25 من قوله: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا...)

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۝ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ  [المائدة:68، 69].
يقول تعالى: قُلْ يا محمد يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ أي من الدين حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أي حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء، وتعملوا بما فيها، ومما فيها الإيمان بمحمد الأمر باتباعه ﷺ والإيمان بمبعثه، والاقتداء بشريعته، ولهذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: في قوله: وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ يعني القرآن العظيم، وقوله: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا تقدم تفسيره، فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ أي فلا تحزن عليهم، ولا يهيدنك ذلك منهم.

الشيخ: وهذا ليس خاصًا بهم، المقصود تنبيه الأمة على أنه لا نجاة لها ولا سعادة لها وأنها ليست على شيء حتى تتبع الحق، وحتى تنقاد للحق الذي بعث الله به محمدًا عليه الصلاة والسلام، فإذا لم ينقادوا للحق ولم يقيموا دين الله فإنهم ليسوا على شيء؛ وإن ملكوا الدنيا، وإن كانوا رؤوس الناس، لا ينفعهم ذلك حتى يقيموا شرع الله، ويستقيموا على دين الله، يقول حذيفة في مثل هذا: مضى القوم ولم يعنِ بها سواكم، فبين سبحانه أنهم ليسوا على شيء أي اليهود والنصارى حتى يقيموا التوراة ويعملوا بها، ويقيموا الإنجيل ويعملوا بما فيها من طاعة الرسل وتوحيد الله والإخلاص له ونفي الشريك عنه ونفي الولد، واتباع محمد ﷺ، فإن الله أوحى إليهم في كتبهم أنه مبعوث وأنه خاتم الأنبياء، فلا بدّ من الإيمان به واتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال: وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ فالمنزل بعد التوراة والإنجيل هو القرآن، فلا يمكن أن ينجو أحد بعد نزول هذا الكتاب إلا باتباعه، ولهذا قال سبحانه: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ يعني لستم على شيء من الدين ولستم على شيء من أسباب النجاة حتى تقيموا التوراة، يعني حتى تعملوا بالتوراة تقيمونها عملاً وإيمانًا، وهكذا الإنجيل عملاً وإيمانًا، وهكذا القرآن، وهو المنزل بعد التوراة والإنجيل، وهو أعظم الكتب، فليس الناس على شيء لا من العرب ولا من العجم ولا من هذه الأمة حتى يقيموا القرآن أيضا، حتى يتبعوه، حتى ينقادوا لما فيه، والله أنزله لبيان الحق والدعوة إليه، ولهذا يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ويقول: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89] ويقول سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، فلا بدّ من اتباع الكتاب المنزل على محمد ﷺ، الكتاب العزيز والسنة المطهرة، فاليهود والنصارى والعرب والعجم وجميع الثقلين لا بدّ لهم من الإيمان بهذا الكتاب واتباعه، وإلا فليسوا على شيء، وليسوا على نجاة، وليسوا على هدى، وليسوا على صراط مستقيم، بل هم على طريق الهلاك والخسار والدمار والعاقبة الوخيمة.
الطالب: ما قرأ تفسير قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64]
الطالب: نرجع إليه؟
الشيخ: ما في بأس.وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ۝ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ
 يخبر تعالى عن اليهود -عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة- بأنهم وصفوه تعالى عن قولهم علوًا كبيرًا بأنه بخيل، كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء، وعبروا عن البخل بأن قالوا: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الطهراني، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: قال ابن عباس: مغلولة: أي بخيلة.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ قال: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكن يقولون: بخيل يعني أمسك ما عنده بخلا تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا.

الشيخ: وهذا يدل على جرأة اليهود وشدة وقاحتهم وخبثهم وأنهم لقسوة قلوبهم حتى اجترؤوا على هذا الكلام السيئ القبيح، كما اجترؤوا على قولهم: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، وهم من أخبث الناس عقيدة، ومن أشدهم جرأة على الله في كلماتهم الضالة الكافرة الخاطئة.
والمقصود تحذيرنا من أعمالهم، المقصود تحذير هذه الأمة من أعمالهم وأخلاقهم الخبيثة السقيمة، فالله -جل وعلا- لم يزل ينفق ويحسن إلى عباده ويده سحاء الليل والنهار، ولكنهم يجحدون ما هم يعلمون لخبثهم وضلالهم وعنادهم كما قال سبحانه: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل:14]، وقال في سلفهم فرعون: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ [الإسراء:102].
س: وصف اللعن على اليهود والنصارى كلما ذكروا أو في نفس المواضع العقائد التي ينحرفون فيها يلعنون؟
الشيخ: هم يستحقون اللعن دائمًا، فهم ملعونون مطرودون عن رحمة الله لخبثهم وكفرهم، وهكذا بقية الكفرة، إنما الخلاف في لعن المعين الحي، أما جنس الكفرة فليس خلاف في لعنهم، وجنس العصاة كذلك، جنس السارق جنس الفاسق من غير تسميته بعينه.
س: الميت المعين الكافر؟
الشيخ: هذا محل نظر، هل يلعن أو ما يلعن؟ بعض أهل العلم يرى أنه يلعن إذا كان في اللعن فائدة كالتنفير منه، للتنفير من عمله السيئ، كما يلعن فرعون وأشباهه للتنفير من عمله السيئ.
ومنهم من يقول: لا ينبغي لعنه؛ لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا، وهذا يعم، وفي اللفظ الآخر: وتؤذوا الأحياء، والحديث رواه البخاري في الصحيح، وزاد بعضهم في غير الصحيح: فتؤذوا الأحياء. وهو عام يعم أموات المسلمين وأموات الكفار، الكفار هم المقصودون وأموات المسلمين من باب أولى. وقول من قال: إنه إن اشتهر بالشر والفساد وسب للتنفير منه له وجاهة من جهة التخصيص، وإلا فالأصل منع سب الأموات.
س: حديث: حيثما مررت على قبر كافر فبشره بالنار؟
الشيخ: هذا في صحته نظر؛ لأنه من حديث أبي رزين العقيلي والذي يظهر أن إسناده ضعيف.
وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك، وقرأ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء:29] يعني أنه ينهى عن البخل وعن التبذير، وهو زيادة الإنفاق في غير محله، وعبر عن البخل بقوله: وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وهذا هو الذي أراد هؤلاء اليهود عليهم لعائن الله، وقد قال عكرمة: إنها نزلت في فنحاص اليهودي، عليه لعنة الله، وقد تقدم أنه الذي قال: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181] فضربه أبو بكر الصديق .
الشيخ: وفي هذا دلالة على أن القول إذا ظهر من آحاد الطائفة ولم ينكروه نسب إليهم، نسب لليهود لما لم ينكروا على صاحبهم، قوله: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ، وقوله: يَدَكَ مَغْلُولَةً، فالمقالة السيئة أو الطيبة إذا صدرت من طائفة وأقروها نسبت إليهم، مثل ما نسب الله إلى قوم صالح عقر الناقة والعاقر واحد، ...... لما كان عقره لها بموالاة بينه وبينهم ورضا منهم نسب إليهم قال فَعَقَرُوا النَّاقَةَ [الأعراف:77] لكونهم ما نهوا العاقر، ورضوا بعمله نسأل الله العافية، وعمتهم العقوبة.
.............
وقال محمد بن إسحاق: حدثنا محمد بن أبي محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رجل من اليهود يقال له شاس بن قيس: إن ربك بخيل لا ينفق، فأنزل الله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ، وقد رد الله  عليهم ما قالوه وقابلهم فيما اختلقوه وافتروه وائتفكوه، فقال: غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل والحسد والجبن والذلة أمر عظيم، كما قال تعالى: أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا [النساء:53] أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:54] الآية، وقال تعالى: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ [البقرة:61] الآية.
ثم قال تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ أي بل هو الواسع الفضل، الجزيل العطاء، الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه، وهو الذي ما بخلقه من نعمة فمنه وحده لا شريك له.

الشيخ: مثل ما قال جل وعلا: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53].
الذي خلق لنا كل شيء مما نحتاج إليه، في ليلنا ونهارنا، وحضرنا وسفرنا، وفي جميع أحوالنا، كما قال: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].
 والآيات في هذا كثيرة، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: أن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه قال: وعرشه على الماء، وفي يده الأخرى القبض يرفع ويخفض. وقال: يقول الله تعالى: أنفق، أنفق عليك أخرجاه في الصحيحين، البخاري في التوحيد عن علي بن المديني، ومسلم فيه عن محمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق به.
وقوله تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا أي يكون ما أتاك الله يا محمد من النعمة نقمة في حق أعدائك من اليهود وأشباههم، فكما يزداد به المؤمنون تصديقًا وعملًا صالحًا وعلمًا نافعًا، يزداد به الكافرون الحاسدون لك ولأمتك طغيانًا، وهو المبالغة والمجاوزة للحد في الأشياء، وكفرًا أي تكذيبًا، كما قال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت:44] وقال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء:82].
وقوله تعالى: وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يعني أنه لا تجتمع قلوبهم بل العداوة واقعة بين فرقهم بعضهم في بعض دائمًا؛ لأنهم لا يجتمعون على حق، وقد خالفوك وكذبوك، وقال إبراهيم النخعي: وألقينا بينهم العداوة والبغضاء، قال: الخصومات والجدال في الدين، رواه ابن أبي حاتم.
وقوله: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ أي كلما عقدوا أسبابًا يكيدونك بها، وكلما أبرموا أمورًا يحاربونك بها، أبطلها الله ورد كيدهم عليهم، وحاق مكرهم السيئ بهم، وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ أي من سجيتهم أنهم دائمًا يسعون في الإفساد في الأرض، والله لا يحب من هذه صفته.
الشيخ: ومن هذه الأخبار التي بينها سبحانه عن اليهود وهو أصدق القائلين وهو أعلم بأحوالهم والواقع شاهد بذلك فهم الآن مصدر كل شر وفساد وإفساد في الأرض من سائر الآراء الهدامة من بعثية وشيوعية ووثنية وبغضاء وشحناء بين الناس، فهم مصادر هذه الشرور، نسأل الله العافية، وهم فرق أيضاً مختلفون متباغضون وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، فهم شذاذ في كل مكان، شذاذ وقطاع في كل الدنيا، ثم اجتمعت منهم طائفة كبيرة الآن في فلسطين وهم لا يزالون في شر فيما بينهم، ولا يزال الله جل وعلا يسلط عليهم الذل فيهم، وينالهم السوء، كما قال : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ [الأعراف:167] فهم لا يزالون في شر، ولا يزالون في بلاء؛ بسبب أعمالهم الخبيثة، وإفسادهم في الأرض قديمًا وحديثًا.
ثم قال جلا وعلا: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا ما كانوا يتعاطونه من المآثم والمحارم لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أي لأزلنا عنهم المحذور وأنلناهم المقصود، وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ قال ابن عباس وغيره: هو القرآن، لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ أي لو أنهم عملوا بما في الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء على ما هي عليه من غير تحريف ولا تبديل ولا تغيير، لقادهم ذلك إلى اتباع الحق والعمل بمقتضى ما بعث الله به محمدا ﷺ، فإن كتبهم ناطقة بتصديقه والأمر باتباعه حتما لا محالة.
وقوله تعالى: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ يعني بذلك كثرة الرزق النازل عليهم من السماء والنابت لهم من الأرض، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ يعني لأرسل السماء عليهم مدرارًا، وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ يعني يخرج من الأرض بركاتها، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والسدي، كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96]، وقال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم:41]، وقال بعضهم معناه لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ يعني من غير كد ولا تعب ولا شقاء ولا عناء.
وقال ابن جرير: قال بعضهم: معناه لكانوا في الخير كما يقول قائل: هو في الخير من فرقه إلى قدمه.

الشيخ: والمقصود أن الله جل وعلا يسبغ عليهم النعم، ويدفع عنهم النقم، وينصرهم؛ لو استقاموا على الحق والهدى، وهذه وإن كانت خطابًا لأهل الكتاب فالمقصود هذه الأمة كما قال حذيفة: مضى القوم ولم يعني بها سواكم، المقصود أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام إذا استقاموا على دينه فتح الله عليهم البركات، وأنالهم الخيرات، وكفر عنهم سيئاتهم، وأدخلهم الجنات، ونصرهم على عدوهم، فالخير كله في اتباع ما جاء به، والاستقامة على دينه، والنصر له والثبات عليه والاستقامة عليه، فهذا هو طريق النجاة والعزة في الدنيا والآخرة، وهو طريق إسباغ النعم وصرف النقم، وهو طريق تكفير السيئات وحط الخطايا وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ۝ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ يعني لجاءتهم النعم من كل مكان، وجاءتهم الخيرات، وأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وتكثر النعم والخيرات والأشجار والخيرات التي إذا رفعوا رؤوسهم أكلوا من النعم التي في الشجر الذي فوق رؤوسهم من النخيل والأعناب وسائر الثمار التي يطول ساق شجرها ويرتفع، ويفتح الله من بركات السماء والأرض وينزل الأمطار وينبت الأشجار والزروع، ولكن المصيبة تكذيبهم وإنكارهم الحق، وصدهم عن سبيل الله، وحسدهم لأهل الحق، واستكبارهم على الأنبياء، وهكذا أشباههم ممن خالف الرسل من النصارى والشيوعيين وسائر الكفرة، وعلى قدر المخالفة تكون العقوبات، فلأهل المعاصي والمخالفات نصيبهم بقدر معاصيهم، ولأهل الكفر والضلال من اليهود والنصارى وسائر الكفرة يصيبهم على قدر ما هم عليه من الكفر والضلال.
ولولا إمهال الله وإنظاره لعاجلهم بالعقوبة، ولكنه مضى في علمه السابق وقدره السابق أنه يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، كما قال سبحانه: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [فاطر:45] المقصود أنه -جل وعلا- بين للناس أنه يمهل لهم وينظرهم ليستعتبوا، ليتوبوا، لعلهم يرجعون، وهكذا يقول سبحانه: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم:42] فقد يؤجلون إلى يوم القيامة ويملى لهم على ظلمهم وكفرهم كما جرى لجم غفير من الكفرة ماتوا على كفرهم، وأمهل أناس وأخذوا كقارون وفرعون وهامان وغيرهم ممن عوجل العقوبة بعدما أملي لهم.
فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بإمهال الله وإنظاره .......... وقد يؤجل الله عقوبة قوم ليعاقب بهم قومًا آخرين، ويملي لظالم ليعاقب به ظالمـًا آخر كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام:129]، فالعاقل يأخذ الحذر، ويأخذ مما أصاب الناس العبر، ولا يغتر بإمهال الله وإنظاره ، فهو يمهل ولا يغفل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم تلا قوله سبحانه: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
س:...............
وقال ابن جرير: قال بعضهم: معناه لكانوا في الخير كما يقول القائل: هو في الخير من فرقه إلى قدمه، ثم رد هذا القول لمخالفته أقوال السلف.
وقد ذكر ابن أبي حاتم عند قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أثرًا وقال: حدثنا علقمة عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: يوشك أن يرفع العلم فقال زياد بن لبيد: يا رسول الله، وكيف يرفع العلم وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا؟ فقال: ثكلتك أمك يا ابن لبيد، إن كنت لأُراك من أفقه أهل المدينة، أو ليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى، فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقًا من أول إسناده مرسلًا في آخره.
................
وقد رواه الإمام أحمد بن حنبل متصلا موصولا، فقال: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد أنه قال ذكر النبي ﷺ شيئًا، فقال: وذاك عند ذهاب العلم قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال: ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء هكذا رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع به نحوه، وهذا إسناد صحيح.
الطالب: في كلام عليه يا شيخ.
الشيخ: نعم، أيش عندك؟
الطالب: قول الحافظ: رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع بإسناد نحوه، هذا إسناد صحيح.
قلت: رحم الله الحافظ ابن كثير فالإسناد بهذا لا يصح، حيث إن سالمـًا لم يلق زياد بن لبيد، وليراجع ذلك في تخريجي على الفتح الرباني، وذكرت في الفتح الرباني الحديث وأنه أخرجه الحاكم في المستدرك وابن ماجه، وذكر الحافظ في الإصابة أيضًا أنه أخرجه الحاكم وابن ماجه من هذا الوجه، وقال سالم لم يلق زيادًا، وهكذا ذكر البخاري في التاريخ، وله شاهد أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه، وهو منقطع -أيضًا- بين أبي طوالة وزياد.
قلت: وفي الترمذي والدارمي من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله ﷺ فقال: هذا أوان يختلس العلم فقال له زياد بن لبيد الأنصاري فذكر الحديث، قال: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: صدق، وأول ما يرفع الخشوع.
وأخرجه النسائي وابن حبان والحاكم -أيضًا- من طريق الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير قال: حدثني عوف بن مالك أن النبي ﷺ نظر إلى السماء فقال: هذا أوان رفع العلم الحديث، وفيه فلقيت شداد بن أوس فذكر قصة الخشوع ، ووقع في رواية النسائي لبيد بن زياد وهو مقلوب.
الشيخ: لعل الحافظ وجد شيئًا يدل على سماع زياد، قرأت التهذيب؟
الطالب: نعم، سالم بن أبي الجعد لم يلق زياد بن لبيد، وهكذا ذكره البخاري في التاريخ أيضًا.
الشيخ: .................
وقوله تعالى: مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ كقوله: وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:159]، وكقوله عن أتباع عيسى: فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ [الحديد:27]، فجعل أعلى مقاماتهم الاقتصاد، وهو أوسط مقامات هذه الأمة، وفوق ذلك رتبة السابقين، كما في قوله : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر:32]، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا [الرعد:23]، والصحيح أن الأقسام الثلاثة من هذه الأمة كلهم يدخلون الجنة.
الشيخ: والظالم لنفسه هو الذي عنده بعض المعاصي، وإن دخل النار يعذب على قدر معاصيه فمصيره الجنة، ولهذا قال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا [فاطر:32] فذكر أنهم قد ورثوا الكتاب، وأنهم مصطفون، لكنهم أقسام ثلاثة:
ظالم لنفسه: وهو المسلم الذي عنده بعض المعاصي.
والمقتصد: وهو البر المستقيم الذي أدى الواجبات وترك المحارم؛ لكن ما كان عنده النشاط الذي يتضمن المنافسة في الخيرات والمسابقة.
والقسم الثالث: هو الذي عنده المنافسة والمسابقة في الخيرات علاوة على أداء الفرائض وترك المحارم.
فالأقسام كلهم مسلمون، وكلهم من أهل الجنة، إلا أن القسم الأول هو أدناهم، وهو عموم المسلمين الذين فيهم شيء من المعاصي والسيئات، فهم بين أمرين: إما أن يعفى عنهم لرجحان حسناتهم، أو فضلاً من الله لأسباب أخرى، وإما أن يعذبوا على قدر ما عندهم من الظلم لأنفسهم بالمعاصي ثم بعد التطهير والتمحيص يدخلهم الله الجنة، مصيرهم الجنة، وهم ممن أورثوا الكتاب وممن اصطُفي، فلم يكن من أهل الشرك والأوثان.
وقد قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو معشر، عن يعقوب بن يزيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فقال: تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة: سبعون منها في النار، وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين ملة: واحدة في الجنة، وإحدى وسبعون منها في النار، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعًا واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال الجماعات الجماعات.
قال يعقوب بن زيد: كان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله ﷺ تلا فيه قرآنا، قال: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ [المائدة:65] إلى قوله تعالى: مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:66]، وتلا أيضا قوله تعالى: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:181] يعني أمة محمد ﷺ وهذا حديث غريب جدًا من هذا الوجه، وبهذا السياق، وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مروي من طرق عديدة، وقد ذكرناه في موضع آخر، ولله الحمد والمنة.

الشيخ: المشهور أن البضع يبدأ من ثلاثة، وأمة اليهود والنصارى إحدى وثنتان، وأمة محمد أول الثلاثة، هم ثلاث وسبعون. ...........
الطالب: في تصحيف في اسم طلحة قال: يعقوب بن يزيد بن طلحة، وصوابه يعقوب بن زيد بن طلحة بدون الياء.
الشيخ: من أين نقلته؟
الطالب: من الرواة. يعقوب بن زيد بن طلحة وهو الذي يروي عنه أبو معشر، وروى عن زيد بن أسلم وذكره في التهذيب، فقال: يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أبو يوسف المدني قاضي المدينة صدوق من الخامسة. في التقريب والتهذيب والخلاصة.
...............
الشيخ: صلحه عندكم يعقوب بن زيد، صوابه ابن زيد كما في التهذيب وغيره.