مصير والدي النبي ﷺ في الآخرة

السؤال:

ننتقل بعد ذلك إلى رسالة بعث بها السائل رضا متولي مصري ومقيم بالرياض، يقول: سمعنا بأن والد ووالدة الرسول ﷺ ماتوا وهم على ملة قريش، وذكر: "بأن الرسول ﷺ استأذن الله ليستغفر لهم، فلم يأذن له، فبكى وأبكى من حوله" وجهونا في ضوء هذا السؤال؟ 

الجواب:

نعم، النبي ﷺ استأذن أن يستغفر لعمه أبي طالب، فلم يأذن له، واستأذن أن يستغفر لأمه؛ فلم يؤذن له، وقال لما سئل عن رجل مات في الجاهلية قال: إنه في النار فلما رأى ما في وجه الرجل قال: إن أبي وأباك في النار وهذا محمول عند أهل العلم على أنهم بلغتهم الدعوة، بلغتهم دعوة إبراهيم، فالذين ماتوا في الجاهلية، وقد بلغتهم دعوة إبراهيم، قد قامت عليهم الحجة إذا ماتوا على الكفر بالله، فهم من أهل النار، أما الذين ما بلغتهم الدعوة، ولا عرفوا شيئًا؛ فهذا أمرهم إلى الله، يعتبرون من أهل الفترة، وأمرهم إلى الله، يمتحنون يوم القيامة، فمن نجح؛ دخل الجنة، ومن عصى؛ دخل النار، أما من بلغته الدعوة في حياته -دعوة إبراهيم- قبل بعث النبي ﷺ فهذا قد قامت عليه الحجة.

وعلى هذا يحمل ما جرى في حق أمه وأبيه كونه استأذن أن يستغفر لأمه؛ فلم يؤذن له، وقال في أبيه: إن أبي وأباك في النار محمول على أنهم بلغتهم الدعوة.

وأما أبو طالب فقد بلغته الدعوة، ودعاه ابن أخيه محمد -عليه الصلاة والسلام- واجتهد، ودعاه في مرضه؛ فأبى، وأصر على الكفر -نعوذ بالله من ذلك- فقال النبي ﷺ عند ذلك: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله في ذلك قوله -جل وعلا-: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] فدل على أن من مات على الكفر بالله؛ فإنه من أصحاب الجحيم، نعوذ بالله.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة