282 من: (كتاب السلام)

كتَاب السَّلاَم
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]، وقال تَعَالَى: فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً [النور:61]، وقال تَعَالَى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
وقال تَعَالَى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ۝ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ [الذاريات:24-25] .
1/845- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رَجُلًا سَألَ رسول الله ﷺ أيُّ الإْسلام خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعم الطَّعَامَ، وَتَقْرأُ السَّلام عَلَىَ مَنْ عَرِفَتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ. مُتَّفَقٌ عليه.
2/846- وعن أبي هريرة عن النَّبيّ ﷺ قال: لما خَلَقَ الله تعالى آدَمَ ﷺ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ نَفَرٍ مِنَ الَمَلاَئكة جُلُوسٌ فاسْتمعْ مايُحَيُّونَكَ فَإنَّها تَحيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِك. فَقَالَ: السَّلام عَلَيْكُمْ، فقالوا: السَّلام ُ عَلَيْكَ وَرَحْمةُ اللهِ، فَزادُوهُ: وَرَحْمةُ اللهِ متفقٌ عَلَيْهِ.
3/847- وعن أَبي عُمارة البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما قَالَ: أمرنا رسولُ الله بِسَبعٍ: بِعِيادَةِ الَمرِيضِ. وَاتِّباع الجَنائز، وَتشْميت العَاطس، ونصرِ الضَّعِيف، وَعَوْن المَظْلُومِ، وإفْشاءِ السَّلام، وإبرارِ المُقسِمِ متفقٌ عَلَيْهِ، هَذَا لفظ إحدى روايات البخاري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الآيات والأحاديث كلها تتعلق بالسلام، السلام مشروع للأمة وهو من أسباب الألفة والمحبة والتعارف بين المسلمين، فمن رحمة الله ومن إحسانه إلى عباده أن شرع لهم السلام حتى يتعارفوا وحتى يتعاونوا وحتى يتواصوا بالخير، قال جل وعلا: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، وقال جل وعلا: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ [النور:61] يعني على أهلها، وهكذا لما دخل الملائكة على إبراهيم فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ [الذاريات:25].
 والنبي ﷺ لما سئل: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام يعني أي أعمال الإسلام وخصاله المتعدية للناس والفاشية بين الناس؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام ومن أفضل خصال الإسلام بل أفضل خصاله المتعدية للغير إطعام الطعام وإفشاء السلام، أفضلها على الإطلاق توحيد الله والإخلاص له، لكن المقصود بهذا فيما يتعلق بالغير ودعوته إلى الخير، وإفشاء الخير فيه للتآلف، أفضل ذلك إطعام الطعام وإقراء السلام؛ لأن إطعام الطعام قد يصادف أناسًا يستحون ولا يستطيعون أن يقوموا بحاجة أنفسهم ولا يسألون الناس إلحافًا، فإذا عرفوا المحل الذي فيه إطعام الطعام قصدوا إليه وأخذوا حاجتهم منهم، وأما إقراء السلام ففيه التعارف والدعوة إلى الخير، وإفشاء السلام هي دعوة إلى الخير وهي تحيتنا فيما بيننا، كما قال الله جل وعلا هي تحية آدم، تحية ذريته لما أمره أن يسلم على الملائكة فردوا عليه قال: فهي تحيتك وتحية ذريتك. إفشاء السلام: السلام عليكم، والرد عليه: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، وفي حديث البراء بن عازب «أن الرسول ﷺ أمرهم بسبع، منها: إفشاء السلام» أمرهم بإبرار القسم، ونصر المظلوم، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإبرار القسم، وإفشاء السلام، وإفشاء السلام يعني نشره بين الناس، إذا مررت بقوم فقل: السلام عليكم، دخلت بيتك على أهلك قلت: السلام عليكم، قابلك إنسان قلت: السلام عليكم، وهكذا إفشاء السلام فيه خير عظيم والتعارف والمودة والمحبة، وفق الله الجميع.
س: قول الملائكة لإبراهيم عليه السلام: قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ [هود:69] هل يؤخذ من هذا أن الإنسان يقول السلام بالنكرة دون ألف ولام؟
الشيخ: لا، الأفضل الأحاديث الصحيحة مثل ما قال الله: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] تقول: السلام عليكم، وعليكم السلام بالتعريف، هذا هو الأفضل، وإن قال: سلام عليكم؛ ما في بأس.
س: إذا أراد شخص أن يرد على الهاتف أو التلفون هل يبدأه بالسلام أو يتأكد من الصوت ثم يسلم المتصل؟
الشيخ: إن كان سلم هو ترد عليه، وإذا كان ما سلم تسأل: من أنت؟ ثم تقول: السلام عليك.
س: يعني هو الذي يبدأ بالسلام؟
الشيخ: إن بدأ وإلا أنت تبدأ.
س: ليس الأولى كالآخرة؟
الشيخ: ليست الأولى بأحق من الآخرة.
س: ما المقصود؟
الشيخ: عليك أن ترد السلام، بل الرد أوجب لأن الله قال: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] قال العلماء: البدء مستحب والرد واجب.
س: هل الملائكة ترد السلام إذا ما رد الشخص السلام؟
الشيخ: هذا فيه حديث، تسلم على من قصدهم، أما إذا كانوا في بيت وسمعوا يردوا.
س: هل الملائكة ...؟
الشيخ: الله أعلم.
س: لو قال شخص: السلام عليكم، فرد فقال: سلام بالتنكير، يكون أقل من التحية؟
الشيخ: السنة يقول: وعليكم السلام؛ لأن الله قال: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
س: زيادة (وبركاته) في السلام بعد الفراغ من الصلاة؟
الشيخ: جاءت في بعض الروايات في بعضها ضعف، والأقرب الاقتصار على (رحمة الله) كما روى سمرة قال: «كان النبي ﷺ يقول: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله».
س: (بركاته) هذه ضعيفة؟
الشيخ: نعم شاذة، السلام من الصلاة أن يقول: (السلام عليكم ورحمة الله) حين يسلم من الصلاة، أما مع الناس فهي أكمل السلام على الناس.
س: البشاشة مع السلام ما هو بالأفضل؟
الشيخ: نعم البشاشة من الإيمان.