطاعة الله وبما أباح الله حتى تسلم من شر ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ...؟
الشيخ: يعني عند الحاجة، إذا كان الخروج يضره وقعت الفتن والشرور، أما إذا كانت الخروج ينفع للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الرزق فلا بأس، لكن عند الحاجة مثل ما في الحديث: خير الناس رجل مجاهد في سبيل الله قيل: ثم أي؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره يعني عند خوف الفتن والخشية يبتعد عن مخالطة الناس، أما ما دامت المخالطة تنفع بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهل فالخلطة أفضل، أيش قال على حديث ابن عمر؟
الطالب: يقول رواه الترمذي وسنده حسن بس.
الطالب في حاشية يقول: قلت كذا وفيه إبراهيم بن عبدالله بن حاطب وهو مجهول الحال ووثقه ابن حبان على قاعدته، واغتر به الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على عادته فصحح الحديث، وقد رواه مالك بلاغا من قول عيسى عليه الصلاة والسلام، وقد فصلت القول في ذلك في الأحاديث الضعيفة.
الشيخ: على كل حال شواهده كثيرة، يكفي قوله ﷺ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت رواه الشيخان في الصحيحين، فحفظ اللسان أمره مهم جدا.
س: في من يقول الآن في مكيفات ولا داعي للإبراد في الصلاة؟
الشيخ: لا، لا بدّ من الأخذ بالسنة لأن الطرق فيها حر، ولا كل أحد عنده مبردات، السنة تستعمل ولا ينبغي إضاعتها وإهمالها بهذه الدعوى إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة هكذا قال النبي ﷺ، وهكذا تأخيرها في العشاء إذا لم يجتمع الناس إذا أحبوا التأخير، إذا تأخروا تأخر وإذا تقدموا تقدم مراعاة لما قاله النبي ﷺ أمر لازم.
س: سؤالي هو أنني أضع الوسم على خد الناقة وإذا تركته ووضعته في مكان آخر فأخشى أن أضع وسم قبيلة أخرى، ووسوم القبائل معروفة، فما هو رأي سماحتكم؟
الشيخ: ما يجوز الوسم في الوجه، ما يجوز الوسم في الوجه، ما يجوز الرسول ﷺ نهى عن ذلك، نهى عن وسم الوجه لكن يضع وسم في جهة أخرى تخالف وسم الناس، في العضد، في الفخذ، في الأذن ما في بأس، أما الوجه لا.
س: حدود الوجه؟
الشيخ: الوجه معروف محل الأنف ومحل الفم ومحل العينين، أما الأذن ما هي من الوجه، الأذن من الرأس تبع الرأس.
س: ...؟
الشيخ: المعاصي من أعظم أسباب قسوة القلوب كلما زادت المعاصي سببت القسوة للقلوب وكلما جاءت الطاعات صارت من أسباب لين القلوب، ومن أسباب لين القلوب كثرة ذكر الله جل وعلا، الإكثار من ذكر الله من أسباب لين القلوب، كذلك قراءة القرآن والإكثار من قراءة القرآن الكريم والكف كف اللسان عما لا ينبغي كل هذا من أسباب صلاح القلوب.
س: هل يشرع ترك الأولاد للزوجة والخروج لتجديد الإيمان؟
الشيخ: يعمل ما هو أصلح، إذا كان الخروج ما يضرهم لا بأس يسافر، وإذا كان خروجه يضرهم فالجهاد فيهم أولى لتعليمهم وتوجيههم وإرشادهم والخوف عليهم من الشر، أما إذا كان خروجه ما يضرهم عندهم من يقوم مقامه أو والدتهم طيبة تقوم مقامه لا بأس.
س: يعني يكفيه التطوعات في بيته؟
الشيخ: نعم في البيت ما عدا الفرائض تكون في المسجد.