حكم الأب الذي لم ينصح أبناءه في أمور دينهم

السؤال:

في سؤاله الثاني يقول يا سماحة الشيخ: إذا كان بعض من إخواني -سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا- يقصرون في بعض الصلوات، هل هذا يؤثر على والدي المتوفى، علمًا بأن بعض الإناث متزوجات؟ 

الجواب: 

إن كان قصر في حياته لم يأمر أبناءه وبناته، ولم يعلمهم؛ فهو على خطر من ذلك، والدعاء له، تدعو له أن الله يسامحه ويعفو عنه.

أما إن كان لم يقصر، بل اجتهد في تربيتهم وتعليمهم، وأمرهم بالخير، ولكن قصروا بعد وفاته هم؛ فالإثم عليهم، وليس عليه من ذلك شيء.

إذا قصروا بعد وفاته في الصلاة، أو غيرها؛ فالإثم عليهم، لكن في حياته إذا كان قد تساهل في حقهم؛ فهو على خطر، تدعون له بالمغفرة والرحمة والعفو، إذا كان تساهل معهم، ولم يعلمهم، ولم يؤدبهم؛ فقد ترك الواجب عليه، فهو مسؤول عن هذا، وهو خطر من هذا الشيء، لكن تدعون له بالمغفرة والرحمة والعفو.

وعليكم أيضًا أن تتواصوا بالخير فيما بينكم، وأن تناصحوا، وأن تجتهدوا في أداء حق الله، وأن تحافظوا على الصلاة في الجماعة، وأن تجتهد مع أخواتك أيضًا بنصيحة أخواتك، وتوجيههن إلى الخير، وأمرهن بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتهاـ وغير هذا من وجوه الخير، كأداء الزكاة، وصوم رمضان، والمحافظة عليه، صلة الرحم، إكرام الجار، حفظ اللسان عما لا ينبغي، توصي جميع إخوتك من ذكور وإناث بتقوى الله، توصيهم بطاعة الله ورسوله، توصيهم بفعل الخير، وترك الشر، توصيهم بكثرة التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر وقراءة القرآن، توصيهم بإكرام جيرانهم، وإكرام أقاربهم، وصلة أرحامهم، وأنت على خير.

يقول الله : وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] من أفضل خصال الإيمان التواصي بالحق والتناصح، ويقول -جل وعلا-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125] ويقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2].

فأنت -أيها السائل- عليك أن تتعاون مع إخوانك، ومع أقربائك، ومع جيرانك على البر والتقوى، على طاعة الله ورسوله، على الصلاة في الجماعة، على بر الوالدين، على صلة الرحم، على حفظ اللسان عما لا ينبغي، كل هذا من التناصح والتواصي بالحق، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة