حكم صلاة من لا يحفظ سوى الفاتحة

السؤال:
يسأل أخونا ويقول: إن والدتي تصلي ولكنها لا تعرف الصلاة بصورة كاملة فهي تعرف الفاتحة فقط، وعندما أعلمها تنسى بسرعة فهل صلاتها صحيحة؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
نعم، صلاتها صحيحة، وعليك وعلى إخوانك تعليمها والاستمرار في تعليمها في أوقات كثيرة حتى يستقر العلم في قلبها، والفاتحة مجزئة والحمد لله، إذا علمت الفاتحة أجزأت، وإذا تيسر معها بعض السور القصيرة مثل قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وقل هو الله أحد وغيرها من السور القصيرة إذا تيسر لكم تعليمها إياها فهذا خير عظيم، ومع الاستمرار والملاحظة تحفظ إن شاء الله، حتى الذي لا يعرف الفاتحة تصح صلاته إذا عجز عن تعلمها يقرأ ما تيسر ولو بعض الآيات، فإذا عجز سبح الله وحمد الله وكبره وهلله في محل القراءة ثم كبر وركع فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. 
ولا يجوز ترك الصلاة أبدًا بل يصلي على حسب حاله ولكن يتعلم، يلزمه أن يتعلم ويتقي الله في ذلك، ويلزم أولاد المرأة أن يعلموها إذا كانوا يعلمون أن يعلموها ويوجهوها، وهكذا يعلمون أباهم إذا كان جاهلًا وهم يعلمون، يعلمون إخوتهم، طالب العلم يعلم الجاهل، هكذا المؤمنون يتعاونون على البر والتقوى كما قال الله : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وقال سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].
فالواجب عليكم أن تعلموها أنت وإخوانك تعلموها وتصبروا بالحلم والكلام الطيب لا بالنهر ولا بالغلظة ولكن بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والرفق في الأوقات المناسبة من ليل أو نهار حتى تتعلم مع الاستمرار الدائم حتى تتعلم، وهكذا أخواتكم وهكذا عماتكم وخالاتكم أحسنوا إلى الجميع، هذه الدنيا دار العمل دار التعليم دار التعاون دار التكليف، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.
فتاوى ذات صلة