ما معنى (إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة...)؟

السؤال:
هذه رسالة بعثها أحد الإخوة المستمعين يقول المرسل المستمع (أ. علي) أخونا له جمع من الأسئلة يسأل سؤاله الأول ويقول: أريد شرح هذا الحديث: عن السائب بن يزيد أن معاوية قال: "إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن رسول الله ﷺ أمرنا بذلك أن لا نصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج".

الجواب:
معناه على ظاهره، المؤمن إذا سلم من صلاة الجمعة أو غيرها من الفرائض ليس له أن يصلها بصلاة حتى يتكلم أو يخرج من المسجد، والتكلم يتكلم بما يسر الله من الأذكار المشروعة من أستغفر الله ثلاثًا، اللهم أنت السلام ومنك السلام، أو لا إله إلا الله، أو سبحان الله.. أو ما أشبه ذلك مما يتضح معه انفصاله من الصلاة وأنه فصل منها بالكلية حتى لا يظن أن هذه الصلاة تبعًا للصلاة وأنها موصولة بها.
والمقصود من هذا تمييز هذه من هذه، فإذا سلم من الجمعة لا يصلها بالنافلة لئلا يعتقد هو أو غيره أنها مربوطة بها وأنها لازمة لها، وهكذا الصلوات الأخرى كالظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لابد من الفصل بكلام من ذكر أو غيره من الكلام، أو خروجه من المسجد حتى لا يعلم أنها مربوطة بما قبلها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. يسأل أخونا ويقول: هل هذا دليل للذين يسلمون على بعض بعد انتهاء الصلاة؟
الشيخ: لا، هذا شيء آخر، السلام شيء آخر، يكفي في ذلك إذا قال: أستغفر الله ثلاثًا اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، أو قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. إلى آخره، أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو كلم أحدًا من الناس يكن بهذا قد فصل، أما كونه يسلم بعضهم على بعض هذا شيء آخر، حتى ولو بعد الأذكار وبعد كل شيء إذا سلم على أخيه ما فيه شيء. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. 
فتاوى ذات صلة