ما معنى: «يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر»؟

السؤال:

بعد هذا رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين يسأل ويقول: أنا عبدالرحمن الرويبي من المنطقة الشرقية، أسأل سماحتكم عن المقصود من حديث الرسول ﷺ الذي يقول فيه: يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين، أو خمسة وأربعين ليلة فيقول: يا رب! أشقي أو سعيد؟ أي رب! ذكر أو أثنى؟ فيكتبان، ويكتب عمله، وأثره، وأجله، ورزقه، ثم تطوى الصحف؛ فلا يزاد فيها ولا ينقص أرجو توضيح ما المقصود من شقي أو سعيد، هل ذلكم في الآخرة، أم في الدنيا؟ 

الجواب:

هذا الحديث ثابت في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري، وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا يقع في بعض الأجنة، والعمدة على حديث ابن مسعود أن الكتابة تكون في أول الشهر، في أول الطور الرابع، إذا مضى عليه ثلاثة أطوار، أربعون وأربعون وأربعون يعني: أربعة أشهر، أتاه الملك، فقال: يا رب! ما الرزق؟ ما الأجل؟ أشقي أم سعيد؟ يكتب كل ذلك بعد مضي الأطوار الثلاثة، يعني: في أول الشهر الخامس، هذا هو المحفوظ في الصحيحين من حديث ابن مسعود  أما ما جاء في حديث حذيفة بن أسيد الغفاري بأن هذا يقع بعد مضي أربعين، أو خمسة وأربعين ليلة؛ فهذا لعله في بعض الأجنة، جمعًا بين الحديثين، لعل هذا يكون بعض الأجنة بالنسبة إلى الجمع بين الحديثين، وأنه يكتب بعض الأجنة في ... حين يمضي له أربعون، أو خمس وأربعون ليلة، ولا يتناقض، ولا تعارض مع حديث ابن مسعود، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، قضية يسأل عنها -لو تكرمتم سماحة الشيخ- يقول: ما المقصود من شقي أو سعيد، هل هو في الآخرة، أو في الدنيا؟

الشيخ: ... شقي في الدنيا، أو سعيد في الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، إذا شقي يعني: في الآخرة، يكون في حال الدنيا شقاوة في الآخرة، تكون في الدنيا، إذا كان شقيًا في الدنيا؛ عمل بعمل الأشقياء؛ صار شقيًا في الآخرة، وإذا كان سعيدًا في الدنيا عمل بطاعة الله؛ صار سعيدًا في الآخرة؛ لأن الآخرة مبنية على الدنيا.

المقدم: الله المستعان، كأن الدنيا مزرعة للآخرة سماحة الشيخ؟

الشيخ: نعم، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، ما المقصود بهذه الشقاوة سماحة الشيخ؟ 

الشيخ: الشقاوة أنه من أهل النار يعني، أن أعماله كلها تضره، وأنه من أهل النار، ليس من أهل الجنة، والسعيد الذي يوفق لأعمال أهل الجنة بالصالحات، الله يجعلنا وإياكم من السعداء.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة