حكم العمرة في رجب

كلمة علقتها في الأسبوع الماضي قلت لكم إن موضوع العمرة في رجب محل نظر، قد ذكر أصحاب الندوة في الجمعة الماضية أن العمرة في رجب من ضمن البدع بدع رجب، وقلت لكم في التعليق الماضي إن عمر كان رضي الله عنه يتعاطى عمرة في رجب وبعض الصحابة، ووعدت بإعادة النظر في هذا الموضوع وقد راجعت بعض الكتب في ذلك، ومن ذلك كتاب اللطائف للحافظ ابن رجب رحمه الله في وظائف رجب، فذكر أنه ثبت عن عمر وعن ابن عمر وعن عائشة رضي الله تعالى عن الجميع أنهم كانوا يعتمرون في رجب، وذكر عن ابن سيرين محمد بن سيرين التابعي الجليل أن السلف كانوا يعتمرون في رجب، وبهذا يعلم أن العمرة في رجب ليست من البدع، بل من فعل الخليفة الراشد عمر ، ومن فعل بعض الصحابة كابنه وعائشة وكثير من السلف الصالح.

وقد يتعلقون ويحتجون بما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي  ﷺ اعتمر في رجب، وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها وجماعة أن ابن عمر وهم في هذا، وأن عُمَر النبي ﷺ كانت كلها في ذي القعدة، وهي أربع: عمرة الحديبية في ذي القعدة، ولم يكملها بل صد عنها، وعمرة القضاء في ذي القعدة من عام سبع، وعمرة الجعرانة في ذي القعدة من عام ثمان، والرابعة عمرته مع حجته في عام عشر، لكن سبق في التعليق الماضي أنه لا مانع من أن تكون له عمرة خامسة فعلها في رجب خفيت على الكثير.