حكم قطع الرحم بسبب سوء أخلاقه

السؤال:

السائلة (ن. ش. ح) من مكة المكرمة، تذكر في سؤالها سماحة الشيخ وتقول: بأنها دائمًا تقاطع صلتها مع أخواتها، حيث تقول: لا أكلمهم، وقد تستمر تلك المقاطعة لأكثر من شهر، بسبب سوء أخلاقهن، والتلفظ بألفاظ تقول: لا أقبلها، ماذا علي؟ وهل أعمالي لا تصعد إلى السماء في تلك المدة؟ وماذا أفعل مع أنهن أخواتي؟

الجواب:

الواجب صلة الرحم، والتسامح من الأشياء اليسيرة التي ليست معاصي، مع النصيحة والتوجيه إلى الخير، ولا تجوز قطيعة الرحم؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23] ويقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة قاطع رحم فالواجب الحذر.

عليك أن تزوريهن، وعليهن أن يزرنك، وعليكن أيضًا بالتسامح بينكن، ومن طريق الهاتف بالكلام الطيب -من طريق التلفون- إذا ما تيسرت الزيارة من طريق الهاتف، يعني: التلفون بالكلام الطيب، وإذا كان عندهن بذاءة في اللسان، عليك النصيحة حتى يعتدن الكلام الطيب، وعلى من يعرف ذلك من الأقارب أن ينصحوا هؤلاء الأخوات حتى تستقيم الحال بينكن -إن شاء الله-.

المقصود: المشروع الصبر مع النصيحة والتوجيه والزيارة المناسبة، أو من طريق التلفون، حتى لا تقع القطيعة، وعليهن أن يتقين الله، وأن يسمعن ويطعن فيما ينتقد عليهن.

وإذا كان الواقع شيئًا يسيرًا من سوء الكلام، فالنصيحة تكفي -إن شاء الله-، وليس لك قطيعتهن، أما إذا كان معاصٍ، ومجاهرة بالمعاصي، هذا يوجب هجرهن، كأن يلعن ويسببنك أو يجاهرن بالمعاصي بالاختلاط مع الرجال، أو شرب الخمر، أو التلاعب واستعمال الملاهي والأغاني الخبيثة، هذه منكرات عليك أن تهجريهن حتى يتبن ويستقمن على طاعة الله ورسوله.

أما إذا كان أشياء بسيطة من سوء الكلام بينكما، أو المزح بينكن، أو ما أشبه ذلك، فعليك النصيحة والتوجيه، ولعل الله يهديهن بأسبابك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة