باب ما يقال إذا مطرت

باب ما يُقال إذا مطرتْ

وقال ابنُ عبَّاسٍ: كَصَيِّبٍ [البقرة:19] المَطَرُ.

وقال غيره: صاب وأصاب يصوب.

1032- حدثنا محمد -هو ابن مقاتلٍ أبو الحسن المروزيُّ- قال: أخبرنا عبدالله، قال: أخبرنا عبيدالله، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى المطر قال: صيِّبًا نافعًا.

تابعه القاسم بن يحيى، عن عبيدالله. ورواه الأوزاعيُّ وعُقيل، عن نافعٍ.

مداخلة: عندنا: اللهم صيِّبًا نافعًا.

الشيخ: ..... المتن أو الشرح؟

قارئ المتن: في المتن ساقطة، وفي الشرح موجودة؟

الشيخ: "اللهم صيِّبًا"؟

قارئ المتن: نعم.

الشيخ: وفي النسخ الأخرى: اللهم؟

الطالب: نعم.

الشيخ: انظر كلام الشارح عليه؟

قوله: اللهم صيِّبًا نافعًا كذا في رواية المستملي، وسقط "اللهم" لغيرهما.

الشيخ: لغيره أو لغيرها؟

قارئ المتن: لغيرهما.

الشيخ: لغيرهما؟

قارئ المتن: إيه.

الشيخ: ما هنا إلا واحد.

قارئ المتن: ..... واحد.

الشيخ: لغير الرواية هذه: المستملي وفلان، ما في نسخةٍ أخرى .....؟

الطالب: ............

الشيخ: العيني موجود؟

الطالب: نعم يا شيخ.

الشيخ: وأيش يقول؟

قوله: اللهم صيِّبًا نافعًا كذا في رواية المستملي، وفي رواية ليست لفظة: "اللهم" .....

الشيخ: .............

ومعنى هذا أنه ﷺ كان إذا نزل المطر يقول: اللهم صيِّبًا نافعًا يعني: نازلًا، يُقال: صاب يصوب إذا نزل، فمعنى "صيِّبًا" أي: نازلًا، نافعًا للعباد، والمعنى: اللهم اجعله، و"صيِّبًا" تكون لفعل محذوف تقديره: اجعله، اللهم اجعله صيِّبًا نافعًا للعباد والمواشي والناس جميعًا.

وكان أيضًا في حديث زيد بن خالد يرغب في أن يقولوا: "مُطرنا بفضل الله ورحمته" إذا نزل المطر، يقول: مَن قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب، مُطرنا بفضل الله .

فيُستحبّ أن يُقال عند نزول المطر: اللهم صيِّبًا نافعًا، مُطرنا بفضل الله ورحمته.

باب مَن تَمَطَّرَ في المطر حتى يتحادَر على لحيته

1033- حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبدالله بن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعيُّ، قال: حدثنا إسحاق بن عبدالله ابن أبي طلحة الأنصاري، قال: حدثني أنس بن مالكٍ، قال: أصابت الناسَ سَنَةٌ على عهد رسول الله ﷺ، فبينا رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله، هلك المالُ، وجاع العيالُ، فادْعُ الله لنا أن يسقينا. قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه وما في السماء قَزَعَةٌ. قال: فثَارَ سحابٌ أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيتُ المطر يتحادَر على لحيته.

قال: فمُطِرْنَا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابيُّ- أو رجلٌ غيره- فقال: يا رسول الله، تهدَّم البناءُ، وغرق المالُ، فادْعُ الله لنا. فرفع رسول الله ﷺ يديه، وقال: اللهم حوالَيْنا، ولا علينا. قال: فما جعل رسول الله ﷺ يُشير بيده إلى ناحيةٍ من السماء إلَّا تفرَّجَتْ، حتى صارت المدينةُ في مثل الجَوْبَة، حتى سال الوادي -وادي قناة- شهرًا. قال: فلم يجئْ أحدٌ من ناحيةٍ إلَّا حدَّث بالجود.

الشيخ: تقدم أن هذا من علامات النبوة ودلائل النبوة: أنه رسول الله حقًّا، دعا في الحال فأنزل الله المطر، ثم دعا أن تكون حوالينا ولا علينا، فكشفها الله عن المدينة حالًّا، هذه من الآيات العظيمة: إجابته لنبيه ﷺ في أسرع وقتٍ.

وفيه أيضًا تفسير قوله تعالى: ..... وهو أيضًا من الدلائل على قُدرة الله ، وأنه سبحانه هو الذي يقول للشيء: كن، فيكون: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]. نعم.

س: ..............؟

ج: جاء في حديث أنسٍ عند مسلم: أنه كان مع النبي ﷺ، فإذا ..... حسر عن ثوبه حتى يُصيبه المطر. هذه رواية مسلم، ويدل على جواز ذلك: أنه إذا نزل المطر يحسر عن رأسه، أو عن كتفه، أو يده؛ حتى يُصيبه المطر.

س: ..............؟

ج: حسر ثوبه ..... حسر ثوبه عن الكتف .....؛ لأنه -والله أعلم- مثلما في حديث أنسٍ: حديث عهدٍ بربه؛ لما فيه من البركة، في حديث أنسٍ: لأنه حديث عهدٍ بربه. رواه مسلم.

س: قول سفيان بن عيينة: أنه ما ذُكر المطر في القرآن إلا وهو مقرون بالعذاب؟

ج: ما أعرف هذا ..... يحتاج إلى تتبعٍ.

..............

باب إذا هبَّت الرِّيحُ

1034- حدثنا سعيد ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفرٍ، قال: أخبرني حميدٌ: أنه سمع أنسَ بن مالكٍ يقول: كانت الرِّيحُ الشديدة إذا هبَّتْ عُرِفَ ذلك في وجه النبي ﷺ.

الشيخ: ومعنى "عُرف" يعني: تغير، إذا اشتدّ الريح تغير وجهه .....

باب قول النبي ﷺ: نُصِرْتُ بالصَّبَا

1035- حدثنا مسلم، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ: أن النبي ﷺ قال: نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ.

الشيخ: الصبا من المشرق، والدَّبور من المغرب.