صفة الطهارة وصلاة المريض

السؤال:

هذا سؤال من المستمع عبد فاضل الجميلي من العراق - الموصل، يقول: بينما كان راكبًا إحدى السيارات العسكرية؛ إذ تعرض لحادث انقلاب نتج عنه إصابته بكسر في العمود الفقري، مما جعله طريح الفراش، وأفقده بعض الإحساس بأجزاء من جسده، وبما قد يخرج منه من نواقض الوضوء، وقد يحصل عنده أحيانًا انسداد في المجاري البولية، مما جعل الأطباء ينصحونه بالإكثار من الشرب باستمرار، فهو يسأل عن صيام رمضان، ماذا يعمل فيه؟ وماذا يجب عليه فعله إن أفطر وهو بهذه الحالة لا أمل في شفائه من هذا المرض، فهل عليه كفارة وما هي؟ أيضًا يسأل بالنسبة للصلاة، كيف يصلي؟ وكيف يتوضأ؟ وماذا يعمل لو انتقض وضوؤه دون شعور أو إحساس منه بذلك أثناء الصلاة؟ كيف يتصرف في كل هذه الحالات؟

الجواب:

أما الصوم فعليه أن يصوم إذا كان يستطيع الصوم، عليه أن يصوم إذا كان يستطيع الصوم، أما إن كان الأطباء قرروا أنه يضره الصوم بسبب المرض الحاضر، فإنه لا يصوم، وإذا قرروا أنه لا يرجى صومه في المستقبل، يعني: لا يرجى برؤه برءًا يعني: يمكنه من الصوم، فإنه لا يصوم أيضًا، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصوم، فإنهما يكفران بإطعام مسكين عن كل يوم، فهكذا المريض الذي لا يرجى برؤه، قد قرر الأطباء أنه لا يرجى برؤه حكمه حكم الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع من التمر، أو غيره من قوت البلد، وهو كيلو ونصف تقريبًا، أما إن كان يرجى برؤه، ويرجى شفاؤه، ولكنه يضره الصوم فإنه لا يصوم حينئذٍ، ولكن متى برئ ومتى عافاه الله يصوم.

المقدم: ولا يطعم؟

الشيخ: ولا يطعم.

أما الصلاة فإنه يصلي على حسب حاله، عليك -أيها الأخ- أن تصلي على حسب حالك، توضأ إن قدرت على الوضوء بالماء، إن قرب لك الماء وتوضأ إن قدرت، فإن لم تقدر تيمم بعد أن تمسح على الخارج بالمناديل، الخارج من الدبر والقبل إذا دخل الوقت إذا دخل الوقت تمسح أنت ومن يقوم عليك من يخدمك تمسح الخارج بالمناديل ثلاث مرات أو أكثر؛ لأن الرسول ﷺ: نهى أن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار فلا بد من ثلاث مسحات أو أكثر للقبل والدبر، حتى يزال الأثر، وحتى لا يبقى أثر في الدبر والقبل، وبعد هذا توضأ وضوء الصلاة إن قدرت وإلا فالتيمم يكفي، تضرب التراب بيديك، يحضر لك التراب في إناء، أو في كيس أو في خرقة وتضرب التراب بيديك وتمسح وجهك وكفيك مرة واحدة، وتصلي في الوقت، تجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، وتصلي الفجر في وقتها حسب طاقتك، وأنت في فراشك على جنبك أو مستلقيًا أو قاعدًا حسب طاقتك: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن:16] والنبي ﷺ قال: صل قائمًا -للمريض- قال: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيًا هكذا قال النبي ﷺ للمريض، وأنت مريض، هذا هو الذي يجب عليك أن تصلي قائمًا إن قدرت، فإن عجزت صليت قاعدًا، فإن عجزت صليت على جنبك، فإن عجزت صليت مستلقيًا إلى القبلة، تجعل رجليك إلى القبلة، وتشير بيديك تكبر الإحرام رافعًا يديك للركوع، كذلك تقرأ وتنوي الركوع وتكبر، تنوي الرفع وترفع، تقول: سمع الله لمن حمده، تنوي الركوع، السجود تكبر ناويًا السجود، وهكذا بالنية والكلام.
أولاً: تنوي الصلاة وتكبر، تأتي بالمشروع من الاستفتاح والقراءة، ثم تنوي الركوع وتكبر، وتقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وأذكار الركوع، ثم تنوي الرفع، وتقول: سمع الله لمن حمده -بنية الرفع من الركوع- ربنا ولك الحمد، إلى آخره. 

ثم تنوي السجود تقول: الله أكبر، ناويًا السجود تقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، إلى آخره، ثم تنوي الرفع تقول: الله أكبر، ناويًا للرفع من السجدة الأولى، تقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، ثم تكبر ناويًا السجدة الثانية، وهكذا، بالنية والكلام المشروع، والله يقول سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا[البقرة:286] ويقول : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن:16] ويقول النبي ﷺ: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم والحمد لله، نعم، شفاك الله.

المقدم: بارك الله فيكم. لو كان قرر أنه لا يرجى برؤه من هذا المرض، وكان الحكم كما تفضلتم بأن يطعم عن كل يوم مسكينًا، لكن حصل أن برئ بعد ذلك، فالله قادر على كل شيء، فهل يقضي؟

الشيخ: يجزئه -إن شاء الله-.

المقدم: أو يكفي الإطعام؟

الشيخ: إن قضاه فهو أحوط، وإلا يجزئه على الصحيح؛ لأنه فعله على اعتقاد أنه معذور، فإن شافاه الله اختلف العلماء، منهم من قال: يقضي، ومنهم من قال: لا يقضي.

فإن قضى فهو أحوط؛ لأنه ظهر أنه غير مأيوس منه، لما برئ ظهر أن الواقع أنه غير مأيوس منه، فيقضي، وقال قوم: فعل ما شرعه الله على اعتقاد أنه غير مرجو البرء فيجزئه ذلك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خير الجزاء.

فتاوى ذات صلة