نصيحة لمن ابتليت بأب عاص وفاحش القول

السؤال:

إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (خ) و (ع) و (ح) تقول: أنا شابة، لي أب لا يؤدي ما استوجبه الله عليه من فرائض وواجبات، ويرتكب معاصي عظيمة منها: عقوق الوالدين وعدم إحسان تربية أبنائه، ورعاية المنزل، والقيام عليه، والنظر في شؤونه، وهو دائمًا يهينني أمام القريب والبعيد، والشريف والوضيع، ويتلفظ علي بألفاظ قبيحة للغاية، ومقصر في واجباتي من ملبس ومأكل وغيره، وهو دائمًا يسعى إلى تشويه صورتي بين الناس، فهل أرد عليه إذا تلفظ بكلام قبيح؟ أم أصمت ولا أرد عليه بشيء؟ علمًا بأن معاملته مع الجميع هي نفس المعاملة مع البنت والابن والزوجة؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

يقول الله -جل وعلا- في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] هذا الوالد المشرك الذي يأمر بالشرك يقول الله -جل وعلا-: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] وهما والدان مشركان يأمران بالشرك، فأنت عليك الصبر، والكلام الطيب مع الوالد، والدعاء له بالهداية، ادعي له بالهداية، والكلام الطيب، هداك الله، عافاك الله، وفقك الله؛ لأنه قد أساء الحال معك، ومع غيرك، فعليك الصبر، وألا تقابلي هذا البلاء إلا بالصبر، والكلام الطيب، كما قال الله -جل وعلا- في حق الوالدين المشركين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] فهذا إذا كان لا يصلي؛ فهو مشرك، فيعامل بما قال الله: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15].

فأنت احلمي، وتوجهي له بالدعاء، واسألي الله في أوقات الإجابة أن الله يمن عليه بالهداية، ويعيذه من الشيطان، ويضع في قلبه الرحمة والحلم على أولاده، وأن يوفقه لبر والديه، إلى غير ذلك.

الواجب عليك الصبر، وأن تصحبيه بالمعروف، وأن تسألي الله له الهداية، وأن تلتمسي أسباب الهداية الشرعية لوالدك بالكلام الطيب، بالمشورة على والديه بنصيحته، على أصحابه ورفقائه أن ينصحوه، وبغير هذا من وجوه الخير. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة