الربا وخطره

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا هذه الكلمة المباركة على نوعي الربا، وعلى بعض مسائل الربا، من صاحب الفضيلة الشيخ: عبدالرحمن البراك جزاه الله خيرًا، وضاعف مثوبته، وقد أحسن وأجاد وأوضح ما ينبغي إيضاحه في هذا المقام الخطير، وأسأل الله أن يزيدنا وإياكم وإياه علمًا وهدى وتوفيقًا، وأن ينفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، والوقوف عند حدود الله والحذر من محارمه، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم إنه سميع قريب.

الأمر كما أوضح فضيلته الربا خطره عظيم، وهو من كبائر الذنوب، وقد سمعتم الآيات التي بينت حال المرابي وأنه يوم القيامة يقوم من قبره كالذي به مس من الجن يتخبط، وأنه بعمله الربا قد حارب الله ورسوله، وأنه متوعد بعذاب الله إذا لم يتب من استمر في عمله السيئ بعدما علم أنه مرابي، وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:275]، وسمعتم ما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من كونه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء، فهذا واضح في أن كتابة الربا والشاهدة على الربا من باب التعاون على الإثم والعدوان، وأن من ساعد في الربا فقد رابى وعمه الوعيد ..... على هؤلاء المرابين في البنوك وغيرها، وأن البنوك التي الآن اشتهرت بين الناس وكثر التعاون معها أهلها على خطر، وما ذاك إلا بسبب تعاملها بالربا، والواجب عليها وعلى كل مسلم أن يتقي الله، وأن يكتفي بما أحل الله عما حرم الله، والله عز وجل قد أباح ما يكفي ويشفي ويحصل به الخير والغنى والسعة والنماء، كما أباح لنا من المآكل والمشارب والملابس وغيرها ما يكفي والحمد لله، فما حرم شيئًا إلا أوجد ما يغني عنه، وقد أنشئت الآن بنوك إسلامية، نسأل الله لها التوفيق، ونسأل الله أن يوفق القائمين عليها وأن ينفع بها، وأن يوفق البنوك الموجودة القائمة العادية الربوية للتوبة مما يفعلون من الربا ولأن يجعلوها بنوكًا إسلامية، مصارف إسلامية، ففي ذلك ما يغنيهم عن الحرام، وفي ذلك ما يرضي ربهم ويقيهم شر اللعنة وشر الوعيد.