حكم إبطال السحر بإذابة الرصاص وجعله مع الماء على الرأس

السؤال: للأخت من العراق سؤال ثان في هذه الرسالة تقول فيه: هناك بعض الاعتقادات عند بعض الناس لإفساد السحر وإبطاله، وهي عبارة عن أخذ شيء من الرصاص المذاب على النار، وسكبه في إناء فيه ماء، ثم يوضع على رأس المسحور وتعاد العملية ثلاث مرات في اليوم، فهل هذا له أصل؟ وما حكم الشرع فيه؟ 

الجواب: هذا شيء لا أصل له، ولا فائدة فيه، وهو تلبيس وتخييل، وإلا فهذا لا فائدة فيه، إذابة الرصاص وجعله على الرأس، وجعله في الماء ثم جعله.. كل هذا يفعله الكاهنات، ويفعله الملبسون والمشعوذون تلبيساً، وإلا فهم يعملون في خدمة الجن، وخدمة الشياطين، فلا يجوز الحل بهذا الشيء، وإنما يحل السحر بما شرع الله من الأدوية الشرعية، والقراءة، هذا هو الطريق في حل السحر، فإذا أصيب الإنسان بالسحر، أو حبس عن زوجته عولج بالقراءة، يقرأ عليه الرجل الطيب المعروف بالخير، وإن كانت امرأة قرأت عليها المرأة الطيبة بالخير، المعروفة بالخير، آيات من القرآن، بفاتحة الكتاب، آية الكرسي، آيات السحر المعروفة في سورة الأعراف، وفي سورة يونس وفي سورة طه مع قراءة: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد والمعوذتين، ثم يشرب منه ما تيسر ثم يتروش بالباقي، فإنه بإذن الله يزول عنه السحر، وهكذا يزول عنه الحبس الذي جرى عليه حين حبس عن زوجته، وإذا كرر ذلك مرتين أو ثلاث أو أكثر فلا بأس، حتى يزول عنه الأذى، وإذا جعل فيه سبع ورقات من سدر كان هذا أيضاً طيباً، فقد استعمل هذا وذكره المتقدمون وينفع بإذن الله، والسدر شيء طاهر لا بأس به، فإذا دق وجعل في الماء مع القراءة فيه كان هذا من أسباب الشفاء، وإذا أضاف إلى ذلك الدعاء المعروف الثابت عن النبي ﷺ: اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.
إذا دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات كان حسناً ينفث به في الماء، وهكذا: باسم الله أرقيه من كل شيء يؤذيه، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيه باسم الله أرقيه ثلاث مرات، يكرر هذا: باسم الله أرقيه يعني: المريض، أو باسم الله أرقيك يخاطبه من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك، يكررها ثلاث مرات، هذا أيضاً من الدعوات المناسبة لهذا العلاج، وآيات السحر معروفة، في الأعراف قوله : وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ۝ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ[الأعراف:117-119] .
وفي يونس يقول : وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ۝ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ۝ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:79-82]، وفي طه يقول سبحانه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ۝ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ۝ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ۝ قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى ۝ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:65-69]، ثم يقرأ: قل يا أيها الكافرون، قل هو الله أحد ثلاث مرات، قل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، قل أعوذ برب الناس ثلاث مرات، فهذا هو الدواء الشرعي، والعلاج الشرعي الذي قد وصفه أهل العلم وجربه أهل العلم وجربناه أيضاً فنفع الله به، فهو دواء طيب بآيات الله، وإذا جعل فيه ما تقدم من ورقات السدر السبع ودقت هذا كله طيب أيضاً.
وإذا عرف دواء آخر لا محذور فيه، دواء آخر بأوراق، أو بحبوب أو بإبر فلا بأس، إذا كان سليماً مما حرم الله من نجاسة أو غيرها، أما التداوي بما يتعاطاه خدام الجن، والمشعوذون من الرصاص وغيره أو بالذبح للجن، أو بالاستجارة بالجن فهذا كله ما يجوز منكر، وبعضه شرك.. الاستجارة بالجن ودعاؤهم، والاستغاثة بهم والذبح لهم كل هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية، فيجب الحذر ويجب على من بلي بهذا الشيء أن يحذر ما حرم الله وأن يتعاطى ما أباح الله.. لا بأس، يشرع له التداوي. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة